الأحد 2025-01-19 14:36 م

"الجبهة الموحدة" : وكأننا أرسلنا أولادنا إليها لنيل الشهادة

12:52 ص

الوكيل - عبر حزب الجبهة الأردنية الموحدة عن أسفه للأحداث التي جرت في جامعة الحسين يوم الاثنين ، مبديا استغرابه من الوفيات التي طالت عددا من ابناء الوطن في الجامعة وقال ' و كأننا أرسلنا أولادنا إليها لنيل الشهادة'.


و أكد الحزب في بيان صدر عنه مساء الثلاثاء ' نحن نراقب قوافل الشهداء التي تتوالى خارجة من جبهة الجامعات الأردنية و كأننا أرسلنا أولادنا إليها لنيل الشهادة في سبيل الله هناك وليس لنيل الشهادات العلمية ولو كان الوقت والظرف يسمح لأرسلناهم إلى المسجد الأقصى و أكناف المسجد الأقصى فنيل الشهادة في سبيل الله يكون هناك وليس هنا'.

وتابع الحزب ' العنف الجامعي ليس مشكلة تربوية ولا تعليمية و لا تقع مسئوليتها على كاهل الجامعات أو القائمين عليها ، من يقول ذلك فإنه يبسط المشكلة و يقذف الجمر الذي يحمله في أحضان غيره تنصلا من المسئولية و هروبا من واقع سيء تشكل و بدأ بالتجذر في قواعد المجتمع الأردني ، بصورة تنذر بعواقب وتداعيات سيئة على السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى تماسك المجتمع وإدامة الأمن والاستقرار والمودة بين سائر مكونات المجتمع الواحد'.

وأضاف ' المشكلة اليوم واضحة تماما، والذنب هو ذنب من يذكون نار الفتنة و يوقدون تحت نار الكراهية والصراع الطبقي و التناحر الاجتماعي، الذين لهم مصلحة في خلق صراع اجتماعي مسلح يصل إلى حد الثورة والاقتتال وإشعال النار في الوطن، كل الوطن ، حتى يفلتوا من المحاسبة والعقاب على ما اقترفوا أولا و حتى ينتقموا من الشعب الذي أوقف فسادهم وكشفهم ثانيا'.

وزاد الحزب في بيانه ' بعد سنتين من الحراك الشعبي السلمي المطالب بالإصلاح السياسي والاقتصادي ، و محاسبة الفاسدين و رفع المعاناة عن الشعب الفقير ، و بعد سنتين من اللامبالاة التي يبديها السياسيون الذين يقودون الدولة والحكومة سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا ، بعد سنتين من الوعود ومن حكومات ترحل و حكومات تأتي ، و رؤساء يعدون و رؤساء يتوعدون ، بعد سنتين من انتظار أن تستوي طبخة الماء والحصى ، بعد كل هذا الانتظار كان واضحا و منطقيا أن يجنح الناس إلى العنف خاصة الشباب منهم ' ولا نبرر ذلك لأحد '' .

واشار الى إن روح الجماعة التي يخضع لها الشعب الأردني اليوم و يرزح تحتها تخلق حالة من الغضب الشعبي العارم الذي صار الناس يبيتون و يستيقظون عليه ، و روح الجماعة قوة قاهرة لا يمكن التصدي لها ولا يمكن التغلب عليها ، فالفرد في الجماعة يصبح نكرة و يتخلى عن كثير من مثله و قيمه الحضارية و ينصهر في المجموع الذي يجعل منه نمرا قويا لا يخشى شيئا أو أحدا ، و روح الجماعة إذا كان وراءها دافع قوي و مبدئي كالشعور بالخوف أو الجوع أو الإحباط واليأس أو الشعور بالمهانة و انتقاص الكرامة فإنها تصبح كالموج الهائج المتدفق الذي لا يقف في وجهه سدود ولا حدود ، و الشعب الأردني يشعر بكل ذلك دفعة واحدة و بقوة .

واكد الحزب على ان العنف في الجامعات ليس مستغربا و لن يكون مستغربا أن ينتقل إلى الطرقات و المدن والقرى و ربما ' الأغوار ' و ما أدراك مالأغوار ، ليس مستغربا كل ذلك فالعنف نحن خلقناه و نحن غذيناه و نحن ننفخ تحت ناره ، فالوضع الاقتصادي والمعيشي للناس وصل إلى أسوأ مراحله ، لقد بات الأردنيون يحلمون باللحم والدجاج و يعيشون كل ليلة كوابيس فواتير الماء والكهرباء والعلاج والتعليم .

وتابع الحزب ' اليوم الحكومة مطالبة بوضع الأولوية الأولى أمامها لوقف العنف و مسلسلات الفوضى بأن تهتم بالشأن الاقتصادي و المعيشي للمواطنين وذلك من خلال أمرين أثنين لا ثالث لهما ، البدء و دون تأخير و حينما نقول دون تأخير نعني اليوم و ليس غدا بملاحقة الفاسدين الذين نهبوا أموال الأردنيين و استرجاع الأموال من جيوبهم و خزائنهم و استرجاع الفارين منهم ، ثم أن يتفرغ الرئيس و حكومته لاستمطار المعونات والاستثمارات السريعة التي تنهض بالاقتصاد قبل أن نقول ' في الصيف ضيعت اللبن ' و هاهو الصيف مقبل و هاهي الفرصة توشك على الضياع' .

وشدد على ان العنف الذي يخيف و يقتل ليس عنف الجامعات فذلك نتيجة و ليس سببا ، العنف الذي يدمر الوطن هو عنف الطبقة السياسية التي سلبت أموال الأردن والأردنيين و بعضهم هرب وبعضهم مايزال يتصيد الفرص و ينتقل من موقع الى موقع ، تلك الطبقة الفاسدة التي أوغرت صدر الشعب على النظام وعلى الوطن أحيانا بل على أبناءه أحيانا ، تلك الطبقة الفاسدة وعد الرئيس النسور أن يبدأ بملاحقتها و محاسبتها والاقتصاص منها ، إن فعل فقد يكون أوفى بوعده للشعب في خطابه أمام مجلس النواب و إلا فسيكون كما غيره هشيما تذروه الرياح و نعيذه من ذلك .

وختم بيانه حزب الوحدة بالقول ' بألم و حرقة و حسرة نسأل الله أن يتغمد ضحايانا بواسع رحمته و أن يحتسبهم شهداء عنده ، و نتقدم بأحر التعازي الصادقة لأهاليهم و ذويهم و لوطننا الحبيب الذي تمتليء عيناه بالدموع اليوم على هذا المصاب الجلل وإنا لله و إنا اليه راجعون'.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة