صحيح أن شبكات التواصل الاجتماعي في الأردن كما هو الحال في مناطق أخرى من العالم قادت خطاب الكراهية وساهمت في التلفيق والفبركة الإعلامية ونشر الإشاعات وأصبحت أدوات في أيدي بعض مراكز القوى بل وتستخدم للابتزاز واغتيال الشخصية وتحقيق مصالح غير شرعية، وصحيح قد نحتاج الى تشريع مؤقت ولكن يحتاج هذا التشريع أن يصب في الهدف مباشرة وأن لا يستثمر كغطاء لوضع المزيد من القيود على حرية التعبير.
وما دامت التعديلات القانونية تحصيل حاصل فعلى المشرع أن يأخذ بعين الاعتبار أن التعريف الذي قدمه مشروع القانون المعدل لخطاب الكراهية يعد تعريفا فضفاضا ويفتقد للعناصر الاساسية التي تجعل من الخطاب ينتج كراهية؛ وأبرز هذه العناصر القصد الخاص أي القصد بالتحريض على إثارة العنف أو التمييز والنعرات على مستوى جماعي، والعنصر الثاني الوسيلة التي عبر فيها الشخص عن الكراهية وحجم وصولها للمجتمع وحجم التأثير الذي لحق بالمجتمع، الأمر الآخر الذي يحتاج لمراجعة في مشروع القانون هو معالجة مسألة " اغتيال الشخصية " وهو الأمر الذي لم يرد في القانون بشكل واضح؛ فيما نجد المادة التي عالجت هذا الجانب لا تميز بين نقد الاشخاص في المواقع العامة وما يسمى بالنقد المباح وبين تحقير وإهانة الاشخاص العاميين والاشخاص العاديين في نفس الوقت تفتقر مواد القانون لبنود تعالج حماية الخصوصية أي الطعن في الامور الشخصية.
وكي لا تصبح العدالة الجزائية وسيلة بديلة عن التربية والثقافة والتحصين المعرفي، فعلى الحكومة أن تسرع خطواتها في تبني نشر التربية الإعلامية والمعلوماتية وتحديدا التربية الرقمية، وإدماجها في النظام التعليمي وفي الانشطة وفي فعاليات المؤسسات والهيئات الشبابية، فالتحصين المعرفي للأجيال الجديدة هو الأساس المتين الذي يتفوق على القوانين وكل منظومات الفلسفة العقابية.
علينا أن نراقب حركة التاريخ جيدا، فالتكنولوجيا الجديدة تعيد تشكيل المجتمعات والاقتصاد والاسواق وتقوم بدور بات يغير فلسفة الانتاج وبناء الثروات، وكلما انفتحت المجتمعات على هذا التغير كلما حجزت مكانها في المستقبل، تمر كل وسيلة اتصال جديدة عبر التاريخ في ثلاث مراحل؛ الاولى مرحلة الصدمة وعدم القدرة على التعامل مع هذه الوسيلة ونشهد في هذه المرحلة رفضا رسميا ربما شعبيا للوسيلة الجديدة، ومن ثم مرحلة الفوضى التي نحياها حاليا ويسودها الاستخدام غير الرشيد وحالة عدم يقين وشك وريبة في جدوى هذه الوسيلة ثم مرحلة الاستيعاب حيث تبدأ المجتمعات تدرك كيف توظف هذه الوسيلة لمصالحها وكيف تعمل هذه الوسيلة على الإسهام الايجابي في إعادة تنظيم المجتمعات والاسواق والمهن حينما تنتقل من الحتمية التكنولوجية إلى الحتمية المعرفية.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو