الإثنين 2025-03-03 17:21 م

الحيادية في مقاطعة الانتخابات النيابية

04:28 م

بدأ العد التنازلي للانتخابات فلم يعد يفصلنا عنها إلا أيام معدودة ....ورغم أن من سجل للمشاركة بالانتخابات فاق المليونين وربع وهو مؤشر على رغبة الشعب الأردني بإجراء هذه الانتخابات ،رغم كل ذلك إلا أننا نشاهد ونسمع تصريحات من رموز الأحزاب المقاطعة وخاصة جبهة العمل الإسلامي وجماعة الإخوان المسلمين يحاولوا من خلالها التجييش لفكرة المقاطعة التي تبنوها لأسباب لا يعلم حقيقتها إلا الله .....ويجاهدوا لمحاولة إفشال الانتخابات النيابية القادمة والتشكيك بها قبل إجراءها لإثبات وتحقيق ما يصبوا إليه متناسين بذلك رغبة الاكثريه من هذا الشعب في إجراء الانتخابات .
وأكثر من ذلك عندما نشاهد رموز هذه الأحزاب وهي تحاول الطعن في الانتخابات ونتائجها قبل إجرائها ......فهم هنا لم يعودوا محايدين كما ادعى بعضهم حين قال نحن مقاطعين وسنراقب الانتخابات وننتظر ......أنا اعلم أن المحايد يجب أن لا ينحاز لطرف على أحر ، وأن لا يطلق الأحكام جزافا بناءا على ظنه أو توقعه .....فالانتخابات هذه المرة غير كل مرة ،فاعلان القوات المسلحة وجميع الأجهزة الأمنية الواضح بأنها لن تتدخل في الانتخابات لا من قريب ولا من بعيد ، إضافة إلى تصريحات دولة رئيس الوزراء التي أعلن بها مرارا وتكرارا أن الانتخابات لن تتدخل بها الحكومة وان الجهة المسؤولة عنها فقط هي الهيئة المستقلة للانتخابات ......وإضافة إلى ما سبق فان جلالة الملك صرح في أكثر من مرة وحتى وقت قريب بأن الانتخابات ستكون نزيهة وشفافة وأن التلاعب بها هو خط أحمر .
أقول بعد ما صدر من تصريحات كما ذكرت أتساءل لماذا الجهات المقاطعة للانتخابات ((والجميع أعلن أنه يحترم رأيها )) لا تكون محايدة وتبتعد عن تجييش الشارع لمقاطعة الانتخابات بحجة أنها ستكون مزورة ....وأتساءل لماذا إطلاق الأحكام جزافا ومسبقا ،فإذا كان رأيكم أنكم تقاطعون الانتخابات لقناعتكم بأنها ستكون غير نزيهة ومزورة ....فلماذا إذا لا تقفوا محايدين وتشاهدوها وتؤخروا الحكم بعد إجرائها وليس قبل ذلك ....بمعنى أن تكونوا كما أردتم مقاطعين وبنفس الوقت محايدين حتى يتسنى للجميع أن يشارك بالانتخابات بدون التأثير عليه من خلال الأحاديث والتصريحات وتشويش المواطن قبل إجراء الانتخابات.
أريد أن أقول هنا .....ماذا يمكن للحكومة أن تفعل لتثبت حسن النوايا بإجراء انتخابات نزيهة وحقيقية وتغسل كل ما شاب الانتخابات النيابية السابقة من تزوير أو تدخل سواء مباشر أو غير مباشر .....لقد تم تشكيل هيئة مستقلة تشرف على الانتخابات من ألفها إلى يائها وفق المعايير العالمية ، إضافة إلى السماح لجهات عربية وعالمية بمراقبة إجراء الانتخابات .......وبعد ذلك جميع التصريحات التي صدرت بخصوص التعهد بإجراء انتخابات نزيهة وبعيدة عن تدخل الحكومة بجميع أجهزتها بها ......ماذا بعد ذلك هل يجب أن نضع مصحف ليقسم كل مسؤول به أنه لن يتدخل بالانتخابات حتى يقتنع أولئك المشككين ...... واعتقد انه حتى لو حصل فأنهم سيبقون مشككين فهي بالنسبة لهم عنزة ولو طارت .
أخيرا أدعو جميع من أعلن انه سيقاطع الانتخابات (إذا بقي مصرا على موقفه ) أن يكون محايدا وان يلتقي الجميع المشارك والمقاطع بعد إجراء الانتخابات بلقاء وطني أمام مرآى ومسمع العالم وعندها كما قال المثل (إللي بالقدر تطوله المغرافه ).
وفي النهاية أنا أدرك بأن هناك من سيقول عن كل من يطلب إعطاء الدولة فرصة لإجراء الانتخابات علما بان المؤشرات جميعها تدل على أنها ستكون نزيهة وحقيقية بأنه سحيج للحكومة ويبحث عن أهداف شخصية ....وأقول لهم ماذا تريدون حتى لا تقولوا عن المحبين لوطنهم سحيجة أو أبواق حكومة ....هل المطلوب أن نعارض فقط من اجل المعارضة أم نصمت عن قول الحقيقة .
إن الديمقراطية الحقيقية هي احترام الرأي والرأي الأخر وان ينصاع الأقلية لرأي الأغلبية ....ونحن هنا نطالب فقط بالحيادية من أولئك المقاطعين للانتخابات ، وان يعطوا الوطن فرصة إجراء الانتخابات دون تدخلهم والتجييش لمقاطعتها وإفشالها قبل إجرائها ليس إلا .....


تمارا الدراوشة

asalemd_079@yahoo.com


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة