الأحد 2024-09-22 14:29 م

الخُبز المحروق

07:25 ص

.. هذه القصّة أثّرت بي كثيرا عندما قرأتها. ورغم ان المفروض ان اكتب لكم ما يثير فيكم « الفرح»،الاّ ان بعض الحكايات تصلح للعبرة حتى لو كانت تحمل قدْراً من الحزن.. أحياناً:

يقول أحدهم:
« بعد يوم طويل وشاق من العمل وضعت أُمّي الطعام أمام أبي على الطاولة.وكان معه خبز محمص،،لكن الخبز كان محروقاً تماماً..
فمد أبي يده إلى قطعة الخبز وابتسم لوالدتي.وسألني كيف كان يومي في المدرسه؟
لا أتذكر بماذا أجبته.. لكنني أتذكر أني رأيته يدهن قطعة الخبز بالزبدة والمربى ويأكلها كلها..
عندما نهضت عن طاولة الطعام سمعتُ أمي تعتذر لأبي عن حرقها للخبز وهي تحمصه..
ولن أنسى رد أبي على اعتذار أمي..
«حبيبتي:
لا تكترثي بذلك،
أنا أحب أحيانا أن آكل الخبز محمصا زيادة عن اللزوم،وأن يكون به طعم الاحتراق..
وفي وقت لاحق من تلك الليلة عندما ذهبت لأقبِّل والدي قبلة (تصبح على خير )،سألته إن كان حقا يحب أن يتناول الخبز أحيانا مُحمّصا إلى درجة الاحتراق؟
فضمني إلى صدره وقال لي هذه الكلمات التي تحتاج إلى تأمل:
يا بُني أمك اليوم كان لديها عمل شاق،وقد أصابها التعب والإرهاق وشئ آخر.
إن قطعة من الخبز المحمص زيادة عن اللزوم أو حتى محترقة لن تضر حتى الموت..
الحياة مليئة بالأشياء الناقصة،وليس هناك شخص كامل لا عيب فيه.
علينا أن نتعلم كيف نقْبل النقص في بعض الأمور،وأن نتقبّل عيوب الآخرين..
وهذا من أهم الأمور في بناء العلاقات،وجعلها قوية مستديمه.
خُبز محمّص محروق قليلا لا يجب أن يكسر قلبا جميلا..
لذا فإن الشجرة لو تعرضت لرياح دائمة لأصبحت عارية من أوراقها وثمارها !
كذلك الشخص ..
إن تعرض للنقد الجارح باستمرار يُصبح سلبيا ..
امدحوا حسنات بعضكم وتجاوزوا عن الأخطاء..
اعتبروا...!!


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة