الوكيل الاخباري - أكدت مصادر اوروبية وإسرائيلية أمس أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أبو مازن، قد رفض عقد لقاء مع الرئيس الإسرائيلي رؤوفين رفلين في العاصمة البلجيكية أمس، بمبادرة أوروبية. وفي حين أكد أبو مازن في خطابه أمس أمام البرلمان الأوروبي، على التمسك بحل الدولتين، والقبول بالمبادرة الفرنسية، فإن رئيس الكيان الإسرائيلي رفلين جدد رفضه حكومته للمبادرة الفرنسية، كما اعتبر أن الوقت ليس ملائما لحل الصراع وقيام دولة فلسطينية، ثم شخصيا يرفضها بالمبدأ.
وكانت محاولات أوروبية قد ظهرت في الايام الأخيرة، لعقد لقاء بين ابو مازن، الذي القى خطابا أمس أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل، وبين رفلين، الذي ألقى هو ايضا خطابا مساء الاربعاء أمام البرلمان ذاته. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن أبو مازن رفض الاقتراح، فيما قال الناطق بلسان نبيل أبو ردينة، 'إنه لم يكن هناك أي موعد أو ترتيب لقاء' بين ابو مازن ورفلين في بروكسل.
وقال أبو مازن في خطاب له أمام البرلمان الأوروبي أمس، 'إننا مع حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطين وفق حدود الرابع من حزيران 1967، وتكون عاصمتها القدس الشرقية، ولا نمانع من التبادلية الطفيفة والمحدودة للأراضي، بالقيمة والمثل، وأن تتم معالجة قضية اللاجئين وفق القرار 194، كما نصّت على ذلك المبادرة العربية للسلام، بقولها حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين.
وخاطب أبو مازن النواب الأوروبيون قائلا، 'أيعقل أن يظل شعبنا الفلسطيني، وهو واحد من أعرق شعوب المنطقة والعالم ثقافة ومعرفة محروما من أن تكون له دولته الخاصة به؟ أما آن الأوان لأن يتمتع بحريته دون قيود وعقبات وعراقيل وحواجز عسكرية وبوابات وجسور تفتح وتغلق حسب هوى ومزاج جيش الاحتلال الإسرائيلي؟'.
واستطرد قائلا، إن الفصول السوداء التي عاشها شعبنا، ما زالت مستمرة، فشعبنا في داخل فلسطين يعيش طغيان الاحتلال، بإجراءاته التعسفية وعنصريته البغيضة، أما شعبنا الذي يعيش لاجئا في الشتات، فما زال يعيش البؤس والحرمان، لكننا عقدنا العزم على الصمود، والبقاء على أرضنا، والعمل على الخلاص من الاحتلال الإسرائيلي، بالطرق السياسية والدبلوماسية والسلمية، وقد قطعنا شوطا كبيرا، ونجحنا على المستوى الدولي.
وقال عباس، لقد مرت مائة سنة على وعد بلفور الصادر عام 1917، وثمانٍ وستون سنة على النكبة، التي ارتكبت خلالها القوات الإسرائيلية عام 1948 جرائم قتل ومجازر مروعة، تسببت في تشريد مئات الآلاف من أبناء شعبنا الآمنين وأحالتهم إلى لاجئين، وقامت بإزالة أكثر من 488 قرية وبلدة عن الوجود، والتي عاش فيها شعبنا منذ آلاف السنين. وفي عام 1967، قامت إسرائيل باحتلال مدينة القدس الشرقية وباقي أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، ونزح جراء ذلك مئات الألوف من شعبنا، وما زال شعبنا يرزح تحت الاحتلال.
وأضاف أبو مازن، لقد أحالت إسرائيل قوة الاحتلال وطننا فلسطين إلى سجن كبير لشعبنا، وهنا أجدد التأكيد أمامكم، بأننا لا نريد إزالة وجود أحد عن الخارطة الجغرافية السياسية كما يزعم البعض، ولكننا لن نسمح لأحد بأن يزيل وجودنا من على أرضنا، وحقنا فيها. وإن استمرار التنكر لحقوق شعبنا في وطنه لا يخدم سوى المتطرفين، ويولد الإرهاب والعنف، ويمنح المنادين بهما ذريعة لذلك، فلا تجعلوا من قضية فلسطين والقدس الشريف ذريعة لهؤلاء وأولئك، وإنما اجعلوا منهما نموذجا للعدل والسلام والحرية والإنصاف.
وشدد عباس، على أن إسرائيل ترفض تنفيذ الحد الأدنى من الاتفاقيات الموقعة، وتصر على تكريس الاحتلال والسيطرة على جميع مناحي حياتنا. وفي هذا الصدد، يعملون على تغيير واقع مدينة القدس وهويتها التاريخية، وامتهان مقدساتها المسيحية والإسلامية، والاستيطان مستمر بتسارع في كل مكان، إضافة لمصادرة الأراضي، وهدم المنازل والمنشآت، واعتقال الآلاف.
وعقد عباس مع مع رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك مؤتمرا صحفيا، أكد فيه على موقف القيادة الفلسطينية المؤيد للمبادرة الفرنسية، وللجهود العربية والأوروبية والدولية ومن اللجنة الرباعية من أجل المضي قدما لعقد المؤتمر الدولي للسلام قبل نهاية هذا العام، وتشكيل الآلية والجدول الزمني وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية كما وردت في العام 2002.
وكان الرئيس الإسرائيلي رفلين، قد ألقى مساء الأربعاء خطابا أمام البرلمان الأوروبي، كرر فيه موقف حكومته الرافض للمبادرة الفرنسية، ومدعيا أنها 'تعاني من أخطاء جوهرية'. وعدّد ثلاثة اسباب اعتبرها أساسية، تمنع حل الصراع في هذه المرحلة، وهي: 'قيادة فلسطينية منقسمة بين السلطة في الضفة وبين حماس في غزة، و'ضائقة اقتصادية صعبة تزعزع الاستقرار وتغذي العنف' حسب تعبيره، وثالثا، حسب قوله، غياب الثقة بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
وهاجم رفلين الانتقادات الأوروبية والعالمية لسياسية إسرائيل، وقال إن في إسرائيل 'من يشعر بغضب والخيبة تجاه الخطوات الاوروبية، ويشعر الاسرائيليون بعدم مصداقية الانتقادات وازدواجيتها. يجب أن تبقى اسرائيل بيتا قوميا وملجأ آمن للشعب اليهودي. احترموا التفكير الاسرائيلي حتى وان كان مختلفا عنكم. احترموا السيادة الاسرائيلية والطريقة الديمقراطية التي يتم فيها الحسم، وتصميمها وواجبها في الدفاع عن مواطنيها. بالنسبة لنا لا يوجد ما هو أقدس من ذلك' حسب تعبير رفلين، الذي هو من أشد رموز اليمين المتطرف الرافض كليا لإقامة دولة فلسطينية على أي بقعة من فلسطين التاريخية.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو