كانت وزارة التربية والتعليم ووزيرها حديث العهد الدكتور عمر الرزاز، كما قطاعات اجتماعية واسعة، تحت ضغط امتحان 'التوجيهي'، وموعد الإعلان عن نتائج دورته الشتوية. وقد انقضت المناسبة على خير.
وقبل ذلك بأسابيع، كان الوزير الرزاز قد تعرض لحملة افتراء ظالمة بعد تسلمه حقيبة التربية والتعليم. لكنه، وبحكمته المعهودة وبإسناد من قوى اجتماعية متنورة، تمكن من التغلب عليها، لا بل وكسب احترام أوساط كانت حتى وقت قريب تجهل شخصيته وهويته الثقافية.
أمس، كان الرزاز حاضرا في لقاء جلالة الملك وبحضور الملكة رانيا العبدالله، مع رئيس وأعضاء اللجنة الوزارية العليا لمتابعة وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية للأعوام العشرة المقبلة، والتي يرأسها رئيس الوزراء د. هاني الملقي.
الاجتماع أطلق شارة البدء بتنفيذ ما ورد في الاستراتيجية من خطوات لتطوير وإصلاح التعليم على مختلف المستويات.
وزارة التعليم العالي كانت قد شرعت في تحويل الشق المتعلق بقطاعها من الاستراتيجية إلى خطط تنفيذية. لم تأخذ بكامل ما جاء فيها، على ما صرح الوزير عادل الطويسي، خاصة فيما يتعلق بإلغاء البرنامج الموازي في الجامعات، لكنها مضت إلى العمل في مسارات أخرى.
التحدي الأكبر هو في قطاع التعليم المدرسي بمختلف مراحله؛ هناك يتقرر النجاح أو الفشل، فمخرجات التعليم العالي هي نتاج التعليم الأساسي في المدارس.
لن يبدأ الدكتور الرزاز من نقطة الصفر، فقد بدأت خطوات جدية للإصلاح من قبل، أبرزها تأسيس مركز تأهيل المعلمين، وقريبا سينشأ مركز مستقل للامتحانات، وآخر للمناهج. لكن الوزارة، بكوادرها 'المجحفلة' ومدارسها وهيئاتها التدريسية، هي الطرف الأساس في عملية الإصلاح المنشودة، ولا يمكن لخطة الإصلاحات أن تحقق غايتها بمعزل عن الوزارة.
الرزاز رجل صاحب رؤية، يتقن فن التفكير العلمي، ويملك مشروعا إصلاحيا رائدا في كل المجالات. لكنه اليوم في موقع تنفيذي غير معهود في مسيرته الحافلة، وعلى عاتقه تقع مسؤولية تحويل الأفكار إلى برامج عملية، وقيادة مسيرة الإصلاح في أكبر وأهم قطاعات الدولة، والتي من دونها لن يكتب لمسارات الإصلاح الأخرى التوفيق.
لن يستطيع أن يعمل بمفرده. هذا مؤكد؛ فزمن الفردية وفرض السياسات بالقوة انتهى في الدول الحديثة. وليس أمامه من خيار سوى بناء حلف عريض من الداعمين لعملية الإصلاح داخل الوزارة وخارجها، وكسر الحلقات المهيمنة في مفاصل القرار، والتشبيك مع المعلمين في الميدان، واختصار المسافات بين المدارس والوزارة، والطالب والمعلم. ويستطيع الرزاز أن يضرب المثل بنفسه، لو أنه فكر في قضاء بعض أيام العمل في عينة منتقاة من مدارس المملكة القريبة والبعيدة، ليعاين المشكلات في الواقع المحسوس، ويقترب من عالم المعلمين والطلبة من دون وسطاء.
والهدف من ذلك كله أن يخلق للإصلاح حلفاء في كل مدرسة ومديرية، وداخل كل غرفة صفية.
أسوأ ما يمكن أن يحصل لمشروع إصلاح التعليم أن يظل محصورا في دائرة النخبة الحالمة والمعزولة عن المجتمع. ستكون هزيمته سهلة جدا.
الملك أوقد الشعلة يوم أمس، وعلى الوزير الإصلاحي أن يحملها، ويدور فيها على مدارس المملكة، ليبعث الأمل بجموع من المعلمين والطلبة المحبطين.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو