أعلن رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز عن سعيه لـ "انتشال القوى المحبطة في المجتمع التي لا ترى إمكانية للإصلاح" من خلال مشروع وطني للثقاقة والفنون.
وعبّر الرئيس مساء الثلاثاء خلال لقائه مثقفين في المركز الثقافي الملكي بحضور وزير الثقافة والشباب الدكتور محمد أبورمان، عن تأييده لعقد مؤتمرٍ وطنيٍ لبحث الشأن الثقافي.
ووصف الرزاز "القوى المحبطة" بأنها باتت "مستنقعاً خطيراً"، نظراً لتشكيكها في كل خطوة باتجاه الإصلاح ونظرتها إلى التغيير من زاوية واحدة، وقال إنه لمس وجود فقرٍ ثقافي يعاني منه الجيل الحالي عندما كان وزيراً للتربية والتعليم.
وتطرق الرزاز، في سياق رده على تساؤلات الحضور، إلى برنامج خدمة وطن، قائلاً: "إنه برنامج ما زال في بداياته، والإنخراط فيه ليس إلزامياً".
وبرر عدم إلزامية الخدمة، بقوله "يوجد نحو (200) ألف عاطل عن العمل، ولا نستطيع الزامهم بالبرنامج"، مبيناً أن رؤية حكومته أن يكون البرنامج إلزامياً في المرحلتين المدرسية والجامعية عبر الإنخراط بأنشطة عدة بينها المشاركة بفعاليات ثقافية.
وانتقد الرزاز ما اعتبرها ظاهرة الحديث عن الفساد التي باتت "عنواناً وعقبةً لكل رؤيةٍ اصلاحية"، مشيراً إلى أن البعض غدا يستخدم الحديث عنه لتبرير عدم قيامه بعمله – مثلاً- .
وأشار الرزاز إلى أن الحكومة أنجزت وتنجز في ملف مكافحة الفساد خاصة فيما يتعلق بالجانب التشريعي، قائلاً: " لقد أنجزت الحكومة قانوناً مهماً وهو "من أين لك هذا؟" (قاصداً قانون الكسب غير المشروع) ولم يلق الإهتمام الكافي بالرغم من أن التعديلات طالت جوهره".
ولفت إلى أن الحكومة تتابع عدداً من قضايا الفساد بشكلٍ حثيثٍ، وبما يخفف من درجة الإحتقان الموجودة لدى الشارع، بالإضافة إلى متابعتها ملاحظات تقرير ديوان المحاسبة كافة.
وكان الرزاز قد استهل حديثه بالتنويه إلى وجوى قوىً أربعة في المجتمع الأردني، وهي أولى تريد بقاء الأمور على ما هي عليه وتخشى من التغيير وتتمسك بالواقع الحالي، وثانية تؤمن بالتغيير، وثالثة محبطة ووصلت إلى حدّ العدمية ولا ترى إمكانية أصلاً للإصلاح، ورابعة ترفض الاستلام للواقع.
وقال رئيس الوزراء إن مصطلح "استعادة الثقة " ليس التعبير الدقيق الذي تسعى إليه الحكومة لأنه يوحي بأن الحكومة تعود إلى الوراء، بالإضافة إلى أنه يشير إلى استعادة المرحلة الأبوية.
وبين أن هذا النوع من الثقافة الأبوية ولّى في معظم دول العالم المعاصر، وباتت هذه الدول تخرج بمدخلات وعوامل عديدة وتبني الثقة شيئاً فشيئاً، "لا كما كنا نصبو" – بحسب قوله- .
الرزاز، قال إن الدول ترنو إلى النجاح بتخطي التحديات وتحقيق أهدافها عبر (3) مداخل (أو عوامل) أولاها: آليات المجتمع والدول للوصول إلى توافقات وقواسم مشتركة عريضة تؤسس لإمكانيات طرح وجهات نظر الرأي والرأي الآخر، " وأن تكون قادرة على التفاوض أو الإختلاف بطريقة سليمة تقوي الدولة".
وبين أن الأردن قطع شوطاً مهماً في هذا الصدد، عبر المؤسسات الدستورية، بينما علينا أن نصبو إلى هذه الحالة لنصل إلى هذه التوافقات"، داعياً إلى النظر للنصف الملئان من الكأس لا الآخر الفارغ.
بينما أشار إلى أن ثاني هذه العوامل هو إشراك المجتمع بالوصول إلى هذه التوافقات، مبيناً أن القطاع العام وحده غير قادرٍ على بناء هذه الشراكة فالحاجة أن يلعب القطاع الخاص والمؤسسات الأهلية دوراً أكبر.
ثالث العوامل، للوصول إلى النجاح - بحسب الرزاز - هو آليات المساءلة والمحاسبة التي تتطلب الشفافية والإفصاح وعبر المؤسسات الدستوررية والإعلام ودور الحكومات المحلية.
واعتبر الرزاز أن الأردن قطع شوطاً من الإنجاز في هذا العامل، "ولكن الطريق ما زال طويلاً فالحكومة تتحدث عن مشروع (أو نهجٍ) للنهضة وهذا ليس أمراً بسيطاً.
وكان وزير الثقافة والشباب الدكتور محمد أبورمان قال في بداية اللقاء إن المثقفين هم القوة الناعمة للدولة للوصول إلى عقول الناس وأفئدتهم.
وقال عندما نتحدث عن فجوة بين المثقفين والدولة، فوجب التنويه إلى وجود هذه الفجوة، وعلى الدولة أن تستثمر بالنخبة لتتمكن من أداء دورها.
وشدد على أن الحكومة تسعى لردم هذه الهوة وتجسيرها، كما ستعمل على مواجهتها وتجديد الثقافة الوطنية عبر دور فعالٍ للمثقفين لتتخلص من المزاج المحبط.
وأشار إلى أن بقاء عهد الريعية أصبح غير ممكنٍ، بالرغم من الحسنات التي رافقت ذلك العهد، ووجب التأكيد على دور المثقفين في مواجهة الإحباط واليأس والتأكيد على العبور إلى مرحلةٍ أفضل وأكثر قوة.
وطرح المثقفون من الحضور جملة من التساؤلات والمشاكل التي يعاني منها القطاع الثقافي بينها دعم الإنتاج الفكري لهم، وتحسين البنية التحتية للثقافة ودعم الأندية الثقافية خاصة بالمحافظات، بالإضافة إلى دعم الفنان والدراما الأردنية وتفعيل دورها.
وحضر اللقاء وزير الشؤون السياسية والبرلمانية موسى المعايطة ووزراء ثقافة سابقون بينهم حيدر محمود وصلاح جرار والوزير الأسبق للتربية ابراهيم بدران ونقيب الصحفيين الزميل راكان السعايدة ونقيب الفنانين حسين الخطيب، بالإضافة إلى رؤساء روابط واتحادات وهيئات ثقافية، بالإضافة إلى معنيين بالشأن الثقافي.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو