الأحد 2024-12-15 16:18 م

الروابدة: سفينة الاردن ترسو في ميناء الاستقرار

06:02 م

الوكيل - قال رئيس مجلس الاعيان الدكتور عبدالرؤوف الروابدة إن الامة العربية تمر بمرحلة لم يعرفها التاريخ، هي الاخطر، انهار معها النظام العربي وسقطت العديد من الدول العربية الكبيرة وسفن كثيرة غرقت او دخلت في الامواج لكن سفينة الاردن ما زالت ترسو في ميناء الامن والاستقرار.


واضاف خلال محاضرة القاها في مستشفى الملك المؤسس الجامعي اليوم الاثنين بدعوة من نادي الموظفين فيه عن المواطنة ان ذلك لم يجيئ عفو المخاطر وانما له اسباب يجب على الجميع ان يدركها ويورثها للاجيال؛ لتعرف تاريخ وطنها.

وخاطب الروابدة الشباب 'اذا اردتم ان يكون لكم مستقبل، فحافظوا على هذا البلد فنحن كنا نتمنى ان نصل الى مستوى غيرنا من الدول العربية لكن المواطن الاردني اكتشف ان الاردن هو البنيان الاقوى الذي اصبح الاخرون يتطلعون للوصول اليه'.

واكد الروابدة ان الوئام والثقة بين نظام الحكم وشعبه هي اهم ركائز الاستقرار والامان الذي يعيشه الاردن ويغبطه عليها الكثيرون وان هذه الثقة جاءت من شرعية النظام المنحدر للنسب النبوي، فالامة لا تسلم امر قيادتها طواعية الا لال البيت، اضافة الى شرعية الثورة العربية الكبرى باعتبارها مبعث القومية العربية، مدللا على ذلك بان رؤساء حكومات الاردن ومعظم وزرائه وقادة جيشه وقادته التربويين هم من اصول غير اردنية.

واشار الى ان الكل تغنى بوطنيته الا الاردنيين تغنوا بقوميتهم وقدموا عروبيتهم على قوميتهم فالاردن البلد الوحيد الذي لا يؤمن بالاقليمية وهذا سر من اسرار قوته ومنعته لان الهاشميين بنوا الوطن ليكون بوتقة لتوحيد بلاد الشام.

وقال الروابدة ان شرعية اخرى رافقت شرعية الحكم وهي شرعية الانجاز التي صنعت وطنا مع قلة الموارد وشح الامكانات فاصبح الاردن مركزا للعرب على اكثر من صعيد ورافق ذلك مسيرة ديموقراطية ضمن نموذج يناسب قيمنا الوسطية المتجه نحو الاعتدال والتسامح فكان الاردن يتلقى الصدمات حتى من الاشقاء دون ان يطلب السداد لان شعاره ان لا يهدم مجد من حاول هدم مجده.

ولفت الى ان تلك القواعد المتينة المكينة التي بني عليها الاردن جعلت مواطنيه يعتبون ولا يحقدون يطالبون بالاصلاح ولا يطالبون بزوال النظام ينتقدون الحكومات ولا ينتقدون الوطن منوها بان المؤسستين العسكرية والامنية اللتين اتسمتا بالانضباط انصرفتا لحفظ الامن الداخلي والحدود ونأتا بنفسيها عن التدخل في السياسة.

وقال الروابدة ان الوحدة الوطنية بما تحمله من مفاهيم المواطنة والوطنية وان كانت ليست ضعيفة لكنها تتطلب دورا اكبر من الجميع ولاسيما الشباب في تعزيز التماسك؛ لحماية بلدنا من قدرة الاخرين على اختراقها خصوصا العناصر الخارجية مؤكدا ان الوحدة الوطنية لا تكون الا بممارسة المواطنة الحقة التي تظهر عند المواقف المفصلية.

واشار رئيس مجلس الاعيان الى ان مفهوم المواطنة دخل حديثا على احزابنا اليسارية التي كانت تتجه نحو القومية او العقدية، لافتا الى ان لها ثلاثة عناصراساسية تبدأ من الانتماء للاردن أرضا ومكونا ونظاما مرورا بالمساواة غير الرقمية؛ لان المساواة لا تتحقق بين الناس الا عندما تتساوى مراكزهم القانونية وهي ان تأخذ بيد الضعاف لكي ترتفع بهم لمستوى الاخرين مع الاخذ بعين الاعتبار بعض الاقليات التي سبقتنا بالوجود لابعاد الاحساس بالغبن عنها.

وقال الروابدة ان العنصر الثالث للمواطنة يتمثل بالمشاركة وان يكون المواطن شريكا في الوصول للقرارات على كل المستويات والا يترك الساحة لاقلية في الوطن تمسك بالقرار، مشيرا الى انه لا يوجد في العالم حزب او طائفة تقاطع لانها بذلك تعزل نفسها وتخرج من الساحة وتتركها للاخرين فالهدف يجب ان يكون ماثلا امام الجميع بانك تأتي من اجل التغيير ان كنت لا تقبل بالواقع.

واكد الروابدة ان الاوطان لا تبنى بالحقوق فقط بل بالواجبات التي تقابلها، وتعبر عن الانتماء كحالة ضميرية يصدقها العمل الذي يعبر عن المواطنة من خلال الوطنية وفي مقدمتها ان يكون الانتماء للهوية الوطنية الوحيدة الجامعة فالوطن لا يعيش باكثر من هوية لكن الهوية الجامعة دونها هويات فرعية اعتزازية وليست تعصبية او تتنازع مع الهوية الوطنية التي لا تتقدم عليها اي هوية.

واضاف :' ان الهوية الوطنية هي العنصر الاول الذي يجب ان يهتم به دون تهميش او اقصاء صاحبها من يدعي بها ويعبر عنها بالاعتزاز بانه اردني، لافتا الى انه لا يوجد في الاردن فلسطينيون، فهم مواطنون اردنيون شركاء ولكن بعضهم يتاجر بالهوية الفرعية لغايات ومآرب ضيقة وشخصية وانتهازية وتصدر اصوات اقليمية، مطالبا بالقفز عنها لان الاردن اكبر من الصغار والصغائر فالدفاع عن الوطن في كل المواقف انتقد سياسات لكن لا ينتقد الوطن الذي عمل للقضية الفلسطينية بنقاء ودون منة ما لم يعمله احد'.

وعرض مدير عام المستشفى الدكتور ابراهيم بني هاني لمفاصل مهمة في مسيرة المستشفى كشاهد على الانجاز الطبي والصحي والتعليمي المتقدم الذي يشهده الاردن رغم كل التحديات حتى غدا منارة اشعاع يستقطب ضيوفه ويوفر لهم الخدمة المثلى كما يوفرها لابنائه.

وقال رئيس نادي موظفي المستشفى محمد الناصر ان الاوضاع الدقيقة التي تمر بها المنطقة حولنا تستدعي مزيدا من الوعي باهمية الوحدة الوطنية وتعزيزها نهجا وسلوكا يجنب الاردن التحديات والاخطار المحدقة به من كل الاتجاهات بعزيمة ومضاء الاردنيين وتوحدهم خلف قيادتهم الحكيمة.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة