السبت 2024-11-23 19:59 م

السفينة والسلامة!

02:12 م

كان طاغور، شاعر الهند يقول: لا تخافوا امواج المحيط الهادرة، بل خافوا الخروق في سفينتكم!! وهذا شعر ينطبق على ميكرونيزيا كما ينطبق على روسيا والولايات المتحدة.. وبلده الهند التي حكمها الانجليز قروناً عديدة!!.

والخروق في السفينة العربية، هو الذي اغرى المذهبيات والعصبيات، الطائفية والعرفية بالخروج على الولاء الوطني، وهو الذي اغرى الجيران بالوثوب على الدول العربية، واغرى القوى الكبرى بالهيمنة على امتنا وتجزئتها اكثر واكثر، ونهب ثرواتها وضخ الاحقاد في عروقها!!.
من كان يصدق قبل خمس سنوات ان هذا الذي يجري في سوريا.. يمكن ان يستمر خمس سنوات من القتل والحصار والتجويع ودفع الملايين الى الهرب من مواطنهم، وبيوتهم، وحقولهم ومصانعهم؟؟
ومن كان يصدق ان الكيان العراقي الذي بنى دولته الحديثة فيصل بن الحسين يمكن ان ينقسم الى قوى تحارب نفسها وتحارب الوطن، بين سنّة وشيعة، وعرب وأكراد، وتركمان وايزيدية؟!.
من كان يصدق ان لبنان يسمع كل يوم هذه الولاءات للولي الفقيه الايراني، ولعرب وفرنسيين واتراك.. ولبنان كان دائماً وطن الثقافة والتحضر وتعايش «العائلات» اللبنانية؟! لماذا يتحول اللبناني من انسان متحضر الى مسلّح يقاتل في بيوت جيرانه بعد ان شبع قتلاً في بلده؟!.
وما الذي حوّل اليمن الى هذه النار الموقدة، التي تهدد الجزيرة العربية وهي التي كانت عبر التاريخ مهد العرب، ونبع قبائلهم الذي لم ينضب؟!.
ومثل هذه التساؤلات تنطبق على مصر والسودان وليبيا وتونس، فالخروق في السفينة الوطنية والقومية لا عواصف المحيط هي التي تهدد الهوية الوطنية والقومية، فهل تعبنا من حمل عروبتنا، ودولنا، وصدّقنا ان تزايد الخروق في السفينة هو الذي سيوصلنا الى موانئ الخير والازدهار والملاذ الآمن؟!.
ان حرصنا على بلدنا في هذه الآونة، يأخذ شكل خوفنا من وجود خروق في سفينة الاردن التي تمخر العباب بأشرعة عظيمة، وملاحين افذاذ، ولا يغرينا شيء بالسهو ولو للحظة عن هذا الحرص تحت اي مسمى، ولأي هدف مهما كان مغرياً.
لننتبه فليس اسهل من الانزلاق!!.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة