السياحة المحافظة إنتاج تركي بامتياز . وجد رواجا في ظل حكم حزب العدالة والتنمية , وهو الوجه المدني لجماعة الاخوان المسلمين . لكن هذا النوع من السياحة بالنسبة لتركيا , كانت طوق النجاة لتعويض تراجع السياحة الاسرائيلية وهي الأضخم في ذلك البلد المسلم .
بعثت تركيا الروح فيما يسمى بالسياحة المحافظة أو السياحة الاسلامية بالتزامن مع تعثر إنضمام ذلك البلد الى الاتحاد الاوروبي ومع توتر علاقاته السياسية والاقتصادية مع اسرائيل لتعوض أفواج السياح القادمين من الخليج والدول العربية , خسائر السياحة الاسرائيلية وكثيرا من الاوروبية , لكنها لم تلغ السياحة الطبيعية كما نعرفها , فشكلت بالإضافة اليها تنوعا في المنتج السياحي يتناسب مع دولة علمانية في ظاهرها تتطلع الى الانضمام لأوروبا الموحدة وفي باطنها ترضي الأذواق الدينية ليس في تركيا فحسب بل في جميع البلدان الاسلامية وخصوصا دول الخليج .
السياحة المحافظة تقوم على إنفاق أموال طائلة في بناء منتجعات وفنادق لا تقدم الخمور وتمنع الاختلاط بتوفير مرافق ومسابح خاصة للنساء وأخرى للرجال وتضم مسجدا بارزا وغيرها من المظاهر الدينية التي تلقى رواجا في أوساط العائلات المتدينة أو المحافظة , وهي لذات الأسباب , تشكل مصدرا ماليا ضخما يسحب المال من جيوب المتدينين الذين ينفقونه بقدر كبير من الاطمئنان الى جانب الحلال فيه أو بمعنى أخر هي إستثمار مناسب للعواطف الدينية للفوز بمال إعتاد أصحابه على إنفاقه في مواسم الحج أو عمل الخير.
السياحة المحافظة في تركيا تحولت الى ظاهرة حقيقية دفعت العديد من المستثمرين الأتراك في مجال السياحة الى استثمار أموالهم في هذا المجال فظهرت العديد من الفنادق والقرى السياحية من صنف الخمس والأربع نجوم تطل معظمها على سواحل البحر المتوسط . مثل المسلسلات تسعى تركيا الى تصدير هذه التجربة وتعميمها , فأنشأ مستثمرون أتراك منتجعات مماثلة في أوروبا أملا في أن تجذب العرب والمسلمون ممن يفضلون قضاء مواسمهم السياحية في أوروبا , لكن مثل هذه التجربة التي كانت تسمى في بلادنا بالسياحة الدينية لأنها تقتصر على زيارة الأضرحة والمزارات وغيرها من المواقع الدينية وجدت من يؤيدها وينادي بها ويروج لها , كبديل عن السياحة التقليدية في مجتمع منفتح يقوم على التعددية الاجتماعية والسياسية والسياحية أيضا .
حتى لا نقع مجددا في خطأ وضع كل « البيض « في سلة واحدة , السياحة المحافظة وإن كانت مهمة الا أنها لا تلغي السياحة التقليدية في بلد لا يزال يفتح ذراعيه لكل الجنسيات حول العالم .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو