لعلها مأساة وإحدى مصائب الشعب الفلسطيني أن يكون شهداء عملية القدس الأخيرة ثلاثة من الفلسطينيين من مدينة أم الفحم المحتلة منذ عام 1948 وأنَّ قتيلي الشرطة الإسرائيلية هما أيضاً من ما يسمى :»عرب ثمانية وأربعين» من الأقلية الدرزية التي لا يستطيع أيٌّ كان إنكار دورها الوطني والقومي إن في فلسطين وإن في الجولان وإن في سورية كلها وإن في لبنان والأردن أيضاً.
ربما أن هناك من لا يعرف أن المناضل والشاعر الفلسطيني المبدع الكبير سميح القاسم ينتمي إلى هذه الطائفة الكريمة وأن والده قبل أن يعود إلى فلسطين كان جندياًّ في الجيش العربي «الأردني» ثم وربما أيضاً أن هناك من لا يعرف أن أول رئيس للوزراء للدولة الأردنية التي كانت قد تشكلت حديثاً هو الكفاءة القومية والإدارية رشيد طليع وأن هذه الطائفة العربية والعروبية قد أنجبت المجاهد الكبير سلطان باشا الأطرش وأنجبت شبلي العيسمي وأنها أنجبت أيضاً كمال جنبلاط والامير مجيد أرسلان ورعيلاً من المناضلين والمجاهدين إنْ في لبنان وإن في سورية وإن في فلسطين وإن في الأردن.
إنَّ مشكلة الطائفة الدرزية في الجزء الذي أحتل من فلسطين في عام 1948 هي أن الإسرائيليين قد فرضوا على أبنائها «التجنيد الإجباري» مثلهم مثل اليهود الذين جرت لملمتهم من شتى أصقاع الدنيا ومن أربع رياح الأرض وجيء بهم في مؤامرة عنوانها :»وعد بلفور» وإتفاقيات سايكس بيكو وتحويل الوطن العربي العظيم الكبير إلى هذه الـ «فسيفساء» التي مهما جرى دفاع البعض عنها فإنها تشكل طعنة تاريخية في الإحساس القومي وفي الوجدان العربي.
لنتصور كيف هو شعور أهلنا في الأرض المحتلة منذ عام 1948 وهم يرون ثلاثة من أبنائهم «يُزفون» كشهداء وسط زغاريد «نشميات» أم الفحم و»مهاهات» أمهاتهم وذلك في الوقت نفسه في حين أن إثنين من أبنائهم يدفنون تحت غطاء من رصاص البنادق الإسرائيلية التي شاركت في إطلاق رصاصها على هؤلاء الشهداء الثلاثة وعلى أهل القدس.. التي هي عربية وستبقى عربية وكما عادت عربية بعد إحتلال الفرنجة وبعد كل موجات الإحتلال التي تعاقبت على هذه البلاد المقدسة التي لن تكون وكلها إلا عربية.
وهكذا وفي النهاية فإنه لا بد من القول أنه لو كان القرار الفلسطيني واحداً وموحداً بالنسبة لمثل هذه الأمور فإن المؤكد أنه لما تم تنفيذ هذه العملية وفي القدس في هذا الوقت بالذات وحيث هناك مبعوثون أميركيون يتنقلون بين الرئيس محمود عباس (أبو مازن) وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سعياًّ لحلٍّ «مقبول»!! للقضية الفلسطينية كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد ألزم نفسه به.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو