السبت 2024-12-14 07:28 ص

الصبح بالليل!

06:25 ص

ربما ?تذكر كث?ر من القراء 'العبارة الكوم?د?ة' للفنان ?ونس شلبي (في مسرح?ة مدرسة المشاغب?ن) 'وأنا ماشي الصبح بالل?ل'. و?بدو

أنّھا كانت بمثابة توص?ف دق?ق مبكّر لحال مئات ا??ف من طلبتنا في المدارس ا?ردن?ة وأھال?ھم، الذ?ن ?ذھبون إلى المدارس صباحاً،
!لكن قبل أن تبدأ أشعة الشمس با?نتشار
لم ?عد إصرار الرئ?س على عدم ا?لتزام بالتوق?ت الشتوي مسألة ثانو?ة أو ھامش?ة بالنسبة ?غلب?ة المواطن?ن. وأحسب أنّنا لو أجر?نا
استط?عاً للرأي العام، حال?اً، فإنّ ھذه القض?ة ستحتل المرتبة ا?ولى على سلّم أولو?ات المواطن?ن، ?نّھا تمسّ ح?اة أغلبھم، وتز?د من
!حجم معاناتھم ال?وم?ة
ال?وم، ومع الدخول إلى أجواء فصل الشتاء والبرد القارس، بخاصة في ساعات الصباح ا?ولى ما بعد الفجر، فإنّ حالة الغضب
ا?جتماعي والشعبي المتزا?دة من عدم ا?لتزام بالتوق?ت الشتوي تصبح في درجة أعلى، وتساھم في تعبئة الشارع والرأي العام في
مواجھة الحكومة، وتخلق معركة ? مبرّر لھا؛ سوى أنّنا، كما ?تردد في مواقع التواصل ا?جتماعي، أمام رجل ?ر?د أن ?تحدّى
!'المواطن?ن، و?صرّ على رأ?ھ، و?قول لھم 'أنا أفھم منكم جم?عاً
ثمّة تداع?ات أبعد بكث?ر مما ?تصوّر الرئ?س لمثل ھذا القرار. إذ ھو ?عزّز الحالة الشعب?ة الساخطة أص?ً ضد الحكومة، و?عمّق قناعة
الرأي العام بأنّ الرئ?س، وھو ?تخذ قراراتھ، ? ?درك مدى تأث?رھا على ح?اة الناس ال?وم?ة، و? ?علم ش?ئاً عما تعان?ھ الطبقة العامة من
!ضغوط اقتصاد?ة واجتماع?ة ونفس?ة. ولو كان لد?ھ أدنى إلمام بذلك، لما زاد أثقالھم بمثل ھذا القرار
لست على اطّ?ع بشأن ما إذا كانت مؤسسات الدولة ا?خرى تدرك كم ?ؤثّر مثل ھذا القرار ا?داري الخاطئ على ع?قة الدولة
بالمواطن?ن، وكم ?ساھم إصرار الرئ?س عل?ھ في تأز?م ا?مور، وخلق محفّزات جد?دة للسخط العام، ونحن على أعتاب الشتاء القارس،
وأمام الحكومة استحقاق رفع أسعار تعرفة الكھرباء في بدا?ة العام المقبل. وبد?ً من أن تبعث الحكومة برسالة دافئة للمواطن?ن، وببرق?ات
!التواصل والتأك?د على تفھّم المعاناة، فإنّھا ترسل إشارات مناقضة تماماً لذلك
ما أزال آمل أن ?راجع الرئ?س حساباتھ، وأ? ?جعل من ھذه القض?ة الثانو?ة الطب?ع?ة في ح?اة المجتمعات والشعوب، عنواناً للتحدي ب?نھ
وب?ن غالب?ة المواطن?ن. وإذا كان ھو من ?ؤكّد دوماً أنّ قرارات مجلس الوزراء تُتخذ با?غلب?ة، وأنّھ ? ?نفرد برأ?ھ، كما ?دّعي خصومھ،
فإنّني أطلب منھ تأك?د مصداق?ة ذلك بعرض موضوع التوق?ت الشتوي على مجلس الوزراء، لمعرفة رأي السادة الوزراء، واتخاذ القرار
!وفقاً ل?غلب?ة
وربما السؤال موجّھ للوزراء الذ?ن ?تابعون ردّات الفعل المتصاعدة والمتدحرجة مثل كرة الثلج؛ ف?ما إذا كان توف?ر مبلغ 7 م???ن د?نار
على الموازنة ?ستحق الكلفة الس?اس?ة الباھظة الحال?ة، وز?ادة معاناة الناس بصورة مضاعفة، ب?نما ھم ?علمون أكثر من غ?رھم بأنّ مثل
!ھذا الرقم ? ?ُذكر مقارنة با?رقام التي تُنفق خارج الموازنة، والرقابة أ?ضاً
من الضروري أن تكون مؤسسات الدولة، والرئ?س والحكومة، قد صُدِموا وتوقفوا أمام ربط المزاج ا?جتماعي ب?ن التوق?ت الحالي وب?ن
جر?مة قتل طالبة جامعة آل الب?ت. وھو ربط من وجھة نظري متعسّف، وغ?ر منطقي، لكنّھ ?كشف حجم الغضب الشعبي وا?ستفزاز
!الذي ?فرضھ مثل ھذا القرار ا?داري الخاطئ، ومدى ما ?خلقھ من مناخات سلب?ة متأزمة ب?ن الدولة والمواطن?ن
دولة الرئ?س؛ التراجع عن ھذا القرار ا?داري، وا?نصات لصوت الشارع، وتغل?ب منطق الموازنة العق?ن?ة ب?ن ا?مور، وا?ستجابة
.لمطالب الناس، ل?س نقطة ضعف، بل قوّة وثقة بالنفس، فذلك ?ُسجّل لك ? عل?ك


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة