السبت 2024-12-14 08:18 ص

الصفقة لن تقوى علی الدولة

08:20 ص

حل الدولتین حتمي لن تستطیع قوة بالعالم إیقافھ.


إحقاق الدولة الفلسطینیة أصبح عنوان الكفاح الوطني والقومي ورمزا محوریا أصیلا للمشروع الوطني الفلسطیني.



ھو حتمي بما یمثل من عنوان ورمزیة للكفاح، وأیضا لأنھ الحق والعدل، ومطلب أبناء فلسطین ومن خلفھم الدول العربیة، وجمیع الدول التي ترى الظلم التاریخي الكبیر الذي تجرعھ شعب فلسطین العظیم والجبار.


الجدل على إحقاق دولة فلسطین كاملة السیادة زمني، أي متعلق بزمن تحقیقھ، وآخر حول ماھیة السیادة التي تتراوح الأفكار بشأنھا بین أطروحة أمیركیة تراھا أقل من دولة وأكثر من حكم ذاتي، وأطروحات أخرى تراھا أكبر وأعظم من ذلك ولكنھا لا تریدھا عسكریة أو أمنیة مھددة لإسرائیل.


الفلسطینیون أنفسھم غادروا تصور الأطروحة الأخیرة فقد اعتمدوا طریق السلام ومیادین كفاحھ كأسلوب أكثر جدوى لإنجاز المشروع الوطني الفلسطیني.
مع كل ذلك، وبصرف النظر عن الأبعاد الزمنیة وأطروحات فحوى السیادة فإن الدولة ستقوم، وستبدأ مرحلة العمل والبناء لتقویتھا وشد عودھا لتصل إلى ما ینشده الفلسطینیون.


لا صفقة القرن ولا أي أطروحات أخرى تستطیع الانتقاص أو إلغاء قوة الحق التي تقف في جانب مشروع الدولة الفلسطینیة. حتمیة قیام الدولة لیس تنظیرا بعیدا عن الحقیقة والواقع، بل براغماتیة عملیة نرى تجلیاتھا في كل جوانب القضیة.


الدولة الفلسطینیة لیست فقط مصلحة وطنیة فلسطینیة وأیقونة لكفاح وطني، لكنھا أیضا تؤثر على الوجود الإسرائیلي، فعدم قیامھا معناه حل الدولة الواحدة الذي سیمنح الفلسطینیین أغلبیة دیمغرافیة سكانیة تذیب إسرائیل التي یحتوي برلمانھا في ُعشر مقاعده الآن سكانا عربا مواطنین في إسرائیل.

لن تجرؤ صفقة القرن على إلغاء أو طرح ما یمكن أن یلغي قیام الدولة الفلسطینیة، وبأسوأ الأحوال ستترك الصفقة ھذا الأمر للأطراف ذات العلاقة في محاولة للھروب من دور قد یكون مطلوبا من راعیة الصفقة أمیركا.

إعلان صفقة القرن سیكون بعد الانتخابات الإسرائیلیة في نیسان )أبریل) المقبل كما قال كوشنر. ھذا مؤشر مھم یجب أن یستوقفنا لأنھ یعني احتمالیة تأثیر إعلان الصفقة وتفاصیلھا على الانتخابات الإسرائیلیة سلبا، ما یوحي أن فیھا ما قد یكون تنازلا أو ثمنا على إسرائیل تقدیمھ وھو من الحجم بحیث یحمل احتمالا بأن یؤثر في مسار الانتخابات الإسرائیلیة.


أیا كانت تفاصیل الصفقة الموعودة، لا بد من التعامل معھا بمنطق یفھمھ ویتقبلھ العالم، وأن نظھر كدول وشعوب محبین للسلام وراغبین بھ ونمد أیدینا إلیھ، وأن تظھر حكومة نتنیاھو أنھا الرافض والمتجبر على السلام والحق.

التعامل مع الصفقة یجب ألا یكون بخطاب ومواقف موجھة للداخل فقط، بل یجب أن تستغل الفرصة على نحو یعلي من مكتسبات الفلسطینیین والعرب السیاسیة ویعري نتنیاھو ویعزلھ.

سواء كان القرار برفض الصفقة أو أجزاء منھا أو قبول أجزاء أخرى، یجب التعامل باحترافیة سیاسیة تقربنا من تحقیق أھدافنا الوطنیة والقومیة وتعطي زخما وقبولا دولیا أكثر للمشروع الوطني الفلسطیني وإبراز منطقھ وإنسانیتھ وقوة الحق الكامنة فیھ.

gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة