الأحد 2024-12-15 21:38 م

الصينيون يقصدون أميركا بحثاً عن «أمهات بديلات»

05:13 م

الوكيل - شكلت الصين طوال عقود مقصداً للأميركيين الراغبين في تبني أطفال، لكن المعادلة انقلبت اليوم وباتت الولايات المتحدة تستقبل الصينيين الباحثين عن أم بديلة.

وتروي سيدة «ثلاثينية» قصتها لوكالة 'فرانس برس'، مفضلة عدم الكشف عن هويتها، وقالت إنها اكتشفت أنها مصابة بالسرطان قبل ثلاثة أعوام وإنه لن يعود في وسعها بالتالي إنجاب الأطفال. وبما أن بويضاتها غير الناضجة كانت لا تزال في حال جيدة، راحت تبحث مع زوجها عن حل بديل، وقررا في نهاية المطاف اللجوء إلى رحم أم بديلة في الولايات المتحدة.
فسافرا العام الماضي إلى الولايات المتحدة، إذ قدما البويضات والحيوانات المنوية ومكثا في ولاية تينيسي حيث تعيش الأم البديلة التي ولدت توأمين.
وأتم الصينيان المعاملات الرسمية جميعها لهذه العملية التي كلفتهما 150 ألف دولار.
وأكدت الوالدة خلال اتصال هاتفي من الولايات المتحدة: «حرصت على إتمام المعاملات جميعها وفق الأصول... وفي الصين لدينا الكثير من المجموعات غير الشرعية التي تتولى حل مشاكل الخصوبة، لكنني لا أثق بالأطباء الصينيين».
وتكلف الاستعانة بخدمات أم بديلة في الولايات المتحدة أكثر بـ43 مرة تقريباً متوسط الدخل السنوي في مدينة صينية. وبالتالي فإن هذه الخدمات هي حكر على الطبقة الميسورة من الصينيين.
وبالاستناد إلى بيانات جمعتها وكالة فرانس برس'، أكدت نحو 10 مجموعات تعنى بتوفير خدمات أمهات بديلات أنها شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الزبائن الصينيين.
وقامت مثلاً مجموعة «ذي إيجنسي فور سوروغاسي سولوشنز» التي تتخذ في كاليفورنيا مقراً لها بترجمة مستنداتها إلى الصينية وتعيين مستشار يتقن الصينية.
وشرحت المديرة كاثرين كاييكوف مانوس أن «ثلث الزلائن باتوا من الصينيين... ونحن نتلقى اتصالات منهم كل يوم».
وبحسب معطيات الجمعية الصينية للتعداد السكاني، تضم البلاد 40 مليون شخص عاقر. وهذه النسبة هي أكثر بأربع مرات من تلك المسجلة قبل 20 عاماً.
وفي نظر الخبراء، يعزى ارتفاع هذه النسبة بجزء منه إلى التلوث الجوي الشديد التي تعانيه المدن الصينية الكبيرة، بالإضافة إلى أسباب طبيعية وأخرى مرتبطة بالقوانين الصينية.
ويتحايل بعض الأزواج الصينين على سياسة الطفل الواحد من خلال اللجوء إلى خدمات أمهات بديلة.
ويقصد غالبية الأزواج الصينيين ولاية كاليفورنيا حيث المعاملات الرسمية مبسطة والقطاع متطور جداً، على حد قول المحامي أندرو فورتسيمر.
وبموجب قوانين هذه الولاية، يوضع اسم الزوجين الصينيين على وثيقة الولادة ولا تذكر الأم البديلة، فتعترف بالتالي السلطات الصينية بالولد.
لكن الأهالي الصينيين الذين يقومون بهذه الخطوة يوصمون بالعار عند العودة إلى البلاد، وهم يحاولون قدر المستطاع إخفاء فعلتهم.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة