السبت 2024-12-14 05:48 ص

الطراونه يلقي كلمة الاردن في مؤتمر طهران

05:38 م

الوكيل - القى رئيس مجلس النواب رئيس الوفد البرلماني الاردني المشارك في اعمال الموتمر االتاسع لاتحاد مجالس الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي المهندس عاطف الطراونه كلمة الاردن عرض فيها الثوابت الأردنية ازاء مختلف القضايا التي تواجه الأمة العربية الإسلامية.


كما تناول الطراونه التطورات على الساحه السياسية في المنطقه والعالم من منظور أردني خاصه القضية الفلسطينية والاوضاع في سوريا واللاجئين السوريين.

وقال الطراونه إننا في المملكةِ الأردنية الهاشمية؛ وبقيادةِ جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، نتطلعُ دائما لحاضرٍ ومستقبل آمنٍ ومزدهر في المنطقة، لكننا نعي صعوبةَ الوصول لهذا الهدف الذي ما زال جلالةُ الملك يسعى لتحقيقه عبر سلسلةِ زياراته الرسمية ولذلك فلعلنا نكون اليومَ أقربُ من أي وقت مضى من طي المراحل، ونمضي نحوَ التفاهم على كل ما من شأنه أن يؤمن المنطقةَ والإقليم من كل شرٍ يتربص بنا.

واضاف قد يكون هذا الاجتماع هو الفرصةُ المناسبة لكي نضع عنا التشنجَ في المواقف والتعصبَ في الأفكار، ولكي نكون قريبين حقا من فرص تحصين منطقتنا وإقليمنا بالأمن والسلم اللذان باتا هما يؤرقُنا جميعا؛ برلماناتٍ وحكومات وشعوب.

وأكد ان المملكة تبنت منهج الوسطيةَ والاعتدال في مجالات الحياة الحيوية، ولذلك كنا وما زلنا وسنظل؛ الممسكين على حفظِ المسافة من الجميع، طالما أن مصالح شعبنا واستقرار مملكتنا يتطلبان ذلك.

وقال الطراونه لقد بقي جلالةُ الملك عبد الله الثاني ينادي في المحافل الدولية ومن على المنابر العالمية: بأن العدلَ والمساواة والحرية من جهة، وفكفكةَ خيوط الأزمات عبر تقاربِ وجهات النظر والتلاقي على المصالح، من جهة أخرى، من شأنه أن يصنعَ الأمن والأمان والسلمَ والسلام في منطقتنا.

وشدد رئيس مجلس النواب على اننا مقتنعون في الأردن بأنه ومن غير ذلك فلن نستطيعَ مغادرة مربعِ استعصاء الأزمات التي طال أمدُ بقائها في منطقتنا، وما زالت تهدد مستقبلَ الإنسان جيلا بعد جيل، والأوطانَ بناءً وتاريخ.

واشار الطراونه ان منطقتنا تمر في منعطفٍ تاريخي؛ غيًر في الشكلِ السياسي من ملامح دولٍ عربية، وتسبب ذلك في نشوء اصطفافاتٍ دولية، بعثت فينا؛ أجواءَ الحرب الباردة من جديد والأهم في كل ذلك بأن الأزمات التي تنشأ لا تجدُ لها أفقا في الحل؛ فلا السياسةُ نجحت، ولا العسكرية حَسمت، ولا الديمقراطية وُلدت، والمحصلة أننا ضاعفنا من مشاكلنا، دون أن نحقق تطلعات شعوب الربيع في التغيير والإصلاح المنشود.

وتابع الطراونه قائلا لذلك كنا في المملكة الأردنية الهاشمية أولَ من تنبه للأمر، وحذر من مخاطرِ التمترس وراء المواقف والتصلب في الآراء، وسعينا نحو المواءمة بين المتطلبات والإمكانات قدر المستطاع، حتى كان حراكَنا الشعبي سلميٌ حضاري، وكانت استجابةَ مراكز صناعة القرار مُتفهمةٌ متطورة، فوجدنا بأن نهج الإصلاحِ الشامل المُتدرج والمدعوم من قوى الشارع والأحزاب والنقابات والمؤسسات الأهلية، هو مفتاحُ الحل للأزمة، وهو الفرصةُ التاريخية لمواجهة استحقاقاتِ المرحلة و مُراكمةِ الانجاز في مسيرة البناء والتحديث في الأردن، والنتيجة كانت ما نحنُ عليه مسيرةٌ إصلاحية مستمرة اتت على جميع مناحي الحياة، وأثرت بالشكل المرحلي وفق سلسلة إصلاحات مجدولة زمنيا.

وبين آن المملكة قامت في الحديث علنا عن خارطةِ الإصلاحات لها، علّ تجربتنا تهدي البعض أو تُعينَ الآخرين على مواجهة استحقاقات الزمن ومتطلباتِ المرحلة وتطلعات الشعوب ومنبهين أيضا بأن من أهمِ أسباب تباطؤ الإصلاحات الداخلية، هو وضعُ الإقليم المضطرب والذي رتب علينا أعباءً اقتصادية وأمنيةً مُكلفة، أثرت بشكلٍ واضح على معدلات النمو والتنمية.

ولفت الطراونه إلى إننا في الأردن نتطلعُ لحلولٍ سياسية ترفع أوزارَ الحروب في منطقتنا، وتحصنُ جبهاتنا الداخلية بالأمن والسلم وهو ما يحتاجه الإنسان وتحتاجهُ عجلة التطور والبناء.

وأكد علي إننا ما زلنا متمسكين بموقفنا بأن حل الأزمات في منطقتنا لن يعبرَ إلا من بوابةِ الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية، وبموجب قراراتِ الشرعية الدولية والمبادرةِ العربية للسلام، وإعلانِ قيام دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران من العام 1967 كاملةِ السيادة؛ كدولةٍ قابلة للحياة وعاصمتُها القدس الشرقية، مع التأكيد على حفظ الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني وعلى رأسها حقُ العودة والتعويض للاجئين.

وحول الازمه السورية قال الطراونه لقد كان لهذه الأزمةِ ومنذ أولِ أيامها تداعيات خطيرة على المنطقة ودولِ جوار سورية، وها نحن نعيشُ التطور الصعب لتلك الأزمة جراءَ غيابِ الحل السياسي السلمي الذي يجب أن يحفظَ وحدةَ الأرض السورية وشعبها؛ مع التأكيد على ضرورةِ الالتزام بنبذ كافةِ أعمال الإرهاب الدائرة هناك، ووضع حد لها.

وأكد على إن تداعياتِ الأزمة السورية؛ الأمنية والإنسانية، ضاعفت من هموم دول الجوار، ونحن في الأردن استقبلنا من الأشقاء السوريين ما زاد على 1.6 مليون سوري، منهم أكثر من 600 ألف لاجئ مُسجلين ضمن احصاءات وكالة الغوث الدولية الأنروا مبينا أن هؤلاء يعيشون في ظروفٍ انسانية صعبة نتيجةَ ضعف جهود الإغاثة الانسانية، ووضعِ الأردن الاقتصادي الذي كان لأحداث المنطقة أثرٌ مباشرٌ عليه ما أدى الى رفع مديونيته وزيادةِ عجز موازنته.

وشدد علي إننا في الأردن نرى بأن لا حلَ للأزمة السورية إلا من خلال عمليةٍ سياسية تتوصلُ لحلٍ سياسي سلمي، يقبل به جميع أطراف الأزمة السورية، ويضمن وقف الاقتتالِ الدائر، ويعيدُ الحياة للدولة السورية شعبا ومؤسسات.

وقال الطراونه في الكلمة التي القاها في مناقشات الجلسه الاولى للموتمر بحضور اعضاء الوفد الاردني وروساء واعضاء الوفود البرلمانيه المشاركة في الموتمر حري بنا ونحن نتحدث عن أزماتِ منطقتنا أن نتنبه جيدا إلى ضرورة توحيدِ جهود مكافحة الإرهاب، الذي وَجدَ في البيئات غير المستقرة، التي تشهد انفلاتا أمنيا وصراعا مُسلحا، مُناخا مواتيا لتوتير أمن المنطقة وتوجيه ضرباتهِ تحت شعاراتٍ دينية تُغالي بالتطرف والتشدد.

واضاف إننا ومن منطلق معايشتنا خلال السنوات الأخيرة الماضية لهذا القلق الأمني، فإننا نطالبُ بتجريم الإرهاب تحت أي لواءٍ كان أو مذهب، بعد أن قدمنا أرضيةً مشتركة وقف عليها العلماءُ من مختلف المذاهب والطوائف والأديان، تجسدت في رسالةِ عمان روحا ونصا، التي عظمت قيمَ التسامح بين الأديان والطوائف والمذاهب، وحثت على نبذِ العنف والتطرف.

وأكد الطراونه على إن الإرهاب الذي يستخدمُ من الدين خطابا عاطفيا لجذب الناس نحوه، يشكل اليوم خطرا ثقافيا وحضاريا يهددنا جميعا، فمن قال بأن دمَ المسلم على المسلم حلال، فهو إما جاهلٌ وإما مُضلَل.

وقال .. ها نحن نجتمع ومن الممكن أن يكون اجتماعنا هذا نقطةَ تحول نحو مستقبلٍ أكثر سلما وأمننا إذا اتفقنا، أو أن يكون اجتماعنا هذا بروتوكولا تقليديا يمضي كسائرِ الاجتماعات مثله، إذا ظل الخلافُ يفرق بيننا ومطلوبٌ منا؛ ومن أجل حمايةِ مصالح شعوبنا وحفظ أمن واستقرارِ أوطاننا، وتقديمِ الأفضل للأجيال من بعدنا؛ علينا مسؤولية النهوض بواجباتنا، والمضي بخطواتٍ ثابتة على مؤشر التقدمِ الحضاري الأممي الذي يجب أن يتنافس على كل خيرٍ ومصلحة؛ وليس على أي أمر آخر.

العرب اليوم


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة