الأربعاء 2024-11-27 17:49 م

الطلبة السوريون في الجامعات الأردنية

07:29 ص

يلتحق بالجامعات الأردنية أكثر من “16.000” ستة عشر ألف طالب وطالبة على مقاعد الدراسة في أكثر من عشرين جامعة أردنية ، ثلثاهم في الجامعات الخاصة ، والثلث الآخر في الجامعات الرسمية. إن وجود هذا العدد من الطلبة السوريين بالجامعات الأردنية لا شك في أنه ثمرة السياسة الحكومية والمجتمع الدولي في إتاحة فرص التعليم على المستويات كافة للطلبة السوريين .


 

ولكن لا شك أيضاً أنه يأتي نتيجة إصرار الطلبة السوريين على الصمود بوجه حالة اللجوء والتسلح بالتعليم الجامعي، لتحسين فرص عملهم المستقبلي ، سواء كان ذلك داخل الأردن أم خارجه. وهذا جزء مما أفضت إليه الورشة التي أجراها مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية حول الطلبة السوريين في الجامعات الأردنية، وأعلن نتائجها أول أمس. أحد النتائج اللافتة للانتباه، هو أن غالبية الطلبة السوريين يدرسون على حسابهم الخاص مع توفر جهات مانحة لبعضهم الآخر ، وهذا مؤشر مهم ، وغير مباشر، على توفر الإمكانيات المالية لدى بعض الأسر التي تمكنهم من الإنفاق على أبنائهم في التعليم الجامعي.


الرضى عن الجامعات والتخصصات التي يدرسون بها عالية جداً، كما هي درجة الاندماج الاجتماعي في الجامعات ومع الطلبة الأردنيين ، وهي نتيجة متوقعة ولكنها إيجابية، لأنه أحياناً يكون هناك ضعف بالاندماج بالجامعات حسب الخلفيات الاجتماعية بين أبناء البلد الواحد .


هذا لا يعني عدم وجود عقبات أو مشكلات تواجه الطلبة السوريين بالجامعات الأردنية، مثل ارتفاع الأقساط والمشكلات المرتبطة بالحصول على الأوراق الثبوتية بسبب ظروف اللجوء. إضافةً لبعض التحديات التي تواجههم داخل الجامعات نفسها ، وأثناء العملية التعليمية ، وعدم وجود جهات داخل الجامعات للتعامل مع هذه التحديات ، سواء كانت مرتبطة بالإجراءات الإدارية أو العملية التعليمية نفسها.


التحدي الأكبر أمام الطلبة السوريين والأردن هو المستقبل بعد التخرج ، وبخاصة الحصول على فرص للعمل . غالبية (أكثر من النصف) تفكر بالهجرة ، إما لدول أوروبية (الغالبية منهم ) أو لدول عربية ، ولكن أكثر من ثلث الطلبة لا يفكرون بالهجرة ،
وهذا يعني أنهم يفكرون بالبقاء في الأردن مع وجود نسبة ضئيلة (5%) تفكر بالعودة لسورية ، والغالبية لا تفكر بالعودة ، إما لأسباب سياسية أو اقتصادية .
رغبة نسبة كبيرة من الطلبة السوريين في البقاء بالأردن تبرز نفسها كفرصة وتحدٍ في الوقت نفسه. بالطبع هي فرصة، لأن الاستفادة من هذه الفئة المتعلمة هي مهمة ، وقد تشكل دفعة قوية وبخاصة للقطاع الخاص ، ولكن هي أيضاً تحدٍ لارتفاع نسبة البطالة لخريجي الجامعات الأردنية. ولكن من المتوقع أن تكون الدافعية للعمل لدى السوريين أعلى بسبب ظروف اللجوء ، وغياب العوامل الاجتماعية المعيقة لديهم.


هناك العديد من التوصيات التي سوف ُترسل للجهات ذات العلاقة ، وبخاصة وزارة التعليم العالي ، ولكن ليس من المبكر للجامعات ولوزارة التعليم العالي أن تفكر بسياسات تعمل لاستقطاب ليس فقط الطلبة السوريين الموجودين في الأردن ، وإنما أيضاً الطلبة السوريين من داخل سورية في مرحلة الإعمار وما بعدها.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة