السبت 2024-12-14 07:28 ص

العامود

07:02 ص

في العالم غالبا ما تتابع لقطات من حوادث سير مرعبة، وغالبا ما تكون هذه الحوادث إما إنقلاباً للسيارة أو صدماً بمركبة أخرى أو أحيانا يخرج صاحب الحادث عن المسرب المخصص، في الأردن لدينا نوع مهم من الحوادث ويتم إختصار وصفه بكلمة (....وشمط العامود )، أنا لا أعرف لماذا أعمدة الكهرباء تشكل خصما عنيدا للسائقين؟

فحين يريد احدهم أن يصف لك حادثا ما.. يقول:- ( كان طاير والسيارة زاحت معو..لز عليه واحد فخش في الجزيرة) الطرف الاخر المستمع على الفور يقوم بسؤال المتحدث....( وشمط العامود) فيرد المتحدث :- ( لا ما شمطوا بس سانتي متر واحد كان بعيد عنو ولا شمطوا ).
واحيانا حين يكون العامود طرفا رئيسيا في الحادث يتم وصف الحادث على الشكل التالي:- (..وكان طاير، وتزيح معو السيارة وايخش في العامود..والعامود يوقع فوق السيارة...)..
البلد الوحيد في العالم أيضا الذي تجد فيه أعمدة مصابة بفعل الحوادث هو الأردن.
تشعر احيانا أن الأردني حين يريد أن يرتكب حادثاً يبحث عن عمود كهرباء...
يبدو أننا نعاني من أزمة (أعمدة كهرباء) واصر على تشكيل اللجنة الوطنية لحماية الأعمدة اسوة باللجنة الوطنية، لحماية طائر (الحسون) من الإنقراض.
هذا الصباح لحظة مجيئي إلى العمل دخل أحدهم في (عمود) أمامي، المشكلة أن المساحة بين كل عمود واخر تتجاوز ال (10) أمتار، ولكن الغريب أن كل هذه المساحات تصبح ضيقة وتختار السيارة العمود كهدف محدد وواضح وتقوم (بسلخه) كيف يتم ذلك انا شخصيا لا أعرف.
بالنسبة لما حدث في مجلس النواب مؤخرا, أنا أقر أن ما جرى كان مؤلما وخطيرا على الحياة التشريعية، والعنف هو سلوك مرتبط بالسيكولوجيا وأحيانا يصعب ضبطه ولكني أود أن أقترح وضع أعمدة في مجلس النواب، وفي حال وجود غضب أو خلافات قد تفضي إلى إشتباكات...ومن الممكن أن يتم التنفيس عن غضب السادة النواب عبر (شمط) العامود...بمكتة أو (بوكس)...
الأردني أزماته أنحلت مع أشياء كثيرة إلا أعمدة الكهرباء، فلديه موقف عدائي منها ولا اعرف لماذا.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة