كـان فرحنا غامـرا في نجــاح ثـورتي تـونس ومصــر ، اللتيــن إنطلقتــا بعفويــة ، ومن نبض المواطــن ، وبــدون تخطيط أو مرســوم مسـبق من قـوى خارجيــة ، كما يثــار من قول أحيانــا ويشـار إليهمـا بأصابــع الإتهــام أحيانــا أخــرى ،
وزاد من فرحنــا ، ان الثورتيــن كانا غطاؤهما وتوجههمــا إســلامي ، كون القيادات التي تولت المسؤولية في البلديــن ، هي المحسـوبة على الإخوان المسلمين ، وإن لبســت عبـاءة أخـرى أو تسـمت بأســماء أخــرى ،
بقينــا في إنتظــار أن تصــدر عن القيادتيــن قرارات شــجاعـة ، ليس بما يتعلق بالإصــلاح أو الحريــة للمواطــن فقط ، بل في القضايا المصيريــة للأمــة العربيــة ، وبالذات في القضيــة الفلسـطينيــة ،
ولكــن لغايــة الآن لم نرى تحقيق ذلك الأمــل ، أو ما يبشــر بــه ، بل إرتبكــت القيادة خاصــة في مصــر ، وبدلا من أن تفـرح الشعـوب العربيــة بوقف التطبيع مع الكيان الصهيوني ، وتجميــد أو إلغــاء اتفاقيـات كامب ديفيــد ، ســارعــت بتطميــن الصهاينــة وإدخـال الفرح الى قلوبهــم هــم , بأنها سـتحترم الاتفاقيــات والمعاهـدات التي تربطهــا بالصهاينــة ، وكانت الضربــة الكبـرى لأشـقائهم في غــزة الذين كانت فرحتهم في الثورة هي الأوضــح والأكبــر ، إذ زاد الحصــار عليهــم وزادت الضربــات في تدميــر الأنفاق التي هي الشريان الحيوي لأهالي غزة ، دون أن توفر لهــم البديــل من فتح الحــدود أو الأســواق المشتركــة ،
ولم يسـلم الأردن والذي له علاقات متينــة مع الأشـقاء في مصــر ، والذي يوجــد على أرضــه أكثـر من مليــون من الإخــوة المصرييــن ، الذين يقاســموهــم في الخدمــات التي تقدمها الدولة وبنفس الأســعــار، من المعاملـــة الغيــر متوقعــة من النظـام المصـري الجـديــد ،
فمــا زال الأردن يتحمــل عبئــا ماليــا كبيــرا تجــاوز مئات الملايين من الدنانيــر ، من توقـف الغاز الطبيعي الذي توقف تصديــره من مصــر ، حتى بعــد تجــديـد الاتفاقيــة وتعديــل الأســعار وموافقـة الحكومـة الأردنيــة على ذلـــــك ،
كثيــرة هي التسـاؤلات التي تطرح نفســها ، والتي تتبادر الى أذهان المواطنيــن ، عما تفكــر بــه القيــادة المصريــة ، وخاصــة وما يؤثــر ذلك التردد أو التصــرف تجاه أشـقائها العرب من أضــرار ، والإستهجــان من تلك المواقف التي ما كانت تخطــر على بــال ، آمليــن أن لا يأتــي ذلك اليوم ونترحــم فيه على القيادة السـابقــة ، وأخــذ مواقف مغايــرة من الأنظمــة الاســلاميــة التي كان مرحب بهــا في السـابـــق.
عزام محمد البوريني
azzam_al_borini@hotmail.com
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو