الأحد 2025-01-19 11:05 ص

العدد الأول من مجلة ‘بناة المستقبل’ الثقافية السورية: شؤون وشجون

04:18 م

الوكيل - الغلاف هو عنوان المكتوب، لكن المكتوب ليس ‘مبيناً من عنوانه’ دائماً. المكتوب هنا المجلة الجديدة التي اختار لها السيد وليد الزعبي، بانيها وراعيها، هذا الاسم لفتح نافذة وسط الأنقاض السورية وأطلال الدمار ‘البعثي’.

لكن الغلاف الوجه، يغالي، أو يشكك في ذكاء القارئ، فالعنوان يغني عن التبشير في أعلى الغلاف بشعار ‘معاً نبني المستقبل’ وهو أيضا يقع في ‘ضلال’ آخر هو تبني رواية غربية بادعاء أن ثورة الحرية هي حرب أهلية، وبجعل خريطة سورية خلفية للوحة بيكاسو الشهيرة ‘غرنيكا’، وثالثاً يختار المخرج حرف ‘تاهوما’ لصياغة العناوين المشتتة والمبعثرة على متن الغلاف. لكن الإخراج الداخلي لصفحات المجلة رصين ومبهج. وكنت أود لو أنّ حوار جورج صبرا ينحو إلى مبارح ومنازل أخرى غير السياسية ما دام السيد جورج صبرا متاحاً على الفضائيات، مثل شؤون شخصية وسياسية يومية، غير الشأن العام أو مزجها به.
يكتب الدكتور ناصر خير الدين عن القصور الثقافي كبوابة للفتن، وينعى سحق النظام السياسي هوية المجتمع السوري، وعلى سكة موازية يكتب محمد جمال طحان عن المثقف السوري محبوساً في أبراج المصطلحات والتنظيرات، والذي سبقه الجيل الشاب بوعيه وفطرته، ويحاول سلامة كيلة تشخيص شخصية المثقف اليساري الخديج بعد أن تحطمت الحاضنة الماركسية الاشتراكية، بينما يتهكم يحيى العريضي على رسالة بوتين الذي صار مبشرا بالحرية للأمريكيين.
فكرياً، وتحليلياً، ينكب المفكر أحمد برقاوي على تحليل العقل الاستبدادي وذهنية الجماعة التسلطية التي بلغت ذروة سلطانها الطائفي في عام 1970 في سوريا، ويبشر المقال بانتهاء التسلطية فكرياً. الكاتب ثائر الزعزوع يضع شريطاً أسود على جثة جمهوريات الفراغ، فالرؤساء اما ميتون أو يحتضرون.
المجلة للسوريين جميعا: محسن سيدا يترصد بوارق وسوانح من تاريخ الكرد في سورية بينما يتوجس معتز الادلبي من تقسيم سوريا. رضوان زيادة هو الأكثر وفاء لعنوان المجلة، إذ يضع ملامح من خطة التحول الديمقراطي في سوريا فثلاثمائة خبير اقتصادي ينكبون على بناء منهج سورية الامل، ويضعون رؤية متكاملة لبناء سورية المستقبل، ومعه باسم ادلبي الذي يتحدث عن الاقتصاد السوري تحت نير الأسد. في المجلة ترجمات من الصحف العالمية تشكك في تخلي بوتين عن الأسد الذي أعاده قطباً عالمياً. ضياء دغمش وأحمد كم الماز يرصدون الحراك الدولي حول مجزرة الكيمياء الذي بات وراءنا. للاسف.
في التحقيقات بسام سفر يغطي طرفاً من مفارقات الحواجز السورية التي قسمت سوريا حقاً وفعلاً، فالحواجز والمخيمات باتت هوية سورية في الثورة. مفيدة عنكير تراقب مآسي المخيمات. أدهم سيف يناجي الأنقاض في معضمية الشام، عبد الرحمن جلود يقرع أجراس الإنذار من تلوث دير الزور بمخلفات النفط، ويتخوف من تحطم سد الفرات، الكارثة السورية تنذر الأردن إذ يكتب عمر السيد أحمد من مخاوف الأردن من مضاعفات الكيماوي. محمد حبش يتوجس من سايكس بيكو جديدة، يبشرنا محمد حسن بمدارس بناة المستقبل في الريحانية. عمر السيد أحمد الذي كتب مادة مخيفة عن مخاوف أهل الأردن من كيماوي بشار، ورواج بضاعة الأقنعة الكيماوية، يكتب مادة لطيفة وساخرة من صورة بشار الكاريكاتورية بين غزل الشبيحة وهجاء الثوار. وائل سليمان يرصد أرقام الشهداء ومخاسر الثورة، وبيانات اللاجئين وأعداد المنشقين. خالد عبد الرحمن يكتب عن كفر نبل التي أدهشت العالم بلافتاتها الساخرة. حسام الدين محمد يرصد دور الأغنية وسلاح الأنشودة، والشعار في الثورة السورية. فادي سعد يرى أنّ الفيس بوك أحد أهم أدوات الثورة فإن الفيس بوك يدمي مقلة الأسد. حسان عزت ينشد في حضرة لوحات عبدلكي. فواز قادري يبحث في شعرية الأماكن المذعورة في حقائب النازحين. محمد مصطفى يقف في بلاط أطفال سوريا لا زلفى ولا ملقا. تلفزيون المجلة سخر من مسلسل ‘سنعود بعد قليل’. يكتب سليمان البوطي عن الفتنة، وغسان مفلح عن يوسف عبدلكي التشكيلي. عن حرف ‘لو’ الذي لا يمكن إعرابه سياسياً، وعبد الرحمن الكواكبي كما لو أنه حي يرزق يكتب عن طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد . وتكتب بدور عبد الكريم رسالة إلى بشار الاسد، ابراهيم الجبين يقدم أحد شخصيات الثورة الاعلامية الثقافية الغامضة’ اكاد الجبل’ . في المجلة شذرات قصصية من زكريا تامر، شاعر القصة السورية، لوداد سلوم خواطر رقيقة ‘عن الأرواح الصاعدة كنسمات ريفية’. وخبر عن كش ملك التي أطلقها خطيب بدلة. مروان علي يستعرض كتاب ‘الدين في ظل العولمة،. الختام في العدد الأول في المجلة، هو للكاتب نجم الدين سمان، عن فلسفة الأمل، يفترض ان الغلاف الاخير مسك عادة. الملاحظة غير الاخيرة هي تكرار الاسماء في المجلة، للجبين مقالان، وكذلك احمد كم الماز، وعبد الرحمن جلود.. لعله العدد صفر.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة