عبدالله المومني - في ظل لجوء العالم الغربي إلى الاستثمار في الطاقة النووية التي يدعي مؤيدوها بأنها سلمية على الرغم من حقيقة الأمر بتحولها إلى سلاح تسيطر فيه هذه الدول على الشعوب بأكملها ؛ وعلى إعتبارنا أن هذه الطاقة تؤثر سلبياً على حياة الكوكب والانسان . يأتي العرب في إمتلاكهم لأغنى أنواع الطاقة المتجددة وهي الشمس التي تتولد بصورة طبيعية وبصورة مستديمة أي تتجدد كل يوم ما دامت الشمس باقية وهي طاقة مفيدة للإنسان دون أن تؤثر على البيئة او حياة الكوكب ولا تترك مخلفات على درجة من الخطورة مثل النفايات المشعة التي تتخلف عن استعمال الطاقة النووية .
ان استخدام الطاقة الشمسية في العالم العربي لا يحتاج إلى تقنية معقدة كما في الطاقة النووية وخاصة نظم التحكم الدقيقة والأمان ومهارة وحرفية الأيدي العاملة. بالإضافة الى صعوبة التخلص من النفايات النووية الناتجة عن استهلاك المواد المشعة بينما الطاقة الشمسية لا تترك مخلفات أو فضلات كبيرة تلوث البيئة.
ويدرك الباحثون والخبراء في مجال الطاقة المتجددة أن الوطن العربي يستلم أعلى قيم من الإشعاع الشمسي في العالم إذ تسطع الشمس خلال العام حوالي (3300) ساعة في جميع أنحاءه وبهذا تكون الدول العربية أكثر دول العالم تأهيلاً لاستغلال هذا المصدر الدائم الذي سيؤهلها لأن تكون المصدر الأول للكهرباء في العالم بفعل موقعها الجغرافي .
ففي الأردن وعلى الحدود الاردنية العراقية تحديداً ؛ ما قامت به أبنت البادية الاردنية السيدة رفيعة التي لم تكمل تعليمها في قرية تعاني التهميش من إنجازِ لا يعد من ضرب الخيال ، حيث نجحت في إنارة 80 منزلاً وسط الصحراء بالطاقة الشمسية . ولا تزال هذه السيدة قادرة على صنع المزيد إن آمنت حكومة أردنية بجدوى دعم مشروعها في افتتاح مركز لتدريب النساء على استخدام الطاقة الشمسية في بلد تسطع فيه الشمس لمدة لا تقل عن 300-330 يوما في السنة.
ويعد الاردن الدولة الأولى في منطقة الشرق الأوسط في تفعيل استخدام الطاقة الشمسية وتصنيع وإنتاج وتطوير السخانات الشمسية، والتي تصل نسبة استخدامها إلى 40% من مجموع البيوت السكنية، ويركب فيها سنوياً ما يقارب من 15.000 جهاز طبقاً للإحصاءات الرسمية .
ويحتضن العالم العربي كبرى محطات توليد الطاقة الشمسية ومنها الامارات وموريتانيا فكلاهما يعتمد عليها في تغطية النمو المتزايد على الكهرباء .أبوظبي وأكبر محطة طاقة شمسية فيها ضمن مشروع 'شمس' تملك 68 بالمائة من القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة بالخليج، ونحو 10 بالمائة من القدرة العالمية.بينما موريتانيا التي لا يعرف العالم عن طاقتها تنتج كهرباء تكفي لتلبية احتياجات نحو عشرة آلاف منزل وأكثر .
وبدأت نداءات دولية وعربية متكررة لدعوة الدول العربية الأخرى للأستثمار في الطاقة الشمسية والأعتماد عليها في أقرب فرصة بدلاً من الاعتماد على النفط كطاقة رئيسية ، ومن تلك الدول المغرب التي بدأت فعلياً أعمالها في إنشاء أكبر محطة للطاقة الشمسية بالعالم في منطقة ورزازات، بقدرة تصل إلى 160 ميغاواط ، حسب ما أعلنت الوكالة المغربية للطاقة الشمسية. في الوقت الذي تستعد فيه المملكة العربية السعودية لأن تصدر ما يصل إلى 10 غيغاواط أو ما يعادل إنتاج 10 محطات نووية عن طريق شمال إفريقيا وإيطاليا أو إسبانيا.
ولم تبدي حتى الدول الصغيرة جغرافياً والتي هي عضو بمنظمة أوبك لمصادر الطاقة المتجددة إهمالها أو تخوفها من أمتلاك أي نوع من الطاقة المتجددة ومثال على ذلك قطر التي سارعت سلطاتها لتعزيز الاعتماد على الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء لتصل إلى 16 بالمائة بحلول 2018 . وقد حذا حذو هذه الدولة بعض من الدول الأخرى مثل ليبيا والجزائر واليمن وغيرهم .
مشاريع إنتاج الطاقة من خلال الشمس لم تلبث أن بدأتها حكومات عربية حتى أصبح المواطنين أنفسهم مهتمين بأمتلاك الطاقة الشمسية لتغطية إحتياجاتهم اليومية وإنتاج الكهرباء ، فالسخانات الشمسية باتت منتشرة بسرعة كبيرة في المنازل كوسيلة لترشيد الطاقة التي توفر على المواطن الفواتير بالالاف سنوياً ، ولكن لا تزال الرغبة أكبر في توعية المواطنين بأهمية هذه الطاقة والاستفادة منها في حياتهم .
وبتفعيل إستخدام أكبر شريحة من المواطنين للطاقة الشمسية هو وضع إستراتيجيات تسمح للمواطن العربي بأن يحصل على هذه التقنية وأجهزتها بسعر مقبول على أن يكون مدعوماً من الدولة أو خاضعاً لتسهيلات من القطاع الخاص . ودعم إمتلاك الطاقات المتجددة بمراحلها المبكرها سيدفع بتعريف الفرد المستهلك على إيجابيات هذه الطاقات ويصبح يقبل على إستخدامها وامتلاكها مما سيعود بنتائج على الدولة تدفعها للبدء بصناعات محلية او الاستيراد لتلك الاجهزة .
فوائد الطاقة الشمسية لا تعد ولا تحصى خصوصاً أنها تعتبر طاقة نظيفة ومستدامة كونها مصدر طبيعي وتتعدد إستخداماتها للتسخين أو إلاضاءة أو كوقود للآلات ؛ بإلاضافة لإستخدام الالواح الشمسية في توفيرالطاقة الكهربائية مع العلم بأن الخلايا الشمسية “الكهروضوئية” حل مستقبلي لأزمة الكهرباء في العالم العربي .كما يمكن إنتاج تحويل الطاقة الشمسية الى طاقة حرارية من خلال آلية التحويل الحراري وهي من التقنيات الواعدة .
ومن أهم الدوافع لأمتلاك الاراضي العربية حاليا ً ومستقبليا ً للطاقة الشمسية التي تعتبر صديقة للبيئة وبناء محطات لتوليدها هو أرتفاع نسب التلوث بكافة أشكاله في تلك الدول سنويا ً ؛ مما سيجعل أمتلاك هذه الطاقة يقلل من معدلات تلوث البيئة .
بتأكيد ثقتنا أن العرب يملكون النفط الأصفر وهو الشمس لا يتم النفي بأهمية مصادر الطاقة المتجددة الاخرى لديهم إلا ان باقي ما بقي من تلك المصادر لازال يواجه تحدياً اكبر بكثير من الطاقة الشمسية . فلو نظرنا إلى الطاقة المائية في ظل محدودية الموارد المائية لدى الدول العربية فأنها تبلغ قدراتها المركبة نحو 11 ألف ميغاواط ؛ بينما تكنولوجيات طاقة الشمس والرياح مجتمعة عن ألف ميغاواط فقط. ومع هذا التفاوت علينا أن ننظر لنسب الإمداد بالكهرباء، من 100 في المئة في الخليج إلى 7.7 بالمئة في جيبوتي وموريتانيا، تتأكد أهمية صياغة سياسات تتناسب والوضع الاقتصادي لكل دولة، أملاً في تحقيق نقلة نوعية تتكئ على المصادر المتجددة وأهمها الشمس التي أعتبرتها «قمة قطر للطاقة الشمسية 2013» أنها أفضل مصدر للطاقة عالمياً .
وتوفير الطاقة هي إحدى الركائز الاساسية للتنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر عربياً في ظل حرمان نحو 60 مليون مواطن عربي من الكهرباء، وبذلك يصبح الربط بين آليات تطوير نظم الطاقة العربية وبناء اقتصاد أخضر مستدام ضرورة يفرضها المستقبل، خاصة مع التفاوت في ما بينها. فدول الخليج، إلى جانب ليبيا والجزائر، تشهد وفرة الموارد النفطية. وترتفع الواردات النفطية لمصر وتونس سنوياً، في حين يفتقر لبنان والأردن والمغرب الى تلك الموارد بحيث أصبح الاستيراد قوة ضاغطة على بنية الاقتصاد المحلي.
وبالالتفات إلى ما تضمنه التقرير السنوي لعام 2013 للمنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) حول الطاقة المستدامة، الذي أظهر أن هناك بوادر لعدد من المشاريع الطموحة في الوطن العربي والذي اشار لها التقرير إلا أن هناك العديد من التحديات التي ما تزال تقف عائقا في وجه الوصول الى الحصول على الطاقة المستدامة في الوطن العربي .وفي أحال التزام الدول العربية بسياسات الطاقة المستدامة فأن ذلك سفتح ابواب فرص العمل ويخفف من نسبة البطالة .وأضاف التقرير أن المخاوف المتعلّقة بتغيّر المناخ يمكن أن تؤدي إلى تحوّلات في أسواق الطاقة العالمية نحو مصادر طاقة نظيفة أكثر كفاءة وأقلّ إنتاجاً للانبعاثات الكربونية. وقد بدأ تحول كبير في مواقف مفاوضي المناخ من بلدان رئيسية مصدرة للنفط والغاز، خصوصاً السعودية والإمارات وقطر، إذ باتت هذه البلدان تدرك أن خطة للتحول السلس باتت محتومة وضرورية، ويجب أن تشمل تنويعاً للاقتصادات الوطنية وتعاوناً إقليمياً واسع النطاق، بما في ذلك التعاون في البحث والتطوير.
إن الدول العربية مصيرها المحتوم سيكون هو السير نحو الأقتصاد الاخضر المعتمد على الطاقة المتجددة لتكون هذه الدول طرفاً فاعلاً وليس مستهلكاً ومستورداً للطاقة والنفط ، ففي عالمنا العربي أربع عشرة دولة أعنلت ضمن أهدافها المستقبلية على أهمية استغلال الطاقة المتجددة والاستثمار فيها على صعيد الحكومات ، وعلى صعيد المشاريع الفردية وتعميم نجاحاتها وتجربتها مع إرادة سياسية فاعلة !
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو