السبت 2024-09-21 17:04 م

العناني .. حلم بفكرته وتحدى بها العقبات

01:45 م

الوكيل الإخباري - يقول إن سبب نجاحه يكمن، بالمثابرة والصبر، فالإرادة والعزم جناحان إذا ملكهما الشخص، لا شيء يثنيه عن النجاح.



ويشير دكتور الكيمياء علي العناني، إلى أن إيمانه بقدراته جعله موظفا مبتكرا ورجلا ناجحا، وحب الناس يجعل الإنسان قياديا ومحبوبا، ومطلوبا لعرض تجاربه الناجحة أمام الناس.


ويبين العناني خلال حملة قادة الأعمال التي تنظمها إنجاز في مدرسة السلط الثانوية للبنات، أن حياته العلمية والعملية لم تكن سهلة، إذ واجه استهزاء من زملائه الأجانب عندما كان من رواد البحث باستخدام جهاز الرنين المغناطيسي الذي كان جديدا في ذلك الوقت، إلا أنه صمم وفرض نفسه باحثا ومبتكرا في جامعته ببريطانيا مما أهله للحصول على منحة دراسية من جامعته بعد تجاوزه لجميع الامتحانات بتميز.


تعلم العناني جودة التفكير الجيد وتبادل الأفكار مع زملائه، ولم تكن النتائج المخبرية متوافقة مع النظريات العلمية السائدة وقتها.


مشرفه أسمعه أقسى كلمات في تاريخه، «يبدو أن عقلك من الدرجة الأولى ولكن يديك «خضراوتين بعد في التجارب المخبرية» فإذا كنت ترغب في استكمال رسالة الدكتوراة بعد الحصول على شهادة الماجستير عليك البحث عن جامعة أخرى».


«شلت حركتي بالكامل، وفضلت النوم قبل عودتي إلى بلدي فورا بعد أن شكلّت كلمات مشرفي فشلي الدراسي الأوّل في حياتي». ولكن وفي المنام رأيت احتمالية بعيدة...وهي أنّ من سبقوني في البحث في الموضوع كانوا على خطأ ولست أنا». وهنا تغيرت الأحداث، وحلمت حينها بالجواب فعقلي الباطن حلم بما قاله المشرف الذي هز عقلي ووجدت الحل».


ويقول بعدها عملت لأسبوع من دون توقف، ولم أر النتائج خلال الأسبوع خوفا من أن تكون سلبية فيتوقف حماسي للعمل ، بحثت بثلاث طرق، توصلت جميعها إلى الخطأ بالنظرية الأساسية، ويضيف ذهبت إلى مشرفي وأقنعته بنتائجي من باب أنه كان يعتقد بخطأ النظرية بالأساس، وراهن على قدراتي لأحل شيئا لم يكن من سبقوني قادرين على حله، ونتيجة لذلك عينت مدرسا في تلك الجامعة قبل الحصول على شهادة الدكتوراه.


ويؤكد العناني عشقه للتحديات، فهو يؤسس العمل دائما ولم يعمل بأي شركة قائمة، من ذلك عمله في معهد الكويت للأبحاث العلمية عام 1972 ،وكان من رواده، وعندما تركه عام 1984كان فيه نحو 1200 موظفا، 300 منهم حاصلين على الدكتوراة والماجستير.


ويتحدث عن أكبر تحدياته التي واجهته خلال عمله في مركز الأبحاث العلمية في الكويت، وقررت الدولة عزل أنابيب الغاز، ما يحتاج إلى شروط خاصة ودقيقة للعزل، إذ إن نقطة المياه الواحدة تسبب خسائر كبيرة، لمشروع عالي التكلفة.


حصل خلاف بين المقاول وشركة التأمين بعد أن أوشكت السفينة التي تحمل المواد الأولية المستخدمة في صناعة المادة العازلة على الغرق، إذ رفض المقاول الشحنة، وبدأ البحث عن طريقة للتأكد من عدم تسرب للأسطوانات الحملة للمواد الأولية الداخلة في صناعة المادة العازلة.


يقول العناني إن عبد الحليم حافظ هو من ساعده هذه المرة، بأغنيته «الريح بتصفر»، تلك الكلمات كانت مفتاح الحل، فالفلين السجين داخل أنبوب اختبار يمتص الضوء ويسخن مما يسخن الهواء المحبوس تحت قطعة الفلين في أنبوب الأختبار فيخرج صوت الصفير من الهواء الساخن.


العناني استبدل قطعة الفلين بقطع من المادة العازلة ولأطول فترة من الضوء، لدراسة العلاقة ما بين شدة الصوت الصادر مع أطوال الموجات الضوئية تطويرا لاستخدام جهاز جديد في ذلك الوقت وهو جهاز مقاس الطيف الصوتي، اكتشف على أثرها سلامة المواد العازلة وعدم تسرب المياه إليها، ثم عدل على الجهاز بطريقة طبية، ليساعد بمعرفة المرض وتشخيصه بواسطة النفس وكتب قصة بعنوان «بصمات الأنفاس» لأن الصدور الحاقدة مثلا تعطي أطيافا صوت ضوئية مختلفة عن الصدور الطاهرة..


وبالنسبة لمواصفات القيادي الناجح، يقول العناني إنه الإنسان الحقيقي، الذي يبتعد عن الغضب لأن نهايته الأسف والندم، ويقول إنه لم يغضب على مر الأعوام الطويلة، متبعا نظرية «لا تضف البارد إلى الساخن، بل العكس، لأن إضافة البارد إلى الساخن يعقد الأمور مثلما يحدث عندما نضيف الماء البارد إلى الزيت الساخن».


ويبين أن القائد الحقيقي لا يبحث عن تابعين، بل يكون الناس من حوله كالمغناطيس، ويتمكن من شد انتباه الجميع وجعل الحضور يرغب بالحصول على المعلومة.


ويقول إنه كاتب جيد باللغتين الانجليزية والعربية، إلا أنه يفضل الكتابة بالانجليزية لأن عدد قارئيه على الإنترنت قد فاقوا 600 ألف قارئ بيتهم قلّة قليلة من القراء العرب وأنّ غالبيتهم يعيشون في الدول الغربية.


يذكر بأن حملة قادة الأعمال هي احدى برامج مؤسّسة إنجاز، التي تنفذها المؤسّسة للسنة الثامنة على التوالي واطلقت لهذا العام بشراكة إعلاميّة مع جريدة الرأي. وقد بدأت مؤسّسة إنجاز أعمالها كبرنامج وطني عام 1999، لتصبح اليوم مؤسّسة مستقلة غير ربحيّة.


يذكر بأن حملة قادة الأعمال هي احدى برامج مؤسّسة إنجاز، التي تنفذها المؤسّسة للسنة الثامنة على التوالي واطلقت لهذا العام بشراكة إعلاميّة مع جريدة الرأي. وقد بدأت مؤسّسة إنجاز أعمالها كبرنامج وطني عام 1999، لتصبح اليوم مؤسّسة مستقلة غير ربحيّة.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة