السبت 2024-12-14 08:58 ص

الفن متعة حتى للمكفوفين

03:50 م

الوكيل - عيناها لا تبصران شيئا لكن عندما تمرر بربارا ابيل اصابعها على وجه منحوتة لبيكاسو في متحف الفن الحديث في نيويورك تتنهد مستمتعة.

غالبية زوار المتاحف يتوجهون اليه لمشاهدة معارض تقام فيه، لكن النسبة لمتحف الفن الحديث في نيويورك حب الفن يمكن ان يكون اعمى بكل ما للكلمة من معنى.
ففي كل شهر ترافق مجموعة تعاني من مستويات مخلتفة من فقدان البصر، دليلا متخصصا الى هذا المتحف الشهير في مانهاتن.
وتعتبر ابيل البالغة 62 عاما التي فقدت بصرها فجأة قبل عقد من الزمن ان برنامج 'آرت إنسايت' هو رابط ضروري لجزء حيوي من عالمها الذي كانت تخشى انه اختفى نهائيا.
وتقول مصممة الجواهر هذه متحدثة عن اهمية المتاحف في عملها 'مع هذا البرنامج اشعر فعلا باني على تواصل، انا على تواصل مع شيء لطالما احببته، شيء لطالما شكل حافزا لي'.
وخلال جولة هذا الشهر، زارت مجموعة مؤلفة من عشرين شخصا تقريبا معرضا بعنوان 'اينفاتينغ ابستراكشن 1910-1925'.
غالبية الاعمال المعروضة عبارة عن لوحات او رسومات هشة او رسومات فكان اللمس ممنوعا.
وكان ينبغي على افراد هذه المجموعة تاليا ان يعتمدوا على الدليل ..ومخيلتهم لتصور اعمال فاسيلي كاندينسكي وازيمير ماليفيتس واخرين من بدايات القرن العشرين، المحطمة للقواعد والتي يصعب وصفها.
امام كل عمل توقفت المجموعة ليس فقط للاستماع الى وصف الدليل الدقيق بل ايضا لاجراء نقاش حول معنى العمل الفني.
وقد امضت المجموعة وقتا طويلا امام منحوتة تعود للعام 1918 للفنان مارسيل دوشان ذات عنوان ملتبس عمدا 'لننظر (من الجانب الاخر من الكوب) بعين واحدة، عن قرب، على مدى ساعة تقريبا'.
كاري ماغي التي تشرف على برامج المتحف الموجهة الى المعوقين تقول ان المكفوفين كانوا اول من دعي لزيارة معارض المنحوتات في السبعينات.
بعدها اتخذ قرار بالسماح لهؤلاء الزوار برؤية اللوحات واعمال فنية اخرى لا يمكن لمسها.
وتقول 'غالبا ما كان علينا ان نبذل جهودا اضافية لاشراك حواس مختلفة في هذه التجربة'.
فعلى سبيل المثال عندما اتى زوار مكفوفون لرؤية احدى نسخ لوحة 'الصرخة' لادفارد مونش اعيرت الى المتحف، تمت دعوتهم الى تمثيلها مع الفم المفتوح واليدين على الوجه.
احدى المرشدين وجميعهم خبراء في الفن من خارج المتحف، قالت ان العمل مع اشخاص يعانون مشاكل في النظر، فتح عينيها.
وتوضح ديبورا غولدبرغ 'هذا الامر يساعدني على رؤية الفن بشكل افضل لان علي ان اصفه بطريقة مختلفة لامكنهم من ادراكه. فهم سيكتشفون اشياء نتجاهلها في كثير من الاحيان'.
الا ان التواصل المباشر الذي يوفره لمس منحوتة ما، لا مثيل له.
وبعد الجولة الاعتيادية وافق عاملون في المتحف على اقتياد ابيل الى معرض بيكاسو الذي يتضمن احدى اولى الخطوات في تطوير المدرسة التكعيبية وهو عبارة عن رأس برونزية تمثل عشيقة الفنان فيرناند اوليفييه.
وبدت على وجه ايبل علامات التركيز الشديد والاستمتاع فيما يدها اليسرى ابحرت مستكشفة تضاريس العمل.
وقد لمست الانف والوجنتين وقالت 'اني المس وجهها هنا' فيما زوجها يقول لها 'هل تشعرين بحدة انفها'.
وتؤكد ابيل 'المس ما يتم وصفه فيتحول واقعا بالكامل. لا زلت ارى ولا زلت استمتع بالفنون كما كنت افعل من قبل. فهناك نظر رائع في ذهن الانسان'.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة