الإثنين 2025-03-03 17:11 م

الفيلم الاسرائيلي’ زيتون’: حلم حق العودة على الطريقة الهوليوودية!

02:44 م

الوكيل - من يشاهد الفيلم الاسرائيلي الروائي الجديد للمخرج عيران ريكليس ‘زيتون’، يوقن بان فكرته ورسالته بمثابة جزء ثان لخطه الفكري الذي طرحه في فيلمه السابق ‘نهائي الكأس′ (1991)، ودعا من خلاله الى ضرورة الحوار والتعايش، أظهر فيه الفلسطيني والإسرائيلي على نفس القدر من المعاناة.

حيث تمحورت قصة الفيلم الاول حول جندي إسرائيلي (موشي ايفجي) وقع في اسر احدى المنظمات الفلسطينية في حرب لبنان عام 1982، ونجح الجندي في التواصل مع آسريه بفضل تشجيعهما لفريق ايطاليا في المونديال، ليعود ريكليس بفيلمه الجديد، ليروي لنا نفس القصة تقريباً، حيث استبدل الجندي بطيار إسرائيلي يقع في اسر الفلسطينيين واستبدلوا آسريه بالطفل الفلسطيني ‘فهد’، تربطهما علاقة شبه مستحيلة تنتهي بصداقة يصعب على المشاهد تصديقها.
عودة الرجل الابيض امناً وسليماً
في فيلم ‘زيتون’ يستعين عيران ريكليس بالممثل الامريكي ستيفين دورف ليلعب دور الطيار الاسرائيلي ‘يوني’ الذي تسقط طائرته في لبنان، ليؤسر على يد منظمة التحرير الفلسطينية، ويكون من بينهم ‘فهد’ ابن الثانية عشرة (عبدالله العقل) الذي يعيش في احد مخيمات اللاجئين، يتيم الام، قتل والده في غارة إسرائيلية ويعيش مع جده. ويسلط الفيلم في جزئه الاول الضوء على حياة الفلسطينيين الصعبة في المخيمات، ويبرز معاناتهم الحياتية، وواقع الحرب الاهلية في لبنان. يجند احد الفصائل الفلسطينية ‘فهد’ لصفوفها ويدربه مع مجموعه اطفال لتحرير فلسطين. بعد ان يقع ‘يوني’ في الاسر يقنع ‘فهد’ بان يخلي سبيله بشرط ان يأخذه معه لفلسطين، ليحقق الطفل امنية والده في زرع شجرة الزيتون في بيته المهجر. ويحمل ‘فهد’ معه مفتاح بيت عائلته، ليبدأ مشوار عودتهما لفلسطين /اسرائيل حسب تسمية كليهما لوطنهما المتصارع عليه. وقبل ان ينتهي بهما الحال في العودة تكون العلاقة بينهما قد تحولت لعلاقة صداقة او علاقة شبيهه بعلاقة اب وابن، يلعبان كرة قدم معاً ويساهم ‘فهد’ في شفاء ‘يوني’ ويحميه من الالغام. وهنا يقع الفيلم في مازق درامي حين يتحول ‘العدو’ الذي يتهمه ‘فهد’ بقتل والده منذ شهر الى ‘صديق’، فكيف انقلب ‘فهد’ على مبادئه وتغلب على كرهه للإسرائيلي بهذه السرعة، كيف لا وهو المتهم بقتل والده الذي مات نصب عينيه منذ شهر فقط، واقتنع بمساعدة الطيار الاسير بالعودة الى فلسطين رغبه منه في زيارة وطنه ولو لدقائق معدودة.
رغم ان الفيلم يعرض واقع الصراع الاليم، الا انه يقدم من خلال هاتين الشخصيتين صورة ‘الفلسطيني الجيد’ والإسرائيلي الجيد’، حيث ابرز انسانيتهما وسط جو مشحون ومحيط مليء بالشخصيات السيئة كقائد المنظمة الفلسطينية (اشرف فرح)، وسائق التاكسي اللبناني الانتهازي (لؤي نوفي)، والجندي الاسرائيلي الذي ينعت ‘فهد’ بالإرهابي الصغير، حين يصر على عبور الحدود ليصل الى بيته المهجر. فيحظى ‘فهد’ بحصانة ‘يوني’ وتتحقق ‘الاحلام’ البعيدة كل البعد عن الواقع الشائك. ليدخل الفيلم في خانة الافلام الامريكية التجارية التي تعتمد على المغامرات وقالب السرد الهوليوودي الكلاسيكي، اذ يتغلب الاثنان على كل الصعوبات وتكون مهمة وصولهما سهلة للغاية دون ان يتعرض لهما احد، فيصل ‘الرجل الابيض’ الى بيته وعائلته امناً وسليماً.

شجرة الزيتون تعود لوطنها
تعدت ميزانية ‘زيتون’ العشرة ملايين دولار، ساهم بها المنتج البريطاني جارت انولاين منتج الفيلم البريطاني ‘خطاب الملك’، واستعان بكاتب سيناريو فلسطيني، الا وهو نادر رزق الذي يحسب له انه طرح قضية حق عودة الفلسطينيين لوطنهم، وكانت مشاهد وجود ‘فهد’ في بيته المهجر مؤثرة للغاية، حيث يصل الى قريته ويفتح باب بيته ويزرع شجرة الزيتون التي ‘عادت’ لوطنها، في اشارة واضحة الى ان الصراع لن ينتهي الا بوجود حل عادل، وان هذا الحق يتناقل من جيل الى جيل.
شارك في الفيلم عدد من الممثلين الفلسطينيين في ادوار صغيرة اجادوا تجسيدها ومنهم: ميرا عوض في دور الطبيبة الفلسطينية، اشرف برهوم في دور فدائي فلسطيني، علي سليمان في دور جندي سوري، جوني عربيد في دور الاب، وطارق قبطي في دور الجد. وبرع بطل الفيلم الممثل الشاب عبدالله العقل (‘لبنان’، ‘الديليريم’) في تقديم دوره بإتقان وحيوية جذبت المشاهد ليتعاطف معه ويتابع الاحداث بتلهف، بعكس شريكه ببطولة الفيلم الممثل الامريكي ستيفن دورف الذي قدم دوراً باهتاً، ليس لديه ما يكفي من المصداقية والسبب الاساسي في ذلك جنسية صاحب الدور.
شريط سينمائي متوسط
ويبقى السؤال إن كان المخرج عيران ريكليس يستغل من جديد القضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي في فيلم تجاري، يغازل به شباك التذاكر في العالم؟ فهو حقق تواجداً مهماً في المهرجانات الدولية بأفلامه السابقة التي تناولت الصراع، مثل: ‘نهائي الكأس′ (سليم ضو ومحمد بكري)، و’العروس السورية ‘(كلارا خوري) و’شجرة الليمون’(هيام عباس)، خاصة ان افلامه البعيدة عن الصراع: ‘بليئوف’ و’مهمة مفوض الموارد البشرية ‘ لم تحقق النجاح الذي حلم به، فعاد الى حرب لبنان التي تناولتها افلام اسرائيلية جيدة، ابرزها ‘فالس مع بشير’ و’لبنان’، ولكن جاءت عودته هذه مكررة محايدة، جعلت من الفيلم شريطاً سينمائياً متوسطاً.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة