اعترف بأنني فشلت في اقناع اصدقائي الذين تولوا وزارة السياحة والاثار، بايجاد الجو التاريخي الذي احاط «بالقصور الصحراوية» فهي الآن تقف عارية وسط اليباب، مع انها كانت مواطن خلفاء بني امية.. عارية بلا نخيل، وبلا طلح وبلا عشرات انواع الشجر التي تنمو بشكل مدهش لمجرد وضع حواجز حولها ..
ونستطيع ان نلاحظ الغابة الطبيعية التي تحيط بمحمية الازرق التي تؤوي حيوانات المها، والغزلان والنعام في امكنة حياتها الطبيعية وحاجة المشاهد الى الصعود لأمكنة عالية وفرتها ادارة المحمية لرؤيتها بين الاشجار الكثة!!.
السائح لا يزور بلدنا من اجل رؤية الحجارة.. ولا يكفي ان نقول: ان عندنا مائة الف موقع اثري لنستقطب ملايين السواح، فبلدنا بلد السياحة الثقافية والدينية، وقد اضافت فعاليات اردنية مميزة الى ذلك السياحة العلاجية، وسياحة الاشتاء في العقبة والبحر الميت، وسياحة التأمل واكتناه لغة الصمت في وادي رم، وهذه انماط من السياحة بحاجة الى شعب يؤمن بأهميتها الحضارية، ويوفر للزوار الظل والمواصلات النظيفة والايواء والطعام والشراب .. الى جانب اللطف والكرم والاحترام.
آخر مرة زرت فيها احد القصور الصحراوية فوجئت بأن محاولاتي في اعادة الحياة والخضرة الى هذه المعالم لم تجد نفعا، فالقصر يربض في بلقع من الارض، لا ظلّ فيه ولا مكاناً مقبولاً لاستراحة قصيرة وسط هجير الصحراء، ولا نعرف اذا كان عري هذه القصور مقصودا، وله اسبابه الاثرية والسياحية، علماً ان خليفة اموياً متحضراً لا يقبل الاقامة ولو يوما واحداً وسط اليباب، وقد قرأنا لأحد المهتمين بالتاريخ ان التسمية العربية لهذا النوع من القصور هي: الحير!! وكانت استراحة لصيد حيوانات الصحراء او حيوانات تم استحضارها من اصقاع الامبراطورية العربية ومنها الاسود!! ونتذكر بيت الشعر المعروف:
أمعفر الليث الهزبر بسوطه
لمن ادخرت الصارم المصقولا؟!
فالخليفة او الامير لا يقبل توصيف حالة غير حقيقية بهذا الشعر الجميل، كأن يكون الليث جلداً محشواً.. بالقطن..
الحير هذه، وكانت ممتدة في صحراء الاردن وسوريا والعراق، كانت كذلك استراحات المسافرين على الطريق، وكانت مراكز مراقبة امنية، وكانت اديرة (من دير) يزرع فيها الرهبان العنب ويبيعون عصيره!!.
هي مناسبة لوزارة السياحة والآثار ان تقيم «حيراً» حول القصور الصحراوية.. وقد حضرت شخصياً عشاء فاخراً اقامته احدى شركات السياحة والسفر التي تستقبل نوعاً مميزاً من السياح..
.. وكان العشاء معداً في احدى الفنادق الكبرى.. وكانت الطاولات والمقاعد والزهور والشموع تملأ اليباب بكل ما في التحضر من اناقة وجمال!!.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو