الأحد 2024-11-24 13:38 م

المسؤول قدوة

12:58 م
تطفو على السطح بين الفينة والأخرى وقائع عجيبة، يكون أحد المسؤولين طرفا فيها، لكنه يظهر بشكل سلبي، حيث يطالب لنفسه أن يكون فوق القانون أو الآخرين، فأحدهم يطلب أن يتجاوز الدور، وآخر يريد ألا تقف سيارته مع الواقفين بإشارة شرطي المرور، وآخر لا يجيز أن يفتشه أحد عند دخوله أو خروجه من المطار.

هذه المشاهد متكررة عندنا وعند غيرنا، ومفادها أن هذا المسؤول –حفظه الله- لا يعي أنه قدوة للناس، وأن عليه أن يكون أول الممتثلين للنظام والقانون، وهذا ما تعنيه المسؤولية. أما من فهم أن المسؤولية قفز على قفا القوانين والأنظمة، كما تقفز الخيل عن الحواجز، فهذا يعني أننا قد فقدنا البوصلة، فإذا كان هذا المسؤول أو ذاك ممن يعشقون القفز عن الحواجز خارج دائرة سلطاتهم، فلنا أن نسأل: ماذا يفعل هذا المسؤول الأصيل داخل حيّز سلطته؟ سؤال بريء فقط، لا يحتاج إلى جواب.
في الدول المتحضرة والراقية، يقف أكبر المسؤولين في الطوابير، دون تمييز، ودون الحصول على أكوام لا متناهية من المجاملات، بل على العكس، إن كان محسنا يقال له أحسنت، وإن كان مسيئا يقال له أسأت. وقد رأيت بأم عينيّ مدير شركة ألمانية كبرى، ونائبته يقفان في طابور الغداء ككل العاملين في الشركة، دون أن يقدّمهما أو يلتفت إليهما واحد من الموظفين أو العاملين.
على المسؤول أن يفهم أنه وجد لخدمة الوطن والشعب، وهذا لا يعني أنه صار أفضل منهم أو متميزا عنهم، بل عليه أن يكون قدوة لهم في التزامه وتواضعه واحترامه للقوانين والأنظمة، وأن يضع مصلحة الوطن والشعب –لا مصلحته الشخصية- نصب عينيه. كما عليه أن يتخلى عن كثير من مظاهر(البريستيج) الخداعة، ولغة التعالي: إنت مش عارف مين أنا، أو مين بكون. يعني مين راح يكون حضرتك طرزان مثلا، أو سوبرمان، يا أخي كلنا لآدم، وآدم من تراب.
gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة