«المعارضة السورية، لم تربح الحرب، والنظام لم ينتصر»، هذه بضعة كلمات قالها، المبعوث الاممي للازمة السوري، ستيفان دي ميستورا، وهي كلمات اثارت عاصفة من الاتهامات ضده من جانب المعارضة السورية، والذي يقرأ تصريحات قادة المعارضة السورية، يكتشف ان تأثرهم بهذه اللطمة كان كبيرا.
لم يقل الرجل، الا الحقيقة، فالمعارضة السورية، فشلت كليا، سواء على الصعيد السياسي او العسكري، ولم تستطع ان تحسم الحرب لصالحها، مثلما لا يمكن لأنصار دمشق الرسمية ان يدعوا ان النظام قد انتصر، امام الأخطاء والجرائم التي تم ارتكابها.
مايمكن قوله فعليا، ان الخسارة الكبرى، نراها قد تنزلت على مستوى الشعب السوري، والدولة السورية، والبنى السياسية والاجتماعية والاقتصادية، داخل سوريا.
لكن المعارضة السورية، تخشى حصرا، من ان يكون هذا الكلام، بمثابة نعي للمعارضة السورية، والاتهامات التي سيقت بحق المبعوث الاممي، بكونه لم يعد حياديا، او ان الرجل بات روسياً، اتهامات لاتصمد امام الواقع، فحتى لو تمت اقالة دي ميستورا، او استقال بمحض ارادته، او تم استبداله، فأن أي خطوة من هذه الخطوات، لن تغير من الواقع شيئا، وستبقى ذات الاستخلاصات حاضرة، على لسانه او لسان غيره.
المعارضة السورية، تخشى بشكل واضح، ان تصبح خارج المشهد، مع التغيرات الميدانية والفعلية داخل سوريا، خصوصا، ان هناك ميلا عالميا واضحا، لتسوية الازمة السورية، بمعزل عن المعارضة وتطلعاتها.
مايمكن قوله هنا، دون سطحية، ان المعارضة السورية، التي تتنازعها جهات عديدة، في العالم، وتعد مظهرا لمعسكر يواجه معسكرا آخرا، يعد النظام السوري، احدى حلقاته، تواجه مصيرا صعبا، خصوصا، ان على الجميع، الاعتراف ان المشكلة ليست في تصريحات دي مستورا، بقدر كون الازمة السورية، في نهاياتها، وتم حسمها الى حد كبير لصالح النظام، الذي يخرج أيضا من الازمة، في أسوأ حالاته، و لا يمكن له أيضا، الادعاء انه انتصر في الازمة، فوق ركام السوريين، وحياتهم.
قد يكون النظام السوري، منتصرا بمعايير محددة، لكنه في المطلق لم ينتصر، وحين تستمع قبل أيام الى مقابلة صحفية لشخصية لبنانية تقول ان الرئيس السوري قد انتصر في الازمة، فأنك تعجب من هذا المنطق، الذي ما يزال يضع الرئيس في كفة، والشعب السوري، والدولة السورية في كفة أخرى، خصوصا، مع تجنب التقييمات لحجم الخسائر السياسية، والاجتماعية والاقتصادية، داخل سوريا، وهي تقييمات تريد حصر الهزيمة او الانتصار بشخص الرئيس فقط، دون مراعاة لما هو اهم، أي الشعب السوري، وما سيواجهه من وقائع.
ربما غضب المعارضة السورية، من تصريحات دي ميستورا ، يعود فعليا الى قسوة التقييمات، بحقها من جهة، والى أحساسها، بقرب فقد وظيفتها السياسية، أي مواجهة النظام السوري، وهذا على أي حال، امر واقع، كما ان تقييمات دي ميستورا منطقية، لانها اشارت أيضا الى ان النظام لم ينتصر، لكن الحقيقة الأكثر مرارة وراء هذه التصريحات، والتي ادركتها المعارضة، ان النظام برغم عدم انتصاره، في الحرب، الا انه مايزال يحكم سوريا، ومقاليد الأمور ماتزال بيده، حتى لو كان مهزوما أخلاقيا، او مدانا لاعتبارات كثيرة.
مايمكن استنتاجه ان المناخ العالمي، بات واضحا، من حيث ميله لتسوية الازمة السورية، سريعا، والأرجح ان المعارضة السياسية، ستخرج من اللعبة قريبا، مثلما ان المعارضة العسكرية، تخضع لتصنيفات، مابين إرهابية، او معتدلة، ولكل تصنيف حزمته التي سيعامل على أساسها، كما ان النظام الذي لم ينتصر في الحرب، اعيد انتاجه اليوم، ولايمكن الا الإقرار، بضعفه، وبوجود أزمات كبيرة، في طريقه، سيواجهها مابعد انتهاء الحرب.
الشعب السوري، وحده هو الخاسر.هذه هي الحقيقة الوحيدة الثابتة، وسط هذا التطاحن.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو