الأحد 2024-12-15 16:38 م

المعرفة .. وموجودات الوطن!

08:53 ص

.. الرقم كبير: 4350 مليون دولار حجم الاستثمارات غير الأردنية خلال الاثني عشر عاماً، ووظفت 65 ألف عامل.

رقم كبير، فاذا اضفنا اليه حجم الاستثمارات الوطنية، واكثرها مركز في المدن الصناعية، والمناطق الحرة، فالرقم يدعو الى التفاؤل الشعبي بدل هذا اللطم الذي تم توظيفه لخلخلة اسس الدولة الأردنية.. بداية من الربيع العربي.. الى سطوة داعش واخواتها على المنطقة.
لا نفهم لماذا لا تقوم المؤسسات الاقتصادية والاعلامية بأخذ ابنائنا الشباب، الى مراكز الصناعة والانتاج لوضع اصابعهم على ما في بلدهم من منجز.. هو في كل المقاييس موازٍ للطموح الوطني: ببناء وطن حرّ وشعب سعيد؟!
لم نتصور - ونحن نتابع- حجم موجودات المنطقة الحرّة الأردنية - السورية إلا حين افلت الزمام على الجانب السوري من حدود البلدين والمنطقة الحرة. وحين كان صناعيون يقدرون خسائر الأردنيين بمئتي مليون دينار، كنا نعتقد انها مبالغات الهدف منها التهرّب من حق الدولة في هذه الصناعات، لكن الذي عرفنا بعضه كان يدعو فعلاً الى الدهشة لان موجودات المنطقة الحرة كانت بمئات الملايين.. وهي كلها أردنية.
..علينا ان تأخذ شباب الجامعات، من الدارسين والمتخرجين بلا عمل، والمعنيين بفرص واعدة مستقبلية.. علينا ان نأخذهم الى المدن الصناعية، والمناطق الحرة والتنموية.. ليعرفوا ان في وطنهم ما هو اكثر من «النهب، والفساد»، وان البدء بالتفاؤل هو بداية العمل من اجل اردن مزدهر،.. رغم الصورة القاتمة للمنطقة. ورغم ارقام اللاجئين العرب في بلدنا من سوريا وفلسطين والعراق واليمن وليبيا.. ونحن هنا نتحدث عن ملايين الضيوف.
لا شيء يدعو الى «تصغير اكتافنا».. فهي عريضة وصلبة وقادرة على الاحمال الثقيلة.. لكن المعرفة وحدها هي التي تجلو السوداوية عن العيون، وجلد الذات الذي لم يؤد الى شيء منذ الهزيمة الاولى.
حين بدأنا في مطلع الستينيات من القرن الماضي تجربة معسكرات الحسين للعمل، وكنا في وسط التجربة. لاحظنا ان شباب المدن وهم يخيمون في قرى الشمال، وغاباته، وفي قرى الخليل وقلقيلية وطولكرم.. تأخذهم المفاجأة في جمال وسحر وطنهم فأصبحوا اكثر اقترابا منه، وزرعوا، وخضّروا الارض واخذوا تدريبات اولية عسكرية،.. ولقد سمعتها من شباب مرفّه لم ينم مرة واحدة تحت سماء الوطن:
كم ان الوطن جميل.
ندعو الى اخذ شبابنا الى مراكز الصناعة والخدمات، ووضع اصابعهم على موجودات الوطن واخراجهم من قمقم الوظيفة.. والتقاعد.. والتذمر.. والبحث عن المستقبل بالبحث عن سماسرة داعش. فالمعرفة، وفتح الافاق، وأهمية العمل الوطني، ليس في المظاهرة، وانما في المصنع والورشة: هي التي تفتح الباب امام مسيرة العمل والعطاء والازدهار.
نكبر ببلدنا. اما الزبد فيذهب جُفاءً.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة