الوكيل - عقد جلالة الملك عبدالله الثاني ورئيس جمهورية قبرص، نيكوس اناستياديس، جلسة مباحثات تناولت سبل تعزيز علاقات التعاون الثنائي في شتى الميادين، إضافة إلى التطورات الإقليمية.
وأكد الزعيمان، خلال جلسة مباحثات ثنائية تبعتها أخرى موسعة عقدت في القصر الرئاسي بحضور كبار المسؤولين، الحرص المتبادل على النهوض بما يجمع البلدين من علاقات.
وجرى، خلال المباحثات، بحث سبل البناء على نتائج زيارة الرئيس اناستياديس للأردن في شهر تشرين الثاني من العام الماضي، ومتابعة ما نتج عن المنتدى الاقتصادي الأردني القبرصي، الذي استضافته المملكة في ذات الفترة، من تفاهمات واتفاقيات بين القطاع الخاص ورجال الأعمال في كلا البلدين، وبما يخدم مصالحهما المشتركة.
وفي تصريحات بداية جلسة المباحثات الموسعة، أكد جلالة الملك تطلع الأردن لتمتين وتوسيع آفاق العلاقات مع قبرص في مختلف المجالات، ولا سيما في القطاعات التجارية والاستثمارية والطاقة وتكنولوجيا المعلومات والسياحة.
وفيما يلي تصريحات جلالة الملك: 'فخامة الرئيس، السادة الحضور، باسمي وباسم الوفد المرافق والشعب الأردني، أعبر لكم عن الامتنان بوجودي هنا في قبرص. إنني فخور للغاية بعمق الصداقة التي امتدت لسنوات بين بلدينا، والتي نمت وتعززت بمرور السنوات، خاصة في الفترة الأخيرة.
حدثت عدة تطورات منذ لقائنا الأخير في الأردن؛ فقد نمت أواصر الصداقة بيننا كقيادتين، وقد أظهرتم دعما كبيرا لنا فيما يتعلق بتحدي اللاجئين، إذ كنت، يا فخامة الرئيس وبلدكم قبرص، من أبرز الأصوات المنادية لمساندة ما نواجهه في الأردن بسبب تحدي اللجوء السوري. كما أشكركم على دعمكم الكبير لنا داخل الاتحاد الأوروبي، وهو الأمر الذي نقدره عالياً في الأردن، حكومة وشعباً.
إننا متفائلون جداً بمستوى التقدم الملموس في التعاون الاقتصادي بين بلدينا، ووجود سفارة للأردن هنا لهو دليل على عزمنا على المضي قدماً في تعزيز التعاون الثنائي. إنني على قناعة بأن التحدي المشترك الذي يجمعنا، في هذه الفترة، هو غياب الاستقرار في الإقليم، وهو الأمر الذي يقوي العمل بيننا، ليس الأن فقط، بل لأجيال قادمة.
لقد رأيت كيف استطاع العديد من المسؤولين في بلدينا العمل معا، وفي أذهانهم فهم واضح للتحديات التي تحيط بنا وبأجيال المستقبل. وأنا ممتن لهذا التعاون، خاصة لما ذكرتموه حول مبادرتنا والمعروفة 'بلقاءات العقبة' (والتي جمعت العديد من رؤساء الدول والشخصيات لتوحيد الجهود في الحرب على الإرهاب). إن لدينا الأن شريك قوي في قبرص عندما يتعلق الأمر بالتصدي للتهديدات العالمية، وفي مقدمتها الإرهاب.
وعند الحديث عن تحدي غياب الاستقرار في الإقليم، فقد ذكرتم موضوع اللاجئين، وقد كنتم في غاية الكرم في هذا الشأن، إذ قمتم بمساعدتنا على عدة مستويات. وأنا على علم بالدور الذي تقوم به قبرص في نقل صوت الأردن للاتحاد الأوروبي، وتحديدا فيما يخص تبسيط قواعد المنشأ مع الاتحاد الأوروبي، وبما يساعدنا على التخفيف من الظروف الاقتصادية، ليس للاجئين فقط، بل ولشعبنا الأردني.
ومن جهة أخرى، نتابع الأحداث الأخيرة في سوريا، ونأمل أن تسهم الجهود المبذولة إقليميا ودوليا في تحسين الأوضاع والمضي قدماً بالاتجاه الصحيح. ليس من السهل الوصول إلى حلول سريعة للوضع في سوريا أو العراق، لكن يجب أن نستمر في حث جميع الأطراف على التقدم للأمام.
كما أن قبرص تقوم بدور مهم في دعم إيجاد حل للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، فلطالما كنتم وحكومتكم صوتاً قوياً وداعماً للتقريب بين الدول، والحث على إيجاد حل لهذا الصراع. ونحن نثمن عالياً دور بلدكم في هذا الشأن، وآمل أن يتاح لنا مناقشة ذلك بالمزيد من التفصيل خلال لقائنا اليوم.
وحول القضية القبرصية، فقد كان موقفنا قويا تاريخيا إزاء ذلك، وسوف يكون لنا دائما الموقف ذاته. فنحن لن نتخلى عن أصدقائنا أبداً، ويسعدنا دائماً أن نقف إلى جانبكم.
أتطلع قدما لمناقشة العديد من القضايا خلال لقائنا، وأعتقد أن رئيس الوزراء يود مناقشة العديد من المشاريع الإقليمية معكم، والتي من شأنها التقريب أكثر بين بلدينا.
والأمر الأهم، والذي طالما ميز العلاقة بين بلدينا هو ما يجمع شعبينا، في الجانب السياحي وغيره. ينظر الأردنيون إلى الشعب القبرصي بكل تقدير واحترام، وأعلم أن هذه العلاقة متبادلة. وأنا سعيد للغاية لأكون معكم اليوم. ونحن على يقين أن مستقبل العلاقة بين البلدين سيكون أقوى وأفضل'.
وكان الرئيس القبرصي عبر في تصريحات له استهل بها المباحثات عن ترحيبه بزيارة جلالة الملك، والتي تشكل دافعا لعلاقات أقوى بين البلدين.
وفيما يلي تصريحات الرئيس اناستياديس: 'جلالة الملك، أصحاب المعالي، يشرفني ويسعدني أن أرحب بكم في قبرص، هذا البلد الذي تربطه بكم علاقات تاريخية. إن زيارتكم اليوم، والتي تأتي بعد الزيارة التي قمت بها إلى الأردن أخيرا، تمثل محطة مهمة في علاقاتنا الثنائية، وتمنحنا دفعة قوية لتعميق التعاون بيننا.
لقد عمل الأردن وقبرص، خلال السنوات الماضية، على فتح صفحات جديدة في العلاقات بين البلدين، حتى غدت هذه العلاقات قوية، ليس بسبب الجغرافيا فقط، بل لإسباب عديدة. فعلاقتنا ترتكز إلى الصداقة التي تجمع شعبينا، إضافة إلى العلاقة التي تربطنا كقيادتين، والتي أقدرها عالياً. أضف إلى ذلك الروابط التاريخية وأهدافنا المشتركة حاضراً ومستقبلاً. وأنا على يقين بأن افتتاح السفارة الأردنية في قبرص سيسهم بشكل إيجابي في هذا المجال.
إن أهدافنا المشتركة والمتمثلة في إرساء السلام والأمن والاستقرار في منطقتنا المضطربة هي في غاية الأهمية. فبلدينا يشعران بالقلق إزاء صعود وتيرة التطرف والإرهاب والحروب الأهلية. ولهذا السبب، فإننا مشتركان في تبني نهج الاعتدال، وعازمان على الوقوف معاً لدعم الاستقرار في الإقليم.
إن الأردن يشكل بلدا محوريا في منطقتنا. فهو في الصفوف المتقدمة في الحرب على الإرهاب، وقد عانى بلدكم وكان في بعض الأحيان ضحية للإرهاب. وهو مستمر في تأمين الملاذ، وبمستوى لائق، لما يزيد على 3.1 مليون لاجئ، سوري ليتحمل بذلك عبئا كبيرا على شعبه واقتصاده وأمنه. وهذه حقيقة تستحق التقدير والدعم من المجتمع الدولي.
إن قبرص، وبصفتها شريكا وصديقاً للأردن، ستستمر في دعم بلدكم سياسيا ودبلوماسياً، حيث قمنا بتقديم الدعم لجهودكم في الحرب ضد الإرهاب، وهي الحرب التي لا بد أن نكسبها. ومن ذلك دعمنا للقاءات التي عقدت تحت رعايتكم في مدينة العقبة مع عدد من رؤساء الدول وكبار المسؤولين في العالم لتوحيد الجهود في الحرب على الإرهاب. وكما قلتم جلالتكم أكثر من مرة، فإن الفوز في هذه الحرب أو الخسارة فيها سيؤثر على منظومة الأمن العالمي، وعلى مستقبل القرن الواحد والعشرين.
جلالة الملك، أؤكد لكم أن قبرص وغيرها من دول الاتحاد الأوروبي تعمل بكل التزام من أجل التقريب بين الاتحاد ودول الشرق الأوسط. وهذا التعاون هو على درجة عالية من الأهمية الاستراتيجية، خاصة وأن الشرق الأوسط هو الجار الأقرب للاتحاد الأوروبي، وما يشمل ذلك من روابط ثقافية واقتصادية وسياسية مشتركة.
جلالة الملك، أصحاب المعالي، الأصدقاء الأعزاء، إن نشر السلام في منطقتنا هو واجب على الجميع، وقبرص تعي ذلك. وفي هذا الصدد، أود أن أعرب عن تصميمنا للعمل، وبدون كلل، للوصول إلى تسوية شاملة ومستدامة لمشكلة قبرص، وذلك بناء على قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، والاتفاقيات المبرمة.
وفيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط، اسمحوا لي جلالتكم أن أشيد بجهودكم الدؤوبة كداعم للتوصل إلى تسوية شاملة وعادلة ودائمة للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وقيام دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة على أساس قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، لتعيش بسلام إلى جانب إسرائيل، وبما يعزز أمن واستقرار الإقليم.
جلالة الملك، أرحب بكم مرة أخرى في قبرص، وأؤكد لكم الحرص على دعم العلاقات بين بلدينا'.
وتطرقت المباحثات الموسعة للزعيمين، التي حضرها رئيس الوزراء، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، وأمين عمان، والسفير الأردني في قبرص، وعدد من كبار المسؤولين القبرصيين، إلى المستجدات الإقليمية والدولية وسبل التعامل معها ضمن تنسيق وتشاور بين مختلف الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي، وبما يسهم في تحقيق السلام وتعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وكان الرئيس اناستياديس أقام مأدبة غداء تكريما لجلالة الملك والوفد المرافق.
وجرت لجلالته، لدى وصوله القصر الرئاسي، مراسم استقبال رسمية، حيث عزفت الموسيقى السلام الملكي الأردني والسلام الوطني لقبرص، واستعرض جلالته حرس الشرف الذي اصطف لتحيته.
وكان سمو الأمير فيصل بن الحسين أدى اليمين الدستورية، بحضور هيئة الوزارة، نائبا لجلالة الملك.(بترا)
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو