وسلم جلالة الملك، خلال الحفل الذي حضره سمو الأمير غازي بن محمد كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية، والمبعوث الشخصي لجلالته، الشهادات والميداليات للفائزين بالجائزة المنبثقة عن مبادرة "أسبوع الوئام العالمي بين الأديان"، التي كان قد طرحها جلالته أمام الدورة الـ 65 للجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر أيلول عام 2010، وتم تبنيها بالإجماع في شهر تشرين الأول من العام نفسه من الأمم المتحدة.
وتمنح الجائزة، التي أسستها مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي عام 2013، لأفضل أول ثلاث فعاليات أو نصوص تسهم بترويج أهداف أسبوع الوئام العالمي بين الأديان، الذي تم تحديده بأول أسبوع من شهر شباط من كل عام.
وفاز بالجائزة الأولى مبادرة كيب تاون من جنوب إفريقيا، حيث تحتفل المبادرة سنويا بفعالية "الصلاة من أجل مدينتنا"، وأقيمت الصلوات هذا العام في مدينة كيب تاون، بالتعاون مع مبادرة "مجتمعات مليئة بالإيمان والحب والأمل"، من أجل مواجهة التحديات الاقتصادية.
وتسلم الجائزة بالنيابة عن المبادرة الدكتورة بيريس بير جارجان، والدكتور جيمس إيلمان.
كما فاز بالجائزة الثانية لجنة حوار الأديان في روما، التي تم إنشاؤها عام 1998، بهدف تعزيز المشاريع التعليمية ذات البعد الثقافي والحفاظ على فعالية حوار الأديان في مجتمع يسوده السلام، وركزت أعمال اللجنة على دعم عملية الدمج الاجتماعي والتعليم والفنون والصحة من منظور الأبعاد الدينية والثقافية المتداخلة والمشتركة.
وتسلم الجائزة بالنيابة عن لجنة حوار الأديان في روما، الدكتور أليساندرو بازوني، والأستاذة ماريا إنجيلا فالا.
وفازت بالجائزة الثالثة مناصفة مبادرة الأديان المتحدة (دائرة التعاون البرازيلية)، وحملة الوئام بين الأديان في سيريلانكا.
وبدأت مبادرة الأديان المتحدة (دائرة التعاون البرازيلية) عملها عام 2004، من خلال تأسيس منصة مشتركة مع الحكومة البرازيلية للسياسة الوطنية لحقوق الإنسان، من أجل نشر التنوع الديني.
أما "حملة الوئام بين الأديان في سيريلانكا" التي أقيمت من قبل منظمة الأمم المتحدة للصداقة في سيريلانكا، فقد طرحها الدكتور الدكتور وارناكولا آراشيرالاج ديشابريا سام ويتاتنج، عام 2019 لتعريف سيريلانكا بمبادرة "أسبوع الوئام العالمي بين الأديان"، حيث تضمنت بعض أنشطتها الصلاة التأملية، ومسيرات الوئام بين الأديان، وندوات حول الوئام الوطني والديني نحو الاستدامة، والحفاظ على البيئة.
وتسلم الجائزة بالنيابة عن مبادرة الأديان المتحدة، إيلياندو دا سيلفا ناسيمنتوا، وديفيد غوميز دا سيلفا، فيما تسلمها عن منظمة الأمم المتحدة للصداقة في سيريلانكا "حملة الوئام بين الأديان في سيريلانكا"، الدكتور وارناكولا آراشيرالاج ديشابريا سام ويتاتنج، وراميش بيريس.
وفي كلمة لفضيلة الشيخ الدكتور علي جمعة المفتي السابق لجمهورية مصر العربية، التي ألقاها بالنيابة عن المحكمّين للجائزة، قال إن لجنة التحكيم تستقبل كل عام طلبات لنيل هذه الجائزة المحترمة، وهم يقدرون كل الجهود التي يبذلها جميع المتقدمين، ويعتقدون أن من قام بالأعمال الصالحة هم الفائزون الحقيقيون، وقد وصل في هذا العام عدد الطلبات إلى نحو 1400 طلب، اختير منها 3 هي أولاها وأقدرها في معايير دقيقة موضوعة في هذا الشأن.
وتابع مخاطبا جلالة الملك، "إن الله إذا أحب عبدا نادى في الملأ الأعلى، إني أحب فلانا فأحبوه، فيأخذون هذا حتى يصلوا فيه إلى الأرض فيلقي الله محبته في قلوب الناس، وقد رأينا قلوب الناس قد أحبتكم فأبشروا بها من بشرى فإن الله سبحانه وتعالى يرضى عنكم برضاه ويؤيدكم بمدده ويوفقكم دائما إلى ما يحب ويرضاه".
بدورها، لفتت الفائزة الأولى الدكتورة بيريس بير جارجان، في كلمة لها بالنيابة عن الفائزين، إلى أهمية تسلمهم لـ "جائزة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لأسبوع الوئام العالمي بين الأديان" لعام 2019، التي تعد حافزا لهم للمضي قدماً في عملهم، وتوفر منصة عالمية لنشر رسالة الوئام وحب الآخر في كل مكان، معربة عن عزمهم على الاستمرار في هذه المهمة والوصول إلى الأفضل.
وقالت "علينا أن ندرك سهولة استغلال الدين لأغراض سياسية"، داعية إلى اليقظة والوضوح في مفهومي الوئام والعيش المشترك، لأن أي شيء يفرق بين الناس يتعارض كلياً مع مفاهيم الوئام والعيش المشترك والمحبة.
وأضافت "واجبنا أن نسأل دائمًا: أين المحبة؟ وعلينا أن نتذكر دائماً أن القيادة الروحية والقيادة السياسية بإمكانهما أن يجتمعان في قائد واحد. وشهدنا مثالا على ذلك في رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن بعد هجمات كرايست تشيرش المأساوية، ونشهد ذلك هنا، في أسلوب قيادتكم العالمي، يا جلالة الملك، وفي رسالتكم المستمرة والتي تدعو إلى تحقيق الوئام بين الأديان."
وأكدت "أن الجائزة الحقيقية تكمن في الاعتراف بعملنا. وهذه الجائزة ليست لنا فقط بل هي لكل رجل وامرأة وطفل يحلمون بغد أفضل وحياة كريمة مبنية على مبادئ العدالة والشمولية."
واختتمت كلمتها بتوجيه التحية للشعب الأردني قائلة "لقد تغيرت حياتنا نحو الأفضل بسببكم".
وتترأس سمو الأميرة أريج غازي، لجنة تحكيم الجائزة التي تضم في عضويتها، غبطة البطريرك كيريوس ثيوفيلوس الثالث، بطريرك المدينة المقدسة وسائر أعمال الأردن وفلسطين، وفضيلة الشيخ الدكتور علي جمعة، المفتي السابق لجمهورية مصر العربية، وسيادة المطران منيب يونان أسقف الكنيسة الإنجيلية اللوثرية، والشيخ أسامة السيد الأزهري، البروفيسور في جامعة الأزهر، والأب نبيل حداد، المؤسس والمدير التنفيذي لمركز البحوث لتعايش الأديان في الأردن، والدكتور منور المهيد، مدير مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي.
وترتكز فكرة أسبوع الوئام بين الأديان على العمل الرائد لمبادرة كلمة سواء، والتي انطلقت في عام 2007، حيث دعت العلماء المسلمين والمسيحيين للحوار بناء على وصيتين أساسيتين مشتركتين وهما "حب الله وحب الجار" من دون المساس بأي من المعتقدات الدينية الخاصة بهم. وتعدّ هاتان الوصيتان في صميم الأديان السماوية الثلاث، لتوفر بذلك أصلب أرضية دينية عقائدية ممكنة.
وحضر الحفل رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومستشار جلالة الملك، مدير مكتب جلالته، وعدد من العلماء المسلمين ورجال الدين المسيحي.
وفي مقابلات صحفية، قالت ممثلة لجنة حوار الأديان في روما ماريا إنجيلا فالا، "فخورون أن نكون هنا ونتسلم جائزة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لأسبوع الوئام العالمي بين الأديان" 2019، من جلالة الملك، ونحن نمنح هذه الجائزة بكل سرور إلى أصدقائنا من مختلف الأديان التي نمثلها، ورسالتنا للجميع أن يتعاونوا لأن هذه الجائزة تمثل بداية عمل لنا جميعا".
وأعربت عن تقديرها لجهود جلالة الملك في تعزيز الحوار بين الأديان، مؤكدة أهمية جائزة أسيزي (مصباح السلام) التي تسلمها جلالة الملك قبل أسابيع، وقالت "هي مهمة بالنسبة لنا لأن المصباح يشع للبشرية، وجلالة الملك يمثل ركنا أساسيا بالنسبة للحوار بين الأديان".
وقال ممثل منظمة الأمم المتحدة للصداقة في سيريلانكا، ديشابريا سام ويتاتنج، الذي أطلق حملة الوئام بين الأديان في سيريلانكا، إن استلام الجائزة اليوم من جلالة الملك يعد إنجازا مميزا، ونعتبرها تقديرا لجميع العاملين على تحقيق السلام، مؤكدا أن إطلاق الجائزة يمثل جهدا عالميا مميزا لجلالة الملك.
وأضاف "نحن ملتزمون بالعمل لتحقيق السلام وتعزيز الحوار بين الأديان وتحقيق العدل"، مشددا على أن هذه الجائزة والمبادرة المميزة، ستذكر البشرية بأهمية العمل لأجل السلام واستدامة السلام لمصلحة الشعوب.
وقال عضو مبادرة الأديان المتحدة من البرازيل، ديفيد غوميز دا سيلفا، "الجائزة شرف كبير لنا في مبادرة الأديان المتحدة، لأننا تسلمناها من جلالة الملك عبدالله الثاني، صانع السلام".
وأعرب عن فخره بهذا التكريم كونه يحمل معاني كبيرة تدفع لمواصلة العمل لأجل السلام، مضيفا "لا توجد كلمات تعبر عن مقدار شكرنا لجلالة الملك".
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو