قبل ا?زمة المال?ة العالم?ة بسنوات، بدأت تخرج أصوات حكوم?ة وشعب?ة تطالب بضرورة ا?عتماد على الذات، والتخلي عن فكرة الحصول على المنح
والمساعدات المال?ة الخارج?ة، العرب?ة وا?جنب?ة.
الدعوات المطالبة بتخف?ض ا?عتماد على الخارج، تؤمن أن الفكرة تُضعِف استق?ل?ة القرار، بما ف?ھ الس?اسي، وتبقي ا?ردن تابعا.
الصوت ارتفع بشكل غ?ر مسبوق في فترة النمو ا?قتصادي 2007-2004، حتى جاءت ا?زمة المال?ة في الربع ا?خ?ر من العام 2008، فعادت المطالبة
بالمنح لتتصدر المشھد، باعتبارھا حاجة ملحة لتجاوز تبعات ا?زمة الثق?لة.
في فترة النمو، كانت ا?رقام تؤشر إلى تراجع المنح والمساعدات بح?ث لم تعد تشكل إ? نسبة قل?لة من إجمالي الموازنة العامة، وبلغت أدنى مستو?اتھا في
العام 2007، بق?مة تبلغ 304 م???ن د?نار من أصل موازنة حجمھا 4 مل?ارات د?نار.
جاءت ا?زمة، وصدمت المسؤول?ن المحل??ن والعرب وا?جانب. واختلفت التق??مات محل?ا؛ إذ رأى البعض أنھا فرصة لن تُعوض، معتقدا أن ا?ردن س?ستف?د
منھا. ك?ف؟ ? أحد ?دري.
بالمحصلة، جاءت النتائج كارث?ة، وبدأت المؤشرات تشھد تراجعا كب?را، ?س?ما تلك المتعلقة بحوا?ت العامل?ن في الخارج، وا??رادات الس?اح?ة. ودخل
النمو في حالة تباطؤ، أضعف قدرة ا?قتصاد على تول?د فرص العمل.
في تلك الفترة، تجددت المطالبات وا?من?ات بالحصول على مساعدات ومنح عرب?ة، تساعد على التخف?ف من تبعات ا?زمة العالم?ة. وبالفعل، حصل ا?ردن
في ح?نھ على منح سعود?ة بق?مة مل?ار دو?ر.
لم تكد تنتعش ا?مال بإمكان?ة تجاوز ا?زمة، حتى بدأت ثورات 'الرب?ع العربي' من تونس. لكن الضربة القو?ة من ھذه الثورات جاءت من مصر، خصوصا
بعد انقطاع الغاز القادم منھا، والذي ?عتمد عل?ھ البلد واقتصاده بشكل كلي ?نتاج الطاقة.
الضربات التي جاءت متتال?ة، تزامنت مع ضعف أداء حكومي في تحق?ق إص?حات داخل?ة توفر إ?رادات إضاف?ة للخز?نة، وتقلص حجم ا?نفاق الذي ارتفع
بشكل ملحوظ نت?جة إعادة الھ?كلة التي خضع لھا القطاع العام، وا?ستجابة لكث?ر من المطالب العمال?ة المال?ة التي نشطت في ظل 'الرب?ع' مسجلة رقما ق?اس?ا
في عددھا.
بالمقارنة ب?ن تبعات ا?زمة العالم?ة و'الرب?ع العربي'، كان ا?خ?ر أكثر قسوة. وتوسّعت مشكلة ا?ردن إلى حدود الخطر، لدرجة وضعت ا??دي على القلوب
خش?ة من تھد?دات تطال ا?ستقرار المالي والنقدي، وصو?ً إلى تكرار أزمة العام 1989، رغم أنھ الس?نار?و الذي لم ?كن مستبعدا إبان ا?زمة العالم?ة
وبعدھا، لكن بدرجة أقل بكث?ر.
مع كل ھذه التطورات، أصبح ا?قتصاد على الحافة، وبدأ الجم?ع بمن ف?ھم رافضو فكرة المساعدات الخارج?ة، ?تمنون الحصول عل?ھا، باعتبارھا ا?داة
ا?سرع وا?كثر فاعل?ة لحما?ة ا?قتصاد من التدھور.
دعم الفكرة أ?ضا عدم الثقة با?مكانات المحل?ة لحل أزمة الطاقة؛ فمشار?ع ھذا القطاع التي تساعد في تخف?ف ا?عتماد على الغاز المصري، كانت إما
موضوعة على الرّف أو متأخرة، ما أدخل البلد في دوامة أزمة كلفتھا ال?وم?ة تبلغ خمسة م???ن دو?ر.
ھكذا، لم ?عد أمام المطالب?ن بوقف ا?عتماد على الخارج إ? ا?ستس?م، خصوصا أن ا??رادات المحل?ة تراجعت أ?ضاً عن المقدر.
في ا?ثناء، أشعل أطفال درعا شرارة الثورة السور?ة. واتسع مدى الصراع في الجارة الشمال?ة، مشك?ً ضربة جد?دة لفكرة ا?عتماد على الذات، بعد أن فاق
عدد ال?جئ?ن السور??ن كل التوقعات، متجاوزا نصف مل?ون ?جئ. بل تضاعفت الحاجة إلى منح خارج?ة لمساعدة ا?ردن على مواجھة ھذا التحدي الذي قفز
بالنمو السكاني، بشكل مفاجئ، بحوالي 10 % من إجمالي السكان.
لم تساعد الظروف على إنجاح فكرة ا?عتماد على الذات؛ إذ جاء الفشل بدا?ة بعد ا?زمة العالم?ة، وتلقت بعدھا ضربة قاض?ة من 'الرب?ع العربي' جعلت
المساعدات مكونا أساس?ا في الموازنة العامة، وموردا رئ?سا ل??رادات، وكأن المنح الخارج?ة قدر ?صعب التخلي عنھ
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو