عندما يصل الامر لتجميل الصورة، فان الجوهر سيفتقد الكثير، ومن هنا وجب التنويه والتنبيه!
لنبتعد قليلاً عن التحليل الفني لمباراة المنتخب الوطني ونظيره السنغافوري في افتتاح التصفيات الاسيوية، ولنركز على جانب اخر لا يقل اهمية، والحديث هنا عن «الانقلاب» السريع في الاراء وتضاعف عبارات الثناء والاشادة بالمنتخب عقب الفوز الاخير بخلاف ما كان عليه الحال بعد الخسارة امام العراق وعُمان في تصفيات المونديال.
يصر البعض حتى اللحظة على التقليل من شأن المنتخب الوطني وجهازه الفني، ويعتبر ان الفوز على سنغافورة ومن قبله اندونيسيا ودياً ليس مقياسا لتأكيد «الصحوة» على اعتبار ان المنافسين «متواضعين» فنياً، فيما عاد البعض الاخر الى طريق الاشادة والتهليل تحت شعارات «حمد أصلح خطأه» و»النشامى استعادوا الذاكرة» و»الروح دبت من جديد»!
لنقف دقيقة حياد الان، فالمنتخب لم يكن في غرفة الانعاش حتى يعود للحياة من جديد، وهو لم يظهر بأبهى صورة امام سنغافورة لينال كل هذا المديح، فالقصة باختصار ان «النشامى» ما يزالوا كما عهدناهم مع اختلاف التفاصيل.
في لقاء العراق وعُمان، قدم المنتخب الوطني مستوى طيب ووصل الى مرمى المنافس بشكل حقيقي واستحق الفوز على «اسود الرافدين» بلا شك، لكن الحظ وقف حائلاً امام النقاط، وانسحب الامر على قمة مسقط، وقدم المنتخب كل ما يملك وفقاً لجاهزية اللاعبين بدنياً وفنياً، لكن تراجع مستوى البعض رجح كفة اصحاب الارض وحسم الموقف.
نعود الى مواجهة سنغافورة الاخيرة، وهنا اجزم ان الجهاز الفني كان سيحقق الفوز بنتيجة كبيرة ايضاً حتى لو لعب بثنائي في «الارتكاز»، والحديث عن الطريقة الهجومية التي لعب بها حمد كانت قصة وهمية بهدف تحميل المدرب العراقي أخطاء المرحلة الماضية، والاشارة الى ضعف سنغافورة لم يكن سوى محاولة يائسة للحد من تطلعات النشامى و»تقليص» حجم سعادتهم بالفوز الهام، ذلك ان المنافس سبق ونجح بالفوز على المنتخب في عهد فنجادا، كما حل ضيفاً ثقيلاً على رجال حمد في عمان وبالكاد خسر 1/2 بتصفيات كأس اسيا 2011، وقد حقق الشهر قبل الماضي لقب بطولة التحدي القارية بمشاركة عدد من المنتخبات المتطورة هناك.. اذاً وجب علينا احترام الخصم وتقدير الفوز الذي تحقق.
نعم، لم يقدم المنتخب أسوأ مستوياته امام عُمان، ولا شك بأنه لم يظهر بافضل حال امام سنغافورة، ومن الملاحظات الفنية في المباراة الاخيرة هي ضعف الخيارات الهجومية امام فريق متكتل دفاعياً، لكن النقطة الايجابية تكمن في النجاعة التهديفية، حيث سجل المنتخب من نصف الفرص التي اتيحت له، وهذا حدث ايضاً امام اندونيسيا.
الفوز الكبير على سنغافورة لا يعني ان المنتخب بات جاهزاً لموقعة اليابان الشهر القادم، وخسارة النشامى امام «ابناء الساموراي» -لا قدر الله- لن تغير الصورة التي رسمها المنتخب لنفسه في القارة الاسيوية مؤخراً، وعلينا ان نكون اكثر واقعية ونقدر الامور وفقاً للمعطيات، وذلك لا يحرمنا من التفاؤل.
بصورة عامة، أكد حمد عقب لقاء سنغافورة انه مرتاح لمستوى المنتخب وللاسماء التي يعتمد عليها حالياً، ونحن ايضاً ندرك ان القائمة الاخيرة لا تحتاج «لاعادة فرز»، وتوافق الشارع الرياضي عليها يصل الى نسبة (75%)، ويبقى الخلاف على بعض الاسماء الغائبة وعدد من الحاضرين، من هنا يبدو بان النشامى في الطريق الصحيح.
بداية موفقة في تصفيات كأس اسيا، والمشوار نحو المونديال لم ينته بعد، وعلى الجميع ان يقف بمسؤولية تجاه النشامى سواء على صعيد الاتحاد أو الجماهير أو وسائل الاعلام، وان نتذكر دائماً بان المنتخب يمثل الوطن، فهو ليس منتخب اشخاص!
الرأي
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو