بعيدا عن الهم والتيارات السياسية ،تجري انتخابات نقابة الصحفيين غدا الجمعة، بانشغال المرشحين والمقترعين بالهم الخدماتي، ومعالجة التحديات التي ستواجه الصحفيين والصحف اليومية بالتحديد في الايام العصيبة القادمة، مرورا بهموم المهنة، التي اصبحت في عرف العاملين «مهنة من لا مهنة له»، تحت مسميات عدة، ومؤسسات ومواقع لا تعد ولا تحصى، بسبب القوانين، أو الرخاوة في تطبيقها من النقابة والحكومة، خوفا من وجع الرأس ،الذي قد يسببه المحتجون والطارئون على الاعلام ،تحت عنوان الحريات ،والتوصيات الخارجية والداخلية، بعدم الزامية العضوية في نقابة الصحفيين، مع انها حتمية وضرورة في النقابات الاخرى.
من يجروء عن الانقاذ ،ويعمل لاجل المهنة والنقابة، هو من يستحق الصوت، نقيبا ونائبا وعضوا، بعيدا عن اللمز والغمز والمحاصصة، والوعود البراقة الغائبة عن واقع مؤلم، يزداد اسودادا، ليس بفعل المجالس السابقة والمستقبلية، بل من فعل ايدينا نحن الصحفيون ،الذين نشهد تراجعا اداريا ومهنيا ،في المؤسسات الاعلامية العامة والخاصة ،بتصرفاتنا ، والسماح بالتدخل في الاعلام ومؤسساته ،ولا نقصد الحكومة بالتحديد ،بل عابري السبيل والمعلنين ومالكي الاسهم، لان الغاية ارضاء الجميع على حساب المهنية والمصلحة، ما ادى للتقهقر، وتبدل الحال، من صحف واعلام منتج وفاعل، الى اللهاث خلف لقمة العيش ان وجدت، دون طموح بمكتسبات تتلاشى شيئا فشيئا ،تحت وعود نهايتها كلام في كلام ، أو كلام الليل يمحوه النهار.
من يجروء على تنقيح الجداول، وحماية المؤسسات الاعلامية من عبث المالكين ،ويأخذ حق النقابة في الاعلان من كافة المؤسسات ،والغاء باب العضوية لمن هم دون الشهادة الجامعية ،وتحت ضغوط التوسط، والكتب المفبركة، وتحديث شروطها لضم المستحقين، وابعاد المتسلقين، ويعيد البريق للمهنة والمهنية، ويمنع التطفل عليهما، ويحمي الاعضاء بالحق والقانون، دون تساهل من أجل الاصوات والمصالح.
الانغماس في العمل ،سيقود لاعادة النقابة لتتبوأ موقعها الفاعل في الدولة ،وبين النقابات ،واخراجها من غرفة الانعاش - كما يقول البعض - التي رضينا بها ،لنقوم باعمال ضمن صلاحية المجلس واللجان، بعيدا عن الاجواء المشحونة هنا وهناك ،نعيد ترتيب الاوراق والاولويات، من العضوية والتدريب والاستثمار، والتأمين الصحي والمجالس التأديبية ،والفعل الثقافي والمهني.
نشارك بفاعلية في حراك وفعاليات المجتمع، بعيدا عن التنظير، نناقش الاقتراحات والقوانين بصوت متزن، نقارع بالحجة والمنطق، بعيدا عن المناكفة، وتسجيل المواقف، تحت المعنى الخاطئ لـ «انصر اخاك ظالما او مظلوما « ،فكما للصحفي حق، فاللناس حقوق، وذلك حماية للمهنية والمجتمع، من التشهير والابتزاز ،والتزاما بقوانين ارتضيناها، ومواثيق شرف وضعناها.
الايام القادمة قد تعيد النقابة - حسب قصد البعض - الى مكانتها، فاذا كانت الانتخابات ستقود للتغيير، فعلى الجميع المشاركة بها، ولكن ما نخشاه ان لم نحسن الاختيار، ان نعود ونقر «كما تكونوا يول عليكم» فلا نطعن بالسابقين لانهم خيارنا ،كما سيكون القادمون خيارنا ايضا.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو