السبت 2024-12-14 05:28 ص

انتظروا محمد صلاح في الدوري الأسباني قريبا !

11:29 ص

معقول؟ .. ضرب من الجنون .. مبالغة ليست في محلها .. من المؤكد أن هذه كانت ردة فعلك عند قرائتك لعنوان هذا المقال، ولكن صدقني، قد تجد هذا العنوان وبجانبه كلمة “رسمياً” بدلاً من “انتظروا” قريباً في صدارة الصحافة الإسبانية عبر آس أو سبورت أو ماركا أو موندو ديبورتيفو !.


الحديث عن ارتداء لاعب عربي وبالتحديد مصري لقميص برشلونة أو ريال مدريد كان ضرباً من الجنون في الماضي القريب، هذا صحيح، ولكن في وجود محمد صلاح، فهذا الأمر ليس مستبعداً على الإطلاق ولا يوجد به أي مبالغة.

ابن المقاولون العرب المصري أثبت بما لا يدع مجالاً للشك، رغم صغر سنه، أنه لا يوجد سقف لطموحاته وأنه قادر على تحقيق إنجازات خيالية لم يحلم بها أي متابع كروي مصري أو عربي.

محمد صلاح حمل المنتخب المصري على أكتافه في مشوار تصفيات مونديال روسيا، فشارك في الأهداف السبعة التي سجلها الفراعنة، بواقع 5 أهداف و2 أسيست، مما يدل على أنه قائد ولاعب قادر على تحمل مسئولية فريق كامل.

ليس هذا فحسب، بل لعب صلاح دوراً بطولياً في مباراة الكونغو العصيبة، وسجل هدفاً أول من عبقرية فردية، فحول نصف فرصة إلى هدف، ثم جاءت الدقيقة 94 ومنتخب بلاده بحاجة إلى هدف واحد ليبلغ روسيا، وأمام 80 ألف مناصر مصري ومنافس قدم مباراة رائعة وربما كان أفضل من رجال كوبر، وفي وسط كل هذه الظروف، ينجح صلاح في التسجيل من ركلة الجزاء ليهدي بلاده أغلى هدية بالعودة إلى المونديال بعد غياب 28 عاماً.

قد تبدو لقطة تسجيل صلاح لهدف التأهل إلى المونديال كاللقطة الأبرز على الإطلاق في مباراة الثامن من أكتوبر، ولكن اللقطة الأهم والأكثر قيمة بالنسبة لي هي الروح والإصرار والإيمان والعزيمة والتحدي التي أبداها صاحب الـ 25 عاماً بعد دخول هدف الكونغو قبل نهاية الوقت الأصلي بأربع دقائق فقط !.

أي تحمل مسئولية، أي شخصية، أي عناد، أي روح، أي تصميم هذا !، في الحقيقة، محمد صلاح قدم مباراة ملحمية على ملعب برج العرب وأثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه لاعب عالمي ومن طينة الكبار وليس مُستبعداً تحقيقه لأي إنجاز جديد في المستقبل القريب.

محمد صلاح استطاع كذلك أن يبرهن على أنه صفقة رابحة بالنسبة لليفربول هذا الموسم، فهو أفضل لاعب في الريدز هذا الموسم بدون منازع من خلال أهدافه والدور البارز الذي يلعبه وحصل على جائزة لاعب الشهر في أغسطس وسبتمبر عن جدارة واستحقاق.

لاعب بازل وتشيلسي وفيورنتينا وروما السابق لا يقل –في نظري على الأقل- عن الكثير من لاعبي برشلونة وريال مدريد الحاليين وأراه أفضل مثلاً من عثمان ديمبيلي وافد برشلونة الجديد ولوكاس فاسكيز جناح الميرينجي، وبالتالي فإن رؤيته بالقميص الأبيض أو الأحمر والأزرق ليس من ضرب الخيال، بل قد يصبح حقيقة واقعة قريباً في حال واصل صلاح مستوياته المبهرة والمقنعة مع النادي والمنتخب.

أفضل لاعب في أفريقيا .. أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي .. وغيرها من التحديات التي تنتظر الفرعون المصري خلال الفترة المقبلة، ولكنها ليست أكبر من عزيمة وإصرار “أبو مكة”، الذي هو ليس فقط لاعباً كبيراً ويملك إمكانيات فنية وتكتيكية وتهديفية غير عادية، فهو إنسان ملتزم أخلاقياً ولاعب منضبط وقدوة حقيقية لكل شباب جيله.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة