الثلاثاء 2025-03-04 09:42 ص

بانتظار "ما بعد الطلاب الملثمين"!

06:00 ص

لم نستمع إلى تصر?حات س?اس?ة، ولم نرَ تحركات من قبل المسؤول?ن بشأن ما حدث في جامعة البلقاء التطب?ق?ة، أول من أمس؛ وكأنّ

استخدام الس?ح في الجامعات، والمشاجرات الجماع?ة، وإصابة الط?ب والطالبات، أصبح حدثاً اعت?اد?اً، وأمراً طب?ع?اً متوقّعاً في
!جامعاتنا
ل?س مھمّاً أن نرى مئات الشباب الملثم?ن، وأغلبھم من الط?ب، في جوار أسوار الجامعة، ?حملون ا?سلحة الب?ضاء والخف?فة؛ و? أن
?حدث إط?ق النار داخل أسوار الجامعة، طالما أنّ الدولة صمتت قبل ذلك، وتجاھلت ق?ام مسلّح?ن في المحافظة نفسھا، وغ?رھا من
المحافظات، باقتحام قاعات الثانو?ة العامة وانتھاك حرمتھا، وإخراج المراقب?ن من القاعات، ولتُكسّر ق?مة امتحان الثانو?ة العامة التي
!بق?ت مصانة عقوداً طو?لة، بما ?عني انھ?اراً للمركز ا?خ?قي للدولة في ع?ون المواطن?ن
ثمّ ?حدثونك عن ھ?بة الدولة، وتُحوّل إلى القضاء العسكري مجموعة من الشباب الذ?ن ?طالبون با?ص?ح، أو الذ?ن كانوا ?نشرون شعار
'رابعة'، بتھمة تقو?ض النظام، ب?نما تقف الدولة عاجزة مكبّلة أمام تلك الظواھر المرعبة التي تفتك بھ?بة الدولة وأخ?قھا، وتضرب بق?م
س?ادة القانون عرض الحائط. فانتشار مثل ھذه الظواھر والتراخي معھا، وعدم الجد?ّة والشجاعة في مواجھتھا، ذلك ھو الذي ?قوّض
!النظام، قانون?اً وأخ?ق?اً وس?اس?اً وثقاف?اً
ھل ثمّة لغز في موضوع عنف الجامعات؟! ھل جاء من فراغ؟! أم أنّھ نت?جة منطق?ة وطب?ع?ة لس?اسات 'الت?عب' بالتعل?م العالي،
وا?ستھتار باستق?ل?تھ وق?متھ وأھم?تھ، وتراجع ق?مة ا?دارات الجامع?ة ومعا??ر المسؤول?ن عنھا، حتى وصلنا إلى لحظة ?تم ف?ھا
!اخت?ار رؤساء الجامعات على قاعدة الوجاھات والوساطات، وبعضھم ? ?خرج من مكتبھ خ?ل ال?وم، و? ?عرف ما ?دور في جامعتھ؟
كم من مؤتمرات وخلوات واجتماعات عُقدت لمناقشة العنف الجامعي؟! بل كم وث?قة علم?ة مدروسة قُدّمت في تحل?ل أسباب الظاھرة،
وتحد?د استرات?ج?ات الع?ج؟! لكن ما النت?جة إلى ال?وم؟ الجواب: نحن ندور في الحلقة المفرغة نفسھا، كما الحال بشأن أزماتنا ا?خرى،
!?نّنا ? نر?د أن نطبّق الع?جات الحق?ق?ة، و? أن نتعامل بجد?ّة مع ھذه الظواھر التي ? نقدّر حجم خطورتھا ونتائجھا الكارث?ة
بل ھنالك، دائماً، 'من ?ضع العصي في الدوال?ب'، كما ?حدث مع كل محاولة إص?ح في أيّ مجال، بالقول: 'إنّ ھنالك حقوقاً مكتسبة،
وفئات مستف?دة من ھذه ا?وضاع، و? نستط?ع ال?وم تغ??ر المسار'. وكأنّ ھذا 'الجواب'، الذي بتنا نسمعھ عند الحد?ث عن قانون
ا?نتخاب، وعن تدھور القطاع العام، وعن أي ملف من الملفات ا?خرى، ھو بمثابة 'الوصفة السحر?ة' ?جھاض أي محاولة ل?ص?ح
!والتغ??ر في ھذه المجا?ت
إذا كنّا ? نستط?ع التغ??ر، فعل?نا من ا?ن أن نقرأ على جامعاتنا الس?م، وننتظر مرحلة 'ما بعد الملثّم?ن'؛ ربما 'الدكاترة المسلّح?ن'!
و?قودنا ذلك إلى توج?ھ السؤال إلى رئ?س الوزراء ووز?ر التعل?م العالي، وكبار المسؤول?ن في مؤسسات الدولة ا?خرى: ھل تجاوزنا
'نقطة ال?عودة'، أم أنّنا ما نزال نستط?ع الق?ام باستدارة، بل بثورة ب?ضاء حق?ق?ة، للتخلص من ا?مراض الفتّاكة التي أصابت
!جامعاتنا؟
لن نتحدث عن أسباب الظاھرة، و? عن مستو?ات الع?ج، فھو ك?م مكرور ومجتر، وھنالك وثائق مدروسة واضحة بشأنھ. فقط ما
نر?ده ھو قرارات س?اس?ة جر?ئة، وإرادة حاسمة، وشخص?ات أكاد?م?ة مؤھلة مستقلة، لوضع خطة الع?ج الذي ?حتاج إلى مراحل
!وسنوات، للتخلص من التراكمات الحال?ة، والخروج من ھذا النفق المظلم


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة