السبت 2024-09-21 08:38 ص

بذخ غير مبرر

08:13 ص
بالرغم من معاناة الموازنة العامة من عجز مالي غير مسبوق وبالرغم من المديونية الكبيرة  التي يعاني منها بلدنا إلا أن بعض الوزراء والمسؤولين لا يراعون ذلك أبدا ويصرون على التصرف وكأننا دولة لديها فوائض مالية كبيرة فلا يعقدون ندواتهم أو مؤتمراتهم الصحفية أو خلواتهم إلا في فنادق الخمسة نجوم ضاربين عرض الحائط بالتكاليف المالية التي تترتب على ذلك وسيقوم المدراء الماليون في وزاراتهم ودوائرهم ومؤسساتهم بتسديد الفواتير من الميزانية المقررة لهم  والتي يصل بعضها إلى عدة آلاف  من الدنانير . 

وحتى لا نتحدث في العموميات فسنعطي أمثلة على ما نقول من الواقع .
قبل عدة سنوات احد الوزراء لا يجتمع مع كبار موظفيه  في مقر الوزراة بل يأخذهم إلى حمامات ماعين كي تعقد الإجتماعات في الفندق الموجود هناك وهو من فئة الخمسة نجوم ونحن نعرف جميعا كم هي الأسعار مرتفعة في هذا المنتجع سواء للنوم أو الأكل أو الخدمات المساندة .
بعض الوزراء يقومون بعقد إجتماعاتهم وخلواتهم  في مدينة العقبة وفي أحد فنادق الخمسة نجوم الموجودة هناك ويذهب المشاركون في هذه الإجتماعات بالطبع في الطائرة أو يعقدون هذه الإجتماعات والخلوات  في أحد فنادق البحر الميت وخزينة الدولة هي التي تدفع التكاليف .
والسؤال الذي يسأله الجميع هو : ألا تصلح القاعات الفخمة الموجودة في الوزارات أو الدوائر الحكومية لعقد هذه الإجتماعات والخلوات أو  قاعات المركز الثقافي الملكي أو مركز الحسين الثقافي أو المدينة الرياضية وكلها قاعات فخمة ومؤهلة لهذه الإجتماعات والخلوات والندوات  ؟ . 
عندما تكون دولتنا ترزح تحت مديونية كبيرة وعندما تخرج مسيرات هل يجوز أن يتصرف الوزراء والمسؤولون  بهذه الطريقة من البذخ واللاأبالية وكأننا دولة بترولية لديها فوائض مالية لا تدري كيف  تصرفها  أو تتصرف بها ؟ .
الأردن هو وطننا جميعا ومن المفروض أن نخاف عليه وأن نكون حنونين في تعاملنا معه وأن نحافظ على منجزاته التي تعتبر منجزات عبقرية إذا قسناها بإمكاناته المحدودة أما أن نتصرف ببذخ وبلا مسؤولية فهذه مسألة مرفوضة شكلا ومضمونا .
إن القدوة الحسنة لنا في هذا البلد يجب أن تكون القائد الذي لا هم له إلا راحة المواطن الأردني وهو يؤكد دائما سواء في كتب التكليف السامية أو في كل توجيهاته على ضرورة التخفيف على المواطنين وهو يجوب العالم من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه ليلتقي مع رؤساء الدول ومع المستثمرين لإقناعهم بالقدوم إلى الأردن للإستثمار من أجل أن يخلق فرص عمل للأردنيين .
علينا أن نتقي الله في بلدنا وأن نحافظ على مكتسباته وإنجازاته لأنه بلدنا وبلد أبنائنا من بعدنا .
gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة