الأحد 2024-12-15 15:38 م

بغداد: زيارة سريعة نرجوها مثمرة

07:49 ص

أنھت الحكومة، ممثلة برئ?سھا د. عبدا? النسور وعدد من الوزراء، ز?ارة سر?عة لبغداد أمس، نتمنى أن تكون مف?دة للطرف?ن. إذ ما

.?زال بعض الملفات عالقاً ب?ن البلد?ن، رغم توفر حسن النوا?ا لدى كل?ھما
تحر?ك الم?اه الراكدة ضرورة، وحسم بعض القضا?ا مھم، لتطو?ر الع?قة ب?ن الجار?ن اللذ?ن ?حم?ن تار?خاً ?شھد على استرات?ج?ة
.التعامل ب?نھما على مدى عقود طو?لة
أبرز المطروح ال?وم ھو مشروع خط النفط والغاز ب?ن البلد?ن، والذي تبرز حاجة ك? الطرف?ن للمضي قدما ف?ھ. فف?ما ?بحث العراق عن
نافذة لتصد?ر نفطھ، ?بدو ا?ردن، بب?ئتھ ا?منة وخبراتھ، قادرا على تحق?ق ھذا التطلع. ھذا عدا عن الحاجة ا?ردن?ة نفط?ا ومال?ا، ممثلة
.بمصدر آمن للطاقة، وموارد مال?ة؛ ?وفرھما الجانب العراقي
.ما أسمعھ من مسؤولي الطرف?ن ?ؤكد توفر الرغبة. ب?د أن ذلك ? ?منع أن ?كون ا?تفاق منصفاً لكل?ھما
عمان من جانبھا تتحفظ على العرض المقدم من بغداد حول ق?مة رسوم عبور النفط؛ باعتبار أن 2 سنت للبرم?ل، بق?مة إجمال?ة تبلغ 50
.مل?ون دو?ر سنو?ا، غ?ر منصفة للمملكة، ف?ما تتراوح ھذه الق?مة ضمن المعا??ر العالم?ة ب?ن 7.5-2 دو?ر للبرم?ل
ھنا ?ستحق ا?ردن، كأي شر?ك، أن ?عامل بعدالة. ا?مر الذي ?ستدعي تقد?م عرض مختلف من الطرف العراقي، قد ? ?صل الحد
.ا?على، لكنھ ?كون بالتأك?د غ?ر مجحف بحق ا?ردن
الجزئ?ة ا?خرى التي ?لزم التوصل إلى حلول بشأنھا تتعلق بكم?ات النفط التي ستُورّد من خ?ل الخط. فالحد?ث ال?وم عن تصد?ر مل?ون
برم?ل ?وم?ا، منھا 150 ألف برم?ل ل?ستھ?ك المحلي، ف?ما ?ذھب الباقي للتصد?ر. و? أعرف إن كان ثمة ما ?منع ز?ادة ھذه الكم?ات
.وصو? إلى مل?وني برم?ل ?وم?ا، طالما أن المشروع س?ُنجَز
ا?مر برمتھ بحاجة إلى نظرة عم?قة من الطرف العراقي، إن كان ?سعى بحق إلى تعم?ق الع?قات ا?قتصاد?ة مع ا?ردن. وا?خ?ر
بدوره مطلوب منھ دعم المشروع وعدم المماطلة في اتخاذ القرار، مع ا?خذ بع?ن ا?عتبار ضعف تأث?ر الس?اسة في المعادلة، بعكس ما
?عتقد البعض. وھو ما ?جعل مصالح الطرف?ن أولو?ة، و?دفع إلى تسر?ع تنف?ذ المشروع، والتوق?ع على ا?تفاق?ة الخاصة بھ، حتى نلمس
.خطوات جد?ة وحق?ق?ة في ھذا المجال
ثمة قض?ة أخرى قد?مة جد?دة، الظاھر أنھا لم تُطرح خ?ل الز?ارة الحكوم?ة السر?عة ا?خ?رة، تتمثل في الملف العالق ب?ن البلد?ن منذ
سقوط نظام صدام حس?ن، والمتعلق بالد?ون المستحقة ل?ردن على الجانب العراقي. ھذا رغم الوعود العراق?ة المتتال?ة بالسداد، وتعاقب
.الحكومات في البلد?ن
وتقدر ق?مة الد?ن بحسب المسؤول?ن ا?ردن??ن، بحوالي 1.4 مل?ار دو?ر، تشمل المبلغ ا?صلي مضافا إل?ھ الفوائد. وفي واحدة من
.جو?ت التفاوض، تنازل ا?ردن للعراق عن ق?مة الفوائد وق?متھا 400 مل?ون دو?ر، أم? في تحص?ل المبلغ ا?صلي، وھذا ما لم ?حدث
التلكؤ العراقي في التسد?د ?ستند إلى أن ھذه التزامات كانت زمن النظام السابق، وأنھا تخضع ?تفاق?ة بار?س التي ألغت جم?ع د?ون
.العراق. لكن حجة ا?ردن للمضي بالمطالبة قو?ة، وتقوم على أنھا أموال بنك مركزي، ? تخضع لتلك ا?تفاق?ة
حسم ھذا الملف، في ھذا الوقت تحد?داً، إذ ?عاني ا?ردن من ضائقة مال?ة ھي ا?كبر في تار?خھ، ھو أمر مھم، وس?ؤشر بقوة إلى أن
صفحة جد?دة فتُحت تمحو كل الماضي، خصوصا لو اعتنى الطرفان بز?ادة التبادل التجاري الذي تراجع خ?ل السنوات الماض?ة،
.لصالح ارتفاعھ مع دول مثل ترك?ا وإ?ران
لم ?أتِ رئ?س وزراء أردني خ?ل السنوات القل?لة الماض?ة إ? زار العراق، حتى في أحلك الظروف. وفي إحدى المرات، توجھ وفد
رسمي أردني إلى بغداد على متن طائرة حرب?ة. لھذا الحد ا?ردن حر?ص على العراق، كحرص ا?خ?ر أ?ضاً على ا?ردن، فلماذا ?تعثر
الس?ر في حلحلة القضا?ا العالقة؟
الوفد العائد من بغداد، أكد أن أجواء الز?ارة مر?حة وا?نطباعات إ?جاب?ة، وثمة تفاؤل أردني بامكان?ة إحداث فرق، لكن التفاؤل ?بقى
.مرھونا بتنف?ذ الوعود مستقب?
.ز?ارة النسور خاطفة، لكن نرجو أن تكون مثمرة، ومختلفة عن سابقاتھا


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة