السبت 2024-12-14 08:28 ص

بماذا تعثّرنا؟!

10:52 ص

من طموح وتوق إلى الحر?ة والتحرر والشعور بالكرامة والخ?ص من ظلمات ا?ستبداد ووحشة الفساد، إلى بحور من الدماء وا?ش?ء

وم???ن المھّجر?ن ومح?طات الفوضى والتخبط؛ ھي صورة 'الرب?ع العربي' ال?وم لدى المواطن?ن العرب! فبماذا تعثّرنا حتى انقلب الحلم إلى
كابوس، والوعد إلى وع?د، وا?مل إلى خوف؟!
بالضرورة، نحتاج إلى دراسات معّمقة لتحد?د ما حدث خطأ في 'الرب?ع العربي'، وف?ما إذا كان ما نراه ال?وم ھو جزء من طب?عة الص?رورة
التار?خ?ة، كما حدث مع الثورات في تار?خ البشر?ة والحضارة الغرب?ة، قبل أن تصل إلى مرفأ ا?مان وا?ستقرار والطر?ق الصح?حة؛ أم
أنّنا أمام 'طر?ق خاصة' للمسار العربي، ما نزال نبحث عنھا لتحد?د المعالم التي تقودنا إلى التغ??ر والنھضة والحر?ة من جد?د!
جوھر الخلل في أنّنا أردنا اختصار مآ?ت الثورة والحر?ة والد?مقراط?ة في 'صوت' ?وضع في صندوق ا?قتراع؛ وأقمنا مؤسسات-ھ?اكل
تمث?ل?ة من دون بناء وعي جوھري وحق?قي بماھ?ة ھذه المؤسسات ووظائفھا، وكذلك حال الثقافة التي تمثّل الدعامة الحق?ق?ة لھا، لكنھا غائبة
تماماً عن الواقع الراھن.
ھذا ا?ختزال المخّل الخط?ر لجوھر 'الرب?ع العربي'، ض?ّع ا?ھداف الحق?ق?ة المتوّخاة منھ. فالد?مقراط?ة ھي ثقافة ومنظومة متكاملة، ?
تنفصل عن بعضھا؛ وصندوق ا?قتراع ? بد أن ?ؤدي إلى مؤسسات وسلطات تدرك تماماً طب?عة العقد ا?جتماعي؛ والق?م السائدة تقوم على
ھ?منة القانون وتتأسس على مبدأ المواطنة. وھنالك عجلة اقتصاد?ة تفرز مصالح مرتبطة بالتغ??ر المطلوب، وبناء نظام س?اسي د?مقراطي
جد?د. وب?ن ھذا وذاك، ? بد من فّك ا?شتباك ب?ن الد?ن والس?اسة بصورة توافق?ة وطن?ة عامة، تحّد من الصراع ا??د?ولوجي-الھو?ّاتي الذي
ساھم في ا?طاحة بالحلم الد?مقراطي العربي!
الد?مقراط?ة بوصفھا بناًء س?اس?اً لن تثبت وترسخ على أبن?ة اجتماع?ة وثقاف?ة واقتصاد?ة مناقضة لھا، متعارضة مع مضمونھا؛ ما ?عني
أنّنا عندما نفّكر في الرب?ع الس?اسي، ف? بد أن ?تزاوج ذلك مع رب?ع اقتصادي وثقافي، حتى تتغ?ّر وتتطّور ثقافة المجتمع نفسھ. وھو ما
?تطلب بدوره، أ?ضاً، تحر?كاً لعجلة ا?قتصاد، لتحر?ك إدراك الطبقات الوسطى والفق?رة لمصالحھا التي تتناقض مع دولة ا?ستبداد والفساد.
وھذا ? ?مكن أن ?تم إذا كان ا?قتصاد القائم ھو 'ا?قتصاد الر?عي'؛ أي أن الدولة تتحّكم بالموارد المال?ة وأغلب النشاطات ا?قتصاد?ة، أو
?عتمد المواطن في ح?اتھ ال?وم?ة على الحكومة!
قراءة 'الرب?ع العربي' من ھذا المنظور متعدد ا?بعاد، ?مكن أن توفّر لنا مفتاحاً مھماً لتشر?ح ما ?حدث في اللحظة الراھنة. ففي مصر،
?تجاوز دور الج?ش الجانب العسكري إلى المساھمة في نسبة كب?رة من ا?قتصاد المصري، وھو ?تحكم بمقال?د السلطة التي تسمح لھ بالتأث?ر
وتبادل المصالح مع نخبة رجال ا?عمال، ما ?منع أي تغ??ر س?اسي ?ضّر بمصالح ھذه الطبقة الس?اس?ة.
وربما ذلك، أ?ضاً، ?فّسر قدرة الدول التي تمتلك اقتصادات رعو?ة مت?نة قو?ة، على تجنّب موجات 'الرب?ع العربي' إلى ا?ن، إذ إنّھا وظّفت
'البحبوحة' المال?ة بصورة كب?رة ?جھاض أي محاو?ت للتمرد والعص?ان والثورة.
تتضافر مع ھذه ا?سباب عوامل أخرى لعبت دوراً كب?راً في إجھاض 'الرب?ع'، مثل إشكال?ة الع?قة ب?ن الد?ن والدولة، التي تمثّل التحدي
ا?ھم ف?ما ?تعلّق بسؤال ا?س?م الس?اسي، ومفھوم الدولة. وھناك بالتأك?د أجندات إقل?م?ة ودول?ة 'تفرمل' المسار التحرري الشعبي العربي!
ھل ?عني ذلك نھا?ة المطاف ومقتل الحلم؟ بالتأك?د ?. لكنّھا مرحلة من مراحل ص?رورة تار?خ?ة، ترتبط بإرادة الشعوب وإدراكھا لمصادر
التھد?د والتحدي الحق?ق?ة.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة