السبت 2024-12-14 07:28 ص

تحصين مؤسسات الرقابة

08:51 ص

تبديل المواقع في بعض مؤسسات الرقابة–ديوان المحاسبة ومكافحة الفساد والمظالم–لفت النظر مجددا الي مبدأ تحصين هذه المؤسسات واستقلاليتها بصرف النظر عن شخوص شاغلي المواقع القيادية فيها.

انشغل الرأي العام مجددا بقضية التغيير في قيادات مؤسسات الرقابة ولم يكن ليشمل لو لا الجدل الذي انتقل من أروقة صنع القرار الي الصحافة.. لكن الضجيج لم يمنحنا فرصة التمييز ما إذا كان التعاطف انصرف الي الأشخاص أم الي المؤسسات.
بلا شك حصد رئيس ديوان المحاسبة النصيب الأوفر من التعاطف فهو من جهة أعاد الي الأذهان التقرير الأخير للديوان الذي أظهر نقدا ذا جرعة أكبر للحكومة مع أنه برأي غالبية المتابعين لم يحمل خروجا عن النمط الذي سارت عليه التقارير السابقة فيما عدا اهتماما زائدا من الإعلام في حينه ومن جهة أخرى فقد كان لحساسية موقع رئاسة ديوان المحاسبة أثر في هذا التعاطف أضف الي العلاقات الجيدة التي يتمتع بها رئيس الديوان مع النواب وقد برز ذلك بوضوح في بيانات وتصريحات الاسبوع الفائت ومع عدد من الإعلاميين الذين وجدوا فرصة للانقضاض علي الحكومة.
التغيير سنة الحياة لكن الأسباب والتوقيت ظلت دوما في محل خلاف خصوصا وأن القرار ليس إعفاء من المسؤولية ولا إحالة علي التقاعد ولا هو إنهاء خدمات بل مناقلة بين مؤسسات رقابية لا يقل أحدها أهمية عن الآخر الأمر الذي يبرئ المنقولين من صفة التقصير أو الخطأ الذي يستحق النقل باعتباره عقوبة.
المسألة برمتها تحتاج الي حسم تبعية هذه الأجهزة الرقابية وتحصينها من التأثيرات بغض النظر عن جهتها لتقوم بالدور المطلوب منها بحسب القانون وانسجاما مع الدستور.
هذا يعود بنا الي سؤال مهم وهو هل نحن مع المؤسسة أم الأشخاص الذين يديرونها.. بلا أدنى شك المؤسسية تفوز دائما لكن أيضا فإن هذه المؤسسة أو تلك لا يمكن أن تنجح لو لم تدر من أشخاص أكفياء يتمتعون بالنزاهة والحياد.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة