الوكيل - تحقيق مجدي الباطية - تصوير احمد ابو جعفر - في قلب العاصمة عمان ، ينتشرن بين المارة ، بالعشرات ، في اشكال وهيئات مختلفة ، بعضهن منقبات ، واخريات في ملابس ملفتة .
تنتشر المركبات على جنبات الطريق ،'الزبائن' من مختلف الاعمار والجنسيات ، حيث يصطفوا للتفاوض على السعر والمكان .
يختلف السعر بين الواحدة والاخرى ، حسب طبيعة العرض والطلب ، والرغبة والمكان ، احداهن طلبت عشرة دنانير مقابل جولة بالمركبة ، لا يسمح لك ان ترى جسدها فيها ، ولكن 'بالاخر بتكون مبسوط' ، هكذا قالت خلال 'التفاوض' معها .
مائة دينار مقابل ساعة كاملة ، وتستطيع ان تحصل على كامل جسدي ، قالت واحدة اخرى ، ولكن لا مجال للمبيت خارج المنزل لان لديها اطفالاً ينتظرونها في المنزل .
على دوار الداخلية 'قلب العاصمة عمان' ، وعلى اطراف الشارع الرئيسي ، وجدنا العشرات من بائعات الهوى ، كلهن من جنسيات اردنية ، يبعن اجسادهن دون حياء ، ويفاوضن على السعر بكل ثقة ، دون خوف او خجل .
كاميرا سرية
قبل البدء في التحقيق الصحفي ، اجتمعنا في احدى الحدائق القريبة من المكان ، انا والمصور احمد ابو جعفر و دليلنا في المكان ، وعملنا على تجهيز الكاميرا السرية في المركبة التي استخدمناها في المهمة .
لم تكن مهمتنا سهلة ، فلم نستطيع تحصيل واحدة منهن بسهولة لاننا كنا ثلاثة اشخاص في المركبة ، فهن يفضلن الزبون الوحيد ، فلا خوف منه ، وفي التفاوض على السعر ، يكون فريسة اسهل لهن .
والخوف ايضاً ان يتم اكتشافنا في المنطقة التي يعملن فيها ، فهناك شركاء في العمل ، يعملن على حماية الفتيات ، من الاخطار التي قد تواجههن ، ومن ضمنها 'الصحافة' .
وبعد العديد من المحاولات استطعنا الحديث مع اثنتين ، وتم التفاوض على السعر والمكان ، بعد ان وثقن بنا ، وشعرن انهن حصلن على زبائن لا يملكون الخبرة في هذا المجال .
مائة دينار في الساعة
زينة .. هكذا ينادوها بالمنطقة ، كانت محجبة وتضع على وجهها الكثير من مستحضرات التجميل ، وتمشي في الشارع ، وتلتقي سائقي المركبات .
بعد اللقاء تم التفاوض على السعر والمكان ، حيث طلبت 'زينة' مائة دينار مقابل قضاء ساعة كاملة معها ، في شقة بمنطقة الجبيهة بالعاصمة عمان .
وتم الاتفاق بالعودة الى نفس المكان لاصطحابها بعد ساعة من اللقاء الاول ، ولكنها اشترطت ان لا نؤخرها عن الساعة ، لان لديها اولاد في البيت ينتظرون موعد عودتها .
وتمت الصفقة على امل العودة في المكان والزمان المتفق عليه .
قائدة الفريق
خلال جولتنا على الاقدام استطعنا لقاء سيدة خمسينية ، تبدو على ملامح وجهها القوة والخبرة في مجال عمل الشوارع ، وتستطيع ان تميز وجهها في ضربة سكين بارزة على خدها الايمن.
وفي حديث سريع معها ، قالت ان لديها العديد من 'من فتيات الليل'، وهن حسب الطلب ، فمن يريد ليلة كاملة يدفع سعر معين يزيد عن المئتين دينار ، ومن يريد فتاة ساعة واحدة فقط يدفع سعر اقل من ذلك.
ويعود الامر الى ذوق 'الزبون' والطلب الذي يبحث عنه ، 'واللي بده يسكر بدوش يعد قداح' اجابت قائدة الفريق ، عندما حاولنا ان نفاوضها في السعر .
الجيران منزعجون
وفي جولة بالمكان ابدى العديد من الاهالي بالمنطقة انزعاجهم من انتشار هذه الظاهرة في منطقتهم المأهولة بالسكان والعائلات .
واخبر البعض منهم 'الوكيل' ان فتيات الليل ينتشرن في هذه المنطقة منذ ساعات المساء ، وحتى ساعات الفجر الاولى يومياً.
واشار البعض ان يوم الجمعة تحديدا يمكن مشاهدة العشرات من 'بنات الليل' في المنطقة ، وسط زحمة مرورية ، حيث 'الزبائن' من جميع الجنسيات والاعمار .
وتسائل البعض من الاهالي عن دور الاجهزة الامنية في ضبط مثل هؤلاء الفتيات اللواتي يعملن جهراً في شوارع العاصمة عمان .
الامن العام
المكتب الاعلامي في مديرية الامن العام افادنا بدوره حول الية التعامل مع هذه الظاهرة ، ان الامن العام يتعامل مع هذه الحالات من خلال شكاوى المواطنين ، او التبليغ من قبل المحافظة ، عن وجود بنات ليل .
وبين المكتب انه يتم التعامل معهم وتحويلهم الى المحافظين او الحكام الاداريين .
محافظ العاصمة
وفي اتصال مع محافظ العاصمة سمير مبيضين بين ان التعامل مع هذه الحالات يكون من خلال شكاوي الاهالي ، حيث يتم ضبطهن بعد ورود شكاوى الى المحافظة .
واشار ان من لديه معلومة حول مثل هذه الظاهرة بإستطاعته تقديم شكوى الى المحافظة ، التي تقوم بضبط مثل هؤولاء الفتيات بناءً عليها .
تراجع الكثافة الدينية والمنظومة الاخلاقية
وحول انتشار هذه الظاهرة في المجتمع الاردني بين دكتور علم الاجتماع حسين محادين ، ان المجتمع الاردني اخذ بالتحول نحو القيم الفردية ، اي ان الفرد اصبح مسؤولاً عن نفسه ان كان ذكراً او انثى .
وهو الامر الذي ادى الى تراجع العلاقات الاولية ،مما يدعم مجال للاختيار والمنافسة ، للحصول على عمل ، وتحصيل دخل فردي للشخص .
واضاف في هذه النقطة ان المجتمع الاردني المتحول نحو القيم الفردية والحداثة ، اصبح يتصف بتراجع الكثافة الدينية والمنظومة الاخلاقية .
وفي محور اخر بين محادين ان تأثيرات العولمة عبر وسائل الاعلام المرئية ، ساهمت في جعل المبدأ الحسي من خصائص هذه المرحلة العولمية .
وتطرق محادين الى وجود مؤسسات وسيطة ساهمت في انتشار هذه الظاهرة مثل ، الشقق الفندقية ، ومحلات المساج ، والمزارع البعيدة عن العين .
واشار محادين الى ارتفاع تكاليف الزواج في المجتمع الاردني ، اضافة الى تأخر سن الزواج ،وارتفاع حالات الطلاق في السنتين الاولى من الزواج .
وفي هذا الشأن بين دكتور علم الاجتماع ان المرأة تكون ضحية الطلاق على هذا النحو ، مايعني وجود مصدر اخر في ظهور مثل هذه السلوكيات .
وتالياً التسجل الصوتي لجهات رسمية علقت على التحقيق :
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو