الإثنين 2025-03-03 17:31 م

تحقيق صحفي مصور // الدعارة في قلب العاصمة عمان

09:41 م

الوكيل - تحقيق مجدي الباطية - تصوير احمد ابو جعفر -  في قلب العاصمة عمان ، ينتشرن بين المارة ، بالعشرات ، في اشكال وهيئات مختلفة ، بعضهن منقبات ، واخريات في ملابس ملفتة .

تنتشر المركبات على جنبات الطريق ،'الزبائن' من مختلف الاعمار والجنسيات ، حيث يصطفوا للتفاوض على السعر والمكان .

يختلف السعر بين الواحدة والاخرى ، حسب طبيعة العرض والطلب ، والرغبة والمكان ، احداهن طلبت عشرة دنانير مقابل جولة بالمركبة ، لا يسمح لك ان ترى جسدها فيها ، ولكن 'بالاخر بتكون مبسوط' ، هكذا قالت خلال 'التفاوض' معها .

مائة دينار مقابل ساعة كاملة ، وتستطيع ان تحصل على كامل جسدي ، قالت واحدة اخرى ، ولكن لا مجال للمبيت خارج المنزل لان لديها اطفالاً ينتظرونها في المنزل .

على دوار الداخلية 'قلب العاصمة عمان' ، وعلى اطراف الشارع الرئيسي ، وجدنا العشرات من بائعات الهوى ، كلهن من جنسيات اردنية ، يبعن اجسادهن دون حياء ، ويفاوضن على السعر بكل ثقة ، دون خوف او خجل .


كاميرا سرية

قبل البدء في التحقيق الصحفي ، اجتمعنا في احدى الحدائق القريبة من المكان ، انا والمصور احمد ابو جعفر و دليلنا في المكان ، وعملنا على تجهيز الكاميرا السرية في المركبة التي استخدمناها في المهمة .

لم تكن مهمتنا سهلة ، فلم نستطيع تحصيل واحدة منهن بسهولة لاننا كنا ثلاثة اشخاص في المركبة ، فهن يفضلن الزبون الوحيد ، فلا خوف منه ، وفي التفاوض على السعر ، يكون فريسة اسهل لهن .

والخوف ايضاً ان يتم اكتشافنا في المنطقة التي يعملن فيها ، فهناك شركاء في العمل ، يعملن على حماية الفتيات ، من الاخطار التي قد تواجههن ، ومن ضمنها 'الصحافة' .

وبعد العديد من المحاولات استطعنا الحديث مع اثنتين ، وتم التفاوض على السعر والمكان ، بعد ان وثقن بنا ، وشعرن انهن حصلن على زبائن لا يملكون الخبرة في هذا المجال .



مائة دينار في الساعة

زينة .. هكذا ينادوها بالمنطقة ، كانت محجبة وتضع على وجهها الكثير من مستحضرات التجميل ، وتمشي في الشارع ، وتلتقي سائقي المركبات .

بعد اللقاء تم التفاوض على السعر والمكان ، حيث طلبت 'زينة' مائة دينار مقابل قضاء ساعة كاملة معها ، في شقة بمنطقة الجبيهة بالعاصمة عمان .

وتم الاتفاق بالعودة الى نفس المكان لاصطحابها بعد ساعة من اللقاء الاول ، ولكنها اشترطت ان لا نؤخرها عن الساعة ، لان لديها اولاد في البيت ينتظرون موعد عودتها .

وتمت الصفقة على امل العودة في المكان والزمان المتفق عليه .



قائدة الفريق

خلال جولتنا على الاقدام استطعنا لقاء سيدة خمسينية ، تبدو على ملامح وجهها القوة والخبرة في مجال عمل الشوارع ، وتستطيع ان تميز وجهها في ضربة سكين بارزة على خدها الايمن.

وفي حديث سريع معها ، قالت ان لديها العديد من 'من فتيات الليل'، وهن حسب الطلب ، فمن يريد ليلة كاملة يدفع سعر معين يزيد عن المئتين دينار ، ومن يريد فتاة ساعة واحدة فقط يدفع سعر اقل من ذلك.

ويعود الامر الى ذوق 'الزبون' والطلب الذي يبحث عنه ، 'واللي بده يسكر بدوش يعد قداح' اجابت قائدة الفريق ، عندما حاولنا ان نفاوضها في السعر .



الجيران منزعجون

وفي جولة بالمكان ابدى العديد من الاهالي بالمنطقة انزعاجهم من انتشار هذه الظاهرة في منطقتهم المأهولة بالسكان والعائلات .

واخبر البعض منهم 'الوكيل' ان فتيات الليل ينتشرن في هذه المنطقة منذ ساعات المساء ، وحتى ساعات الفجر الاولى يومياً.

واشار البعض ان يوم الجمعة تحديدا يمكن مشاهدة العشرات من 'بنات الليل' في المنطقة ، وسط زحمة مرورية ، حيث 'الزبائن' من جميع الجنسيات والاعمار .

وتسائل البعض من الاهالي عن دور الاجهزة الامنية في ضبط مثل هؤلاء الفتيات اللواتي يعملن جهراً في شوارع العاصمة عمان .



الامن العام

المكتب الاعلامي في مديرية الامن العام افادنا بدوره حول الية التعامل مع هذه الظاهرة ، ان الامن العام يتعامل مع هذه الحالات من خلال شكاوى المواطنين ، او التبليغ من قبل المحافظة ، عن وجود بنات ليل .

وبين المكتب انه يتم التعامل معهم وتحويلهم الى المحافظين او الحكام الاداريين .



محافظ العاصمة

وفي اتصال مع محافظ العاصمة سمير مبيضين بين ان التعامل مع هذه الحالات يكون من خلال شكاوي الاهالي ، حيث يتم ضبطهن بعد ورود شكاوى الى المحافظة .

واشار ان من لديه معلومة حول مثل هذه الظاهرة بإستطاعته تقديم شكوى الى المحافظة ، التي تقوم بضبط مثل هؤولاء الفتيات بناءً عليها .



تراجع الكثافة الدينية والمنظومة الاخلاقية

وحول انتشار هذه الظاهرة في المجتمع الاردني بين دكتور علم الاجتماع حسين محادين ، ان المجتمع الاردني اخذ بالتحول نحو القيم الفردية ، اي ان الفرد اصبح مسؤولاً عن نفسه ان كان ذكراً او انثى .

وهو الامر الذي ادى الى تراجع العلاقات الاولية ،مما يدعم مجال للاختيار والمنافسة ، للحصول على عمل ، وتحصيل دخل فردي للشخص .

واضاف في هذه النقطة ان المجتمع الاردني المتحول نحو القيم الفردية والحداثة ، اصبح يتصف بتراجع الكثافة الدينية والمنظومة الاخلاقية .

وفي محور اخر بين محادين ان تأثيرات العولمة عبر وسائل الاعلام المرئية ، ساهمت في جعل المبدأ الحسي من خصائص هذه المرحلة العولمية .

وتطرق محادين الى وجود مؤسسات وسيطة ساهمت في انتشار هذه الظاهرة مثل ، الشقق الفندقية ، ومحلات المساج ، والمزارع البعيدة عن العين .

واشار محادين الى ارتفاع تكاليف الزواج في المجتمع الاردني ، اضافة الى تأخر سن الزواج ،وارتفاع حالات الطلاق في السنتين الاولى من الزواج .

وفي هذا الشأن بين دكتور علم الاجتماع ان المرأة تكون ضحية الطلاق على هذا النحو ، مايعني وجود مصدر اخر في ظهور مثل هذه السلوكيات .


 

 

 

وتالياً التسجل الصوتي لجهات رسمية علقت على التحقيق :

 


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة