كل هذه الإنتصارات التي يجري الحديث عنها في دير الزور ليس من قبل الطرفين الرئيسيين وإنما من قبل كافة الأطراف هي مجرد مسرحية متفق عليها سلفاً بين الأميركيين والروس وبالتالي وأتباع هذين الطرفين فحدود تقدم أو تراجع كل طرف معروفة ومعروف أيضاً أنه متروك للإعلام أن يضخم الأمور وفقاً لما يشتهي ويريد أصحابه طالما أن شمالي نهر الفرات هو لأميركا وحلفائها بينما جنوبه لروسيا وأتباعها وهذه أمور غدت واضحة كل الوضوح.
والغريب بل المستغرب أن المعارضة السورية التي قوتها العسكرية هي الجيش الحر محرم عليها أن تقترب من هذه المنطقة وأن تشارك في هذه المواجهة وذلك مع أنها أبدت استعداداً لتكون «حصتها» المنطقتين الإستراتيجيتين على الحدود السورية العراقية أي الـ «بوكمال» و»القائم».
لقد اتضح من خلال ما يجري في دير الزور أن ما يسمى قوات «سوريا الديموقراطية» بمعظمها قوات أميركية في حين أن ما يسمى قوات «الجيش العربي السوري» هي قوات روسية بالأساس وهذا بالإضافة إلى القوات والميليشيات الإيرانية وقوات حزب الله اللبناني وهكذا فإن هذه هي حقيقة الحرب المحتدمة في تلك المنطقة وذلك في حين أن الحقيقة الأخرى أن «داعش» الذي اتضحت علاقاته بنظام بشار الأسد على حقيقتها كان ولا يزال يفر أمام المهاجمين كما تفر العصافير المذعورة ووفقاً لمسرحية مرسومة سلفاً.
وهنا فإن ما يثير مخاوف كثيرة هو أن هذه الإتفاقيات كلها قد تكون لمصلحة الإيرانيين الذين «يستقتلون» في تحقيق «كاريدورهم» البري عبر العراق وسوريا وعبر الحدود العراقية – السورية للوصول إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط ولربط ضاحية بيروت الجنوبية والجنوب اللبناني كله بطهران.. وهذا معلن ومعروف وبقي الجنرال قاسم سليماني يغرد به في كل الوسائل الإعلامية.
والغريب أنه أصبح هناك حديث جديٌّ عن أن إيران هذه، التي يتحالف معها الروس بالطول والعرض وفي المجالات كافة، متورطة في الاعيب رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون الذرية والهيدروجنية ويقيناً أنه إذا ثبت أن هذا صحيح وليس مجرد مماحكات سياسية فإن كثيرين لا يمكن أن يصدقوا أنه ليس لروسيا علاقة بهذه القضية!!.
كنا نسمع دائماً وأبداً ومنذ أن كانت هناك حربٌ باردة بين الشرق والغرب أن هناك شيئاً إسمه «لعبة الأمم» وحقيقة أن بعضاً من كل هذا الذي بقي يجري في سوريا على مدى ست سنوات ماضية وأكثر هو لعبة أمم وأن لعبة الأمم هذه تتضح على حقيقتها في دير الزور السورية وعلى شواطئ الفرات الشمالية والجنوبية ولذلك فإن هناك مخاوف فعلية من أن عملية «التقاسم» هذه قد تتحول إلى التقسيم الذي لا يزال يجري الحديث عنه لسوريا كدولة وكشعب.. والله يستر!!.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو