السبت 2024-11-23 18:29 م

تهافت التهافت!

09:08 ص

تحول المطر الذي فاض على عمان إلى منصة لانتقاد كل شيء والتقليل من الإنجاز، وكأن عمان عادت قرية لا كهرباء فيها ولا مياه ولا طرق أو جسور ولا بنية تحتية لكن الأسوأ هو ما وجد فيه البعض فرصة لابتكار جديد في عالم المصطلحات وهو «شرعية الإنجاز» وربطت بعقدين من الزمن .

ما أنفق على البنية التحتية كان يكفي حاجة سكانها في ظل نمو طبيعي أما أن يأتيها ما يعادل ثلث السكان في بضع سنين فهو ما لا يطاق مع الإشارة الى قصور في التخطيط وسيولة في المباني بلا حساب وتجاهل فتح مساحات جديدة للسكن وبناء مدن جديدة.

خلال يومين هطلت أمطار تقدر بنحو 140 مم، تعادل 140 ليتراً لكل متر مربع، هذا ما يقوله أهل الخبرة ولو أنها هطلت على نيويورك لأغرقتها، أو على لندن أو باريس أو اسطنبول .

هناك من يرمي بحجر باعتبار أن الأزمة بفعل فاعل عاث فيها من شاء فساداً وهدراً وسوء إدارة، وأن الأموال التي فاضت على البلاد كما المطر لم يظهر لها أثر بدليل البنية التحتية التي لم تصمد!!.

إن جاز لنا أن نقارن فيتحتم علينا أن نعود الى حالة الاقتصاد الأردني اليوم مع نهاية 1998  لتكون مرجعاً بما تم إنجازه.
عام 89 وبعده كان الاقتصاد الأردني راكداً لا ينمو، والدينار فقد 57 % من قيمته وصادرات لا تتجاوز مليار دينار واحتياطي نقد أجنبي رفع الى 100 مليون دينار بدعم البنوك, وحماس عربي ودولي بارد, ثلث السكان في مرتبة الفقر وموجات كبيرة من العائدين من أسواق في الخليج وغيرها, بطالة تناهز 27 % ودين خارجي 7 مليارات دولار يشكل 90 % من ناتج محلي ضعيف جداً ودين داخلي يبلغ 20 %من الناتج وعجز موازنة  9 % من الناتج.

بعد عقدين رغم أن الاقتصاد في وضع سيئ كما هو منظور، ينمو بمعدل 5ر2%  سنوياً وتضاعف الناتج المحلي الإجمالي 134 % بالأسعار الثابتة أو 490 % بالأسعار الجارية.  ومعدل الفقر متحرك بين 17 % و20 % وبطالة 3,18 % وارتفع الدين العام الخارجي إلى حوالي نحو 3ر28488 مليون دينار أو ما نسبته 9ر94 % من الناتج الذي يزيد على 40 مليار دينار وصادرات تزيد على 4 مليارات دينار واحتياطيات تبلغ 9ر13 مليار دولار.

الإنكار هو تهافت لذاته، ونذكر القفزة في عالم التكنولوجيا والاتصالات التي وفرت منابر لهذا التهافت، أما العبدلي الرابضة اليوم في وسط عمان فتستحق لقب الجوهرة والطرق والجسور والأنفاق، ناهيك عن الفنادق والجامعات والمستشفيات والمدارس التي لا حصر لها ومطار جديد كلياً والعقبة ليست هي العقبة التي يعرفها حتى أهلها قبل عشرين عاماً.



طموحات الملك أكبر مما تحقق، الأردن والملك يتمتعان اليوم بمكانة مميزة عربياً ودولياً والتظاهرة العربية والدولية في مبادرة لندن مثال متقدم على هذه المكانة.

gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة