السبت 2024-12-14 10:38 ص

تهاني الرؤساء

09:19 م

التهنئة التي ارسلها الرئيس الروسي لنظيره المصري بمناسبة ثورة يوليو التي قادها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لها دلالات لعل اهمها ان ثورة الخامس والعشرين من يناير لا تلغي سابقتها من وجهة نظر الكريملين، وعلى العموم فان ثمة اكثر من رسالة سياسية في هذه التهنئة.

والتهاني بالتهاني تذكر اذ رفض الرئيس المصري محمد مرسي تهنئة نظيره السوري الدكتور بشار الاسد وهو موقف يكسر البروتوكول بين القادة ويجعل الانتماء الحزبي مقدما على الاعراف والبروتوكولات بين القادة.
الرئيس المصري كان حريصا على البروتوكول حين وصلته التهنئة من نظيره الاسرائيلي ولم يرفضها كما رفض تهنئة الرئيس السوري ربما لان الرئاسة المصرية حريصة على تعهداتها بان تحترم الاتفاقات والتعاقدات الدولية ومن ضمنها اتفاقية كامب ديفيد وهو موقف حضاري من رجل يقود دولة مدنية تحترم ما تعاقدت عليه اما العلاقة بين الاشقاء ففيها نظر.
يقال عند العرب ان الدم على الدم حامي وهي كناية على ان الخلافات بين الاشقاء - ان وقعت - فهي قطعا اشد اشتعالا مما لو كانت وقعت بين جيران ليسوا اقارب.
حين مرض الامبرطور ريتشارد قلب الاسد ارسل له دولة الجنرال صلاح الدين الايوبي طبيبه الخاص وهي لفتة انسانية حتى بين الاعداء فاذا قبلنا تلك اللفتة في الاطار الانساني فاننا نقبل «التفهم» المصري للتهنئة الاسرائيلية اما رفض التهنئة السورية فإننا نصنفها ضمن نظرية «الاقارب عقارب» والتي لا تصلح خارج اطار القربى.
عندما رفض مرسي تهنئة الاسد كان الاول امينا لتقاليده التنظيمية الاخوانية وحين استقبل تهنئة الاسرائيليين ايضا كان امينا لقيمه التنظيمية الاخوانية فالروح التنظيمية لدى الاخوان مقدمة على الايمان الوطني فقد اسر لي اخواني سابق ففقهني ببعض القيم الاخوانية اذ ان تفسيرهم للامر الالهي باطاعة الله والرسول واولي الامر تعني القيادة التنظيمية أي مكتب الارشاد والحفاظ على بيعة المرشد وليس اطاعة راس الدولة ولحسن الحظ وبحمد الله فالان الامران سيان فاطاعة التنظيم واطاعة الرئيس هي طاعة واحدة.
بقي في قلبي سؤال كالغصة في الحلق: ان كانت اسرائيل اقرب الى جبل المقطم من سورية جغرافيا فهل هي ايضا اقرب وجدانيا؟


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة