الأحد 2025-01-19 10:15 ص

توقع مشاركة العراقيين في الاردن في الانتخابات بنسبة لا تتجاوز 20 بالمئة

12:46 ص

الوكيل - مع اقتراب موعد الانتخابات العراقية وسخونة ايقاعها في الشارع العراقي الا ان هذا المشهد لا يبدو لافتا ويلقى بظلاله على تجمعات العراقيين في الشتات.


وتعزو مراكز الاستطلاع وقياس الرأي العام المتخصصة برصد مسار الانتخابات ومزاج الناخب العراقي سواء أكان داخل العراق أم خارجه الى ان العراقيين الذين غادروا بلادهم بعد الاحتلال الامريكي وما تلاه من تداعيات الحرب الطائفية لايعولون كثيرا على نتائج الانتخابات من فرط ما اصابهم من اهمال وتهميش وعدم مبالاة من قبل المرشحين الفائزين او من الحكومات التي اعقبت الانتخابات. والسؤال لماذا هذا العزوف عن المشاركة في الانتخابات وما هي اسبابه ومن المستفيد من القوة التصويتية التي يتمتع بها عراقيو الخارج في ترجيح كفة هذا المرشح او ذاك. ويفسر الكثير ممن استطلعت اراءهم 'العرب اليوم' هذه الظاهرة بأنها تعكس خيبة الامل من الاداء البرلماني والحكومي الذي دفع العراق الى وضع خانق، وبات من الصعوبة الخروج منه.

ورأى كثيرون ان مقاطعة الانتخابات على الرغم من انه حق الا انه برأيهم رسالة احتجاج للسياسيين الذين تخلوا عن عراقيي الخارج وتركوهم يواجهون عاديات الزمن من دون ان يلتفتوا الى حاجاتهم.

وحسب احصائية مصدر في مفوضية الانتخابات فإن العراقيين الذين يحق لهم التصويت في الاردن بلغ نحو 150 الفا غير ان المصدر كشف عن حجم الذين شاركوا في الانتخابات عام 2010 بلغت 20 بالمئة.

وهذه النسب المتدنية فسرها الناشط السياسي عبد الامير الطارق بانها تعكس موقفا سياسيا ورسالة مفادها ان نتائج الانتخابات لم تجلب الامن ولا الاستقرار ولا تعالج ازمات العراق، واضاف ان العراقيين في الشتات كانوا عرضة لمساومات المرشحين الذين يتخلون عنهم بعد ان يحققوا الفوز. غير ان الطارق اوضح ان المال السياسي واحتمالات التزوير بالانتخابات والتشكيك في نتائجها هي من تدفع الناخب العراقي الى مقاطعة الانتخابات. ويرى الاعلامي يوسف العاني في الانتخابات بأنها ليست وصفة للتغيير والاصلاح كما يأمل العراقيون، موضحا ان العملية السياسية التي انتجها الاحتلال ونظام المحاصصة الطائفية باطل ولا يلبي طموحات العراقيين بوطن آمن ومستقر وغير قابل للقسمة. ويلقي العاني باللائمة على اهمال العراقيين في الخارج على السياسيين والحكومات المتعاقبة التي قال انها تنظر اليهم بأنهم اعداء ومعظمهم من النظام السابق. يشار الى ان الساحة الاردنية التي تحولت الى ملاذ آمن للعراقيين بعد الاحتلال قصدتها نخب سياسية واكاديمية وعسكرية ودبلوماسية واعلامية واقتصادية وجدت في الاردن الامن المفقود في بلادهم الى حد الاندماج بالمجتمع الاردني الذي وفر لهم كل مستلزمات الاقامة

والرعاية وقبل ذلك الامن والاستقرار. وينظر الى النخب العراقية التي اختارت الاردن مكانا اضطراريا لهجرتها على انها نخب لها موقف معارض لتوجهات الحكومة العراقية وسياستها لاسيما وان معظهم اما مجتث او مستبعد او مطلوب بتهم كيدية ناهيك عن حرمان معظمهم من الحقوق التقاعدية التي ضمنها القانون والدستور.

وهذه الاوضاع التي يعيشها عراقيو الخارج كما يفسرها الباحث والاكاديمي عبد الستار عبد الله انها دفعتهم الى العزوف عن المشاركة في الانتخابات لفقدان الامل بالاصلاح وتغيير الواقع الذي يعيشه العراق.

ويمضي الى القول ان نتيحة الانتخابات معروفة سلفا ستعيد انتاج الطبقة السياسية نفسها التي لم تقدم الدعم والرعاية لعراقيي الخارج وتركتهم يواجهون مصاعب الحياة وتحدياتها. وتشهد الصالونات والدواوين العراقية في الاردن حراكا انتخابيا لمرشحين قصدوا عمان لطرح برامجهم الانتخابية وحث العراقيين على المشاركة في الانتخابات في محاولة لكسب ودهم واستمالتهم للتصويت اليهم. كما شهدت المطاعم العراقية في عمان اقامة مرشحين ولائم كبيرة للناخبين كما قام اخرون بتوزيع الهدايا العينية والنقدية على العوائل العراقية في بعض مناطق عمان في اطار حملتهم الدعائية.

وتوقع مصدر اعلامي حجم مشاركة العراقيين في الاردن في الانتخابات بنسبة لا تتجاوز 20 بالمئة من مجموع الذين يحق لهم الانتخاب البالغة 140 الف ناخب حسب المصدر ذاته.

وتوقع المصدر نفسه ان تذهب اصوات الناخبين الى ائتلاف متحدون والعربية والوطنية وكرامة وائتلاف العراق والى حد ما الى التيار الصدري والمواطن ودولة القانون.

العرب اليوم


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة