الأحد 2024-12-15 08:47 ص

ثقوب في روح المرأة

07:06 ص

لا أدري الى أي مدى ساهمت حملة « إحنا فحصنا... إنت فحصت؟» للكشف عن سرطان الثدي» التي أعلن عنها مركز الحسين للسرطان. وهنا أتساءل عن أرقام وإحصائيات، وإن كنتُ ألاحظ تغيّرا قد ظهر سواء بنجاح « الحملة» عبر أشكالها المختلفة أو بسبب الوعي الذي بلغته السيدات الاردنيات ممن ابتلين بهذا المرض.

وبالتأكيد فإن التطور التقني والثورة المعرفية والفضائيات ومتابعة الناس لها والتواصل الاجتماعي العالمي عبر الوسائل العابرة للقارات،ساهمت كلها في زيادة «جرأة» النساء في الاردن والعالم العربي عامة، وتحسس آلامهن والبحث عن حلول للثقوب التي تصيب أرواحهن نتيجة إصابتهن أو إضطرارهن لاسئصال جزء مهم من أجسادهن.
وإذا كانت النجمة أنجلينا جولي قد امتلكت الشجاعة وبالتأكيد شكّلت «حالة» إنسانية ونسائية عالية، حين قررت إجراء جراحة بتر لثدييها،قبل ان يمتد المرض الى باقي أنحاء جسمها.
أذكر، منتصف التسعينيات من القرن الماضي، كنتُ أعدّ تحقيقا صحفيا حول مرض السرطان في الاردن، وتصادف ان زرتُ عيادة أحد الأطباء المتخصصين،وحين جاء «دوري» لمقابلته، لمحتُ امرأة جميلة خارجة من عنده،ولاحظ الطبيب نظراتي التي ودّعت السيدة حتى درجات السلّم، فقال على الفور:تخيّل هذا السيدة مصابة بسرطان الثدي؟
فتغيرت ملامحي بشكل عفوي، وبدأتُ أتعاطف معها بدل التركيز على مظاهر الإعجاب بها.
ومنذ أيام تعرفتُ على فنانة عزيزة عليّ، علمتُ أنها تتعالج من «سرطان الثدي». لكنها كما يبدو متماسكة وقوية وتعاملت مع الامر بكل شجاعة ،من مبدأ أن إستئصال جزء من الجسم،أفضل من التضحية بالحياة كلها.
وكما قال الشاعر»إذا لم يكن من الموتُ بُدّ/ فمن العار أن تموت جبانا».
وهكذا أرى أن الاردنيات لسن أقل شجاعة من «أنجلينا جولي»أو غيرها من النساء ممن دخلت في «إمتحان» الأُنوثة، وصار أمامهن خيار واحد،لابد من دخوله وهو الخروج بأقل الخسائر. وبخاصة إذا كان هناك زوج فاهم وواعٍ ومدرك،بل ومحب ويحترم زوجته في كل حالاتها.
دور الزوج هنا في غاية الأهمية، ولا أظن ان «براد بيت» زوج انجلينا جولي أكثر «شهامة» ووعيا منا.
كلنا «رجال» و «اولاد تسعة»،وبذلك نجعل المرأة محاطة بجدار سميك من العواطف والفهم،يقيها أية «عواصف» قد تهب عليها نتيجة شعورها بأية حالة»ضعف» إنسانية!!
وهنا يصير كلام الزوج لزوجته»أنتِ فحصت،أنت هكذا أجمل»!!.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة