الأربعاء 2024-11-27 13:59 م

جديد جريمة الرياض .. تفاصيل "مروعة" يرويها الأبوان

07:42 م

لا تزال تداعيات الجريمة التي هزت الرياض ظهر الثلاثاء، بعد أن أنهت العاملة الأثيوبية حياة الطفلة 'نوال' ذات الـ 12 ربيعاً، بطعنات قاتلة، فيما حاول أخوها 'علي' إنقاذ أخته ليتلقى بدوره 14 طعنة، تلقي بظلالها على الشارع السعودي.


وفي حديث للعربية.نت، الأربعاء، كشف والد الطفلين، سعد آل نمشة القرني، أن التحقيقات لا تزال جارية حول ملابسات القضية، وسط حالة استنفار لمعرفة أسباب الجريمة.

وروى الأب، الذي فاضت به مشاعر الحزن والأسى، تفاصيل الجريمة المروعة، قائلاً: 'بقيت في المستشفى حتى فجر يوم الثلاثاء، لمتابعة حالة ابني علي، لأنه وصل إلى المستشفى في حالة صعبة، أحشاؤه خارج جسمه'.

وأضاف: 'إن الطعنات كانت نافذة، إلا أن الطبيب تمكن من إنقاذه، على الرغم من أن بعض ضربات السكين اخترقت الكبد والطحال والرئة، وأخرى أصابت الحلق'.

إلى ذلك، كشف أن العائلة لم تتمكن من رؤية ابنته 'نوال'، وقال: 'لا نعرف إن طعنت أم نحرت؟ لكننا أبلغنا بإمكانية استلام الجثمان بعد انتهاء التحقيقات'.

وأضاف 'أن الأدلة الجنائية ستنهي عملها ليتم تسليم الجثمان، فلا ندري تفاصيل حالتها، لأن آخر من رآها كان أخوها'.

كما أوضح أنه 'حين بدأت المجرمة بـ 'نوال' رآها 'علي' فحاول الهروب والدخول إلى دورة المياه، بعد تلقي العديد من الطعنات، ثم اتصل بوالدته وأبلغها بما حدث، حينها وصلت الشرطة وهو ما بين الغيبوبة والصحو، وتم التعامل مع حالته الصحية، ولله الحمد تمكنوا من إنقاذه'.

إلى ذلك، تابع سعد قائلاً 'إنه عاش ظروف حرمان من أولاده، بسبب خلافات أسرية وانفصاله عن زوجته التي ارتبطت بزوج، واحتفظت بحضانة نوال وعلي، بينما هو يعمل في الحد الجنوبي في سجون نجران، ومرتبط بزوجة أخرى'.

وأضاف: 'إنه لم يتمكن من الالتقاء بأولاده خلال الفترة الماضية، نظراً لظروف الخلافات، بينما كان يتواصل معهم عبر الهاتف'.

كما أكد أن 'نوال' كانت المدللة لديه، قائلاً:' كنت أدلعها باسم 'نوني'.

أما عن الخادمة، فقال 'إنه لا يعرف شيئاً عن هذه الخادمة، إلا أنها كانت تعمل لدى جدة 'نوال' و'علي' في محافظة بيشة منذ 5 سنوات، وتم إرسالها إلى والدة الطفلين التي تقيم بمدينة الرياض لترحيلها إلى بلدها أثيوبيا بسبب انتهاء عقد عملها.

كما أوضح أنها وصلت قبل نحو عشرة أيام إلى منزل العائلة في حي لبن في العاصمة الرياض، وتم تسليمها جميع مستحقاتها المالية.

وتابع قائلاً: 'مع اقتراب موعد سفرها ذهبت أم 'نوال' صباح الثلاثاء إلى مقر عملها بالمستشفى (تعمل ممرضة)، وأثناء غيابها، دخلت الخادمة إلى المطبخ وبدأت بالبكاء والتمتمة بكلام غير مفهوم، فدخل عليها 'علي' يسألها عن سبب بكائها، لكنها لم تتجاوب معه، ثم توجهت 'نوال' إلى صالة المنزل فيما توجه 'علي' إلى غرفته، وفجأة وبدون سابق إنذار خرجت الخادمة من المطبخ، وهي تحمل سكيناً وأمسكت بالطفلة وبدأت بطعنها حتى الموت، ثم خرج 'علي' لينقذ شقيقته غير أنها باغتته بالطعنات، وحين فر، تمكن من إبلاغ والدته التي وصلت مع وصول الجهات الأمنية إلى موقع الحادثة، وتم كسر أبواب المنزل وفتحها وتم نقل 'علي' إلى مستشفى الملك خالد الجامعي والقبض على الخادمة'.

أخيراً، أشار إلى أن الخبر وصله في الساعة 11 ظهراً، عبر اتصال من قبل خال البنت، بادره قائلاً: 'أنت مؤمن بقضاء الله وقدره، فقلت نعم، فحدثني عما جرى فقمت بالحجز عاجلاً من مطار أبها. وقد تعاونت معي الخطوط السعودية، وقبل أن أصعد الطائرة الساعة الواحدة ظهرا أبلغوني بوفاة نوال رحمها الله، وبحالة علي، وكانت فاجعة بالنسبة لي ونهاية مأساوية لصغيرين لم يرتكبا أي ذنب ليعيشا هذه اللحظات المرعبة'.

أما الأم فهي تعيش حالة من الصدمة والفجيعة والبكاء المستمر.

فصور ابنة الـ 11 ربيعاً لا تفارق عيني الأم الثكلى، نوف سعد الشهراني، وهي تتذكر صغيرتها المنحورة على يد الخادمة الإثيوبية.

وعن تفاصيل الجريمة المروعة، تحدثت نوف التي تعمل ممرضة في مستشفى الملك سلمان في قسم الطوارئ إلى 'العربية.نت' قائلة: 'أعيش أقسى كابوس يمكن أن تعيشه أم تعود للمنزل، لتجد طفليها غارقين في دمائهما'.

وتابعت منهارة: 'أبحث عن عذر لألوم نفسي ولا أجد شيئاً، فالخادمة تعمل عند أمي منذ عامين ونصف العام، ولم ألاحظ عليها أي سلوك أو علة نفسية'.

وعن الخادمة، قالت نوف: 'كانت حنونة جداً على صغيري. وطلبت من أمي بعد أن استلمت رواتبها ألا تقوم بتسفيرها لسوء الأوضاع في إثيوبيا، وقبل موعد سفرها بيوم واحد أوضحت لي أن الأمور غير طيبة في بلدها، وأنها لا ترغب في السفر'.

وتابعت سرد القصة المؤلمة قائلة: 'لم أكن بحاجة إلى خادمة لكنني أحضرتها تمهيداً لسفرها، ولم ألاحظ عليها أي شيء غير طبيعي'.

إلى ذلك، أضافت: 'قبل الجريمة بيوم خرجت معها واشتريت لها أغراضا من حسابي الخاص ولم آخذ من راتبها، ولم ألاحظ شيئاً غريباً في تصرفاتها'.

واستطردت: 'ما لا يعرفه الناس أن نوال ماتت وهي لم تر والدها، ولا تعرفه، فهو تركها من عمر 6 أشهر بسبب الانفصال، ولا يمكن أن يتخيل أحد حالتي بعد الحادثة، لقد مشيت في الشارع حافية القدمين من هول الصدمة، ولم أعد أستطيع أن أرى شيئاً غير أنني رحت أردد اللهم لا اعتراض على حكمك، ولا تحسرني عليهم، وهذا مقدر لهم'.

وأضافت:' انفصلت عن زوجي ثم ارتبطت بزوج بعد 9 سنوات، وتكفلت بكل ما يحتاجون إليه، وكبر أولادي وربيتهم، ثم انتقلنا للرياض، ورزقت بزوج عوض أولادي طعم الأبوة المفقودة ولله الحمد، عاشوا حياة كريمة، وكان زوجي حنونا عليهم، وعوضهم عن كل ما فقدوه'.

وعن نوال قالت: 'كانت تحب اللعب بالأجهزة الإلكترونية والبلاي ستيشن، وكان آخر لقائي معها قبل خروجي إلى العمل في تمام التاسعة والربع، إذ وجدتها مستيقظة، فطلبت منها الخلود للنوم، وتركتها وذهبت للعمل، وبعد العاشرة اتصل ابني ليخبرني أن الخادمة قامت بطعنه وأخته'.

وتابعت الأم حديثها وهي تبكي موضحة: 'خرجت من المكتب مثل المجنونة وطلبت من أحد الزملاء إيصالي للمنزل، وفي الطريق كنت أتمنى أن أركض لأستعجل الوصول، وقمت بالاتصال بالهلال الأحمر والدفاع المدني والجهات الأمنية، ووصلت إلى المنزل معهم في نفس اللحظة، لأكتشف أنني نسيت المفاتيح في المكتب واتصلت بعلي وطلبت منه أن يضغط على الجرح لحين وصولي، وقام علي بفتح الباب وهو يرى أخته خلف الباب غارقة في دمها، وبعد محاولات تمكن علي من فتح الباب لأرى أسوأ منظر يمكن أن يراه إنسان، ابنتي منحورة، فرحت أدعو الله، كما رأيتها في أسوأ منظر أن أراها في الجنة ولا أستطيع أن أقول إلا الحمد لله'.

وختمت حديثها: 'يارب صبرني على فراقها، فقد كبرت معي هي وعلي، وكنا أصحابا نضحك ونفرح مع بعضنا ولم نحتج لأحد في يوم من الأيام والحمد لله على حكمه'.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة