شهدت المملكة منذ العام الماضي وحتى مطلع الشهر الحالي تسجيل العشرات من حالات الانتحار بمختلف المحافظات ، الأمر الذي بات يدل على أنها أصبحت امراً مقلقاً، وبات ازدياد عدد حالات وقوعها وعدد محاولات ارتكابها ملحوظ بشكل لافت للنظر، اصبح يستدعي الوقوف على هذه المشكلة وعلى اسبابها، والبحث عن كيفية الحد منها قبل ان تتحول الى ظاهرة يصعب ايقافها.
استشارية الطب النفسي وعلاج الادمان الدكتورة شذى ابو حمدة ، قالت لبرنامج الوكيل عبر إذاعة القوات المسلحة الاردنية ' راديو هلا' ، اليوم الاثنين ، أن طرق الإنتحار تنوعت بين الشنق والحرق وإطلاق الرصاص والقاء النفس من ارتفاع شاهق و التسمم بمختلف انواعه .
وأضافت ، ان أسباب محاولات الإنتحار ودوافع ارتكابه تعود الى عوامل عدة منها النفسية والاجتماعية والاقتصادية ، الا ان العامل الاقتصادي وتأثيره على الفرد، وعلى قدرته لخلق فرص عمل تمكنه من تحقيق الاكتفاء المعيشي وبأن الانتحار يقسم لأنواع فبعضه يكون بدافع الخلاص، وآخر يكون بدوافع انفعالية، وظروف مؤقتة تطرأ على حياة الفرد، فتجعله يقدم على الانتحار بسبب يأسه من تحسين حياته، أو حل مشاكله،
وتابعت الاستشارية ابو حمدة حديثها بالتأكيد على ان حالات الانتحار في المملكة لم تصل الى حد تسميتها بالظاهرة مشيرةً إلى أن نسب الانتحار في الاردن مقارنة بعدد السكان تعتبر من النسب المتدنية عالمياً.
بدوره ، بين استشاري الطب النفسي والادمان الدكتورعبدالله ابو العدس لبرنامج الوكيل ، ان ظاهرة الانتحار اصبحت قضية في المجتمع الاردني وذلك من حيث الزيادة في اعداد المنتحرين سنة بعد سنة ، لافتاً الى ان فقدان حب الحياة، وعدم تقبل فكرة الحياة في ظل وجود أسباب لا يستطيع تقبلها، هي الدافع المؤسس للانتحار .
واردف ، ان الحكومة يجب ان تقوم بإنشاء مركز لحماية ومعالجة محاولي الانتحار ، والذي من شأنه ان يعالج محاولي الانتحار في الاردن ، والوقوف على الصعب والقضايا الشائكة التي وقفت امامهم ودفعتهم الى الانتحار ، وتسليمهم لذويهم عقب التأكد من خلو تفكيرهم بإعادة محاولة الانتحار وشفائهم .
واضاف الاستشاري ابو العدس ان المشاكل الاقتصادية كالفقر، والبطالة، والفشل بكل أشكاله حيث يعد الفشل المالي في سداد الالتزامات المالية، والتعرض للخسائر، أو الفشل العاطفي، أو الفشل الدراسي، أحد اهم الأسباب الرئيسية المؤدية للانتحار، مشيراً في الوقت ذاته الى ان بعض حالات الانتحار التي وقعت لم تقتصر على الطبقات الفقيرة، بل أن هنالك بعض الأشخاص الذين حققوا الكثير من الانجازات في حياتهم الا انهم شعروا بالملل وتكونت لديهم عوامل تدفعهم للتفكير في الانتحار.
فيما اوضح سماحة مفتي عام المملكة الدكتور محمد الخلايلة ، ان ضعف الوازع الديني، والبُعد عن الدين القويم وضعف الإيمان بالله واليوم الآخر، وقلة التوكل على الله، وعدم الخوف منه، رغم أن قتل الذات 'الانتحار' مُحرَّم منذ بداية التاريخ الإنساني لحماية البقاء، وتطور الجماعات الإنسانية في كل الدّيانات، فالنفس ملك لله وليس لأحد أن يقتل نفسه.
وقال الخلايلة ، ان نفس الإنسان هي ملك لله تعالى وليس لصاحبها،وان الانتحار من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله تعالى، لأنه قتلُ لنفسٍ حرمها الله عز وجل بقوله تعالى: (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق) .
وأضاف الخلايلة ، ان الانتحار أن يُقدم الإنسان على قتل نفسه بأي وسيلة كانت كإطلاق الرصاص على نفسه أو بشربه السمّ، أو إحراق نفسه أو إلقاء نفسه في الماء ليغرق أو بترك الطعام والشراب حتى يموت، كل هذا وأمثاله حرام بالاتفاق بل هو من أكبر الكبائر بعد الإشراك بالله تعإلى، محذراً في الوقت ذاته أن ثقافة الانتحار من الثقافات الوافدة على مجتمعنا الإسلامي، وان المسلم يجب ان يمنعه إيمانه بالله من الوقوع في مثل هذه الأعمال .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو