الأحد 2024-11-24 18:29 م

حان الوقت لانهاء الرعاية الاحادية للسلام

07:30 ص

بما ان الرئيس الاميركي دونالد ترمب وجه ضربة قاضية للدور الاميركي الذي استمر لعقود في رعاية عملية
السلام المتعثرة في الشرق الاوسط والتي وصلت نهايتها بالقرارات الكارثية الاخيرة لترمب بشان القدس
فانه حان الوقت في ظل هذا الوضع الخطير ان يتنبه العالم اذا ما كان فعلا يدرك خطر انهيار عملية السلام
ومرجعياتها ان يتحرك لبناء اطار متعدد لرعاية عملية سلام جديدة وفق المرجعيات الدولية العادلة
خصوصا ان احقاق السلام والاستقرار في المنطقة يتعدى بانه مصلحة اقليمية الى انه يشكل مصلحة
عالمية للاسرة الدولية برمتها.



كل الحقائق والمؤشرات تؤكد ان الرعاية المتعددة لعملية السلام بدل الرعاية الاحادية التي كانت تمثلها الولايات المتحدة لعقود مضت بلا منافس ، بان الرعاية المتعددة لهذه العملية وجهودها ومبادراتها ليست فقط ممكنة انما ضرورية ايضا والسبب الوجية لذلك انه باستثناء ترمب ونتنياهو فان كل العالم عبر عن رفضه وغضبه لقرارات الرئيس الاميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة الاميركية اليها فالرئيس الاميركي يقدم الهدايا لاسرائيل والعالم يتحمل التبعات الخطيرة خصوصا الهدية المقابلة لدعاة التطرف والارهاب للنهوض من جديد من تحت ركام الهزيمة واختطاف الاجندات واعادة بناء الصورة الظلامية وارتكاب الجرائم في كل بقاع العالم.


العالم منذ تولي الرئيس الاميركي ترمب قبل نحو عام يشعر تباعا بمخاطر كبيرة ، وبتنامي بذور فوضى دولية ، جراء نهج التخبط الذي جاء الى البيت الابيض مع مجيء الرئيس الخامس والاربعين اليه ، فالعلاقات الدولية باتت مهددة والاتفاقات الدولية تعصف بها تغريدات الرئيس الاميركي وقراراته ، والمنظمات العالمية لا تحظى بادنى احترام من ساكن البيت الابيض الذي سبق ووصف منظمة حلف شمال الاطلسي بالمنظمة البالية واخيرا وبالتاكيد ليس اخر ما في جعبة الرئيس الاميركي انه انهى دورالولايات المتحدة كراع ووسيط لعملية السلام الشرق اوسطية وقرر الانتقال تماما من هذه الصفة الى صفة ودور الشريك بل والذي يحل محل اليمين الاسرائيلي في مواجهة
الدول العربية والاسلامية والاسرة الدولية في اقدم واخطر الصراعات في العالم المتمثل بالصراع العربي الاسرائيلي وجوهره القضية الفلسطينية.


كانت الخريطة واضحة تمام الوضوح في الجلسة العلنية لمجلس الأمن الدولي التي عقدت بعد ايام قليلة من قرارات ترمب بشان القدس فقد كانت الولايات المتحدة بعزلة تامة في الجلسة ، اذ كانت مندوبة الولايات المتحدة الاميركية نيكي هايلي وحيدة امام 14 عضوا من اصل 15 عضوا بما فيهم الاعضاء الدائمون من اصحاب حق النقض الفيتو وبقية الاعضاء الذين عبروا جميعا عن رفض مطلق لقرارات الرئيس الاميركي كما عبروا عن رفضهم المساس بمرجعيات عملية السلام خصوصا حل الدولتين او المساس بوضع كقضية من قضايا الوضع النهائي وشطرها الشرقي كعاصمة للدولة الفلسطينية واكدوا بكل لغات العالم انه قرارات الرئيس الاميركي غير مقبولة مطلقا ولا يمكن التعاطي معها ومع تبعاتها باي حال. وفي ظل هذا الاجماع الدولي فان المسألة والمسار المهم الذي يجب السير فيه من قبل المجتمع الدولي ، لانقاذ مرجعيات السلام واستباق جولة جديدة من الصراع ، جراء قرار الرئيس الاميركي الظالم الذي يعيد فتح فوهات البركان الشرق اوسطي ، ان يتم بناء الية رعاية جديدة تكون ميزتها تعدديتها ، وان يكون هناك دور حيوي للاتحاد الأوروبي في هذا الشان خاصة جراء الموقف الاوروبي المنصف والمتوازن ازاء الصراع في المنطقة وايضا قناعة الاوروبيين دوما وبما ان القارة الاوروبية جار للمنطقة بان معظم الصراعات المتتابعة انما هي نتاج للصراع المركزي وان العنف والتطرف والارهاب لا تبعد جذوره وتغذيته عن بقاء القضية الفلسطينية بلا حل لاكثر من سبعين عاما تحت الاحتلال الاسرائيلي وترك حقوق الشعب الفلسطيني في مهب الريح ويجد فيها الارهاب والتطرف اجندة مثالية لاختطافها وتنفيذ جرائمه باسمها.


الخطوة التاريخية التي تمثل ردا تاريخيا على قرارات الرئيس الاميركي ترمب ، هي ايجاد رعاة جدد للسلام وهم كثر على الساحة الدولية والاهم انهم اكثر فهما في تاريخ الصراع واكثر عدالة وتوازنا واكثر اهتماما بمصالح بلادهم والمصالح العالمية المترابطة ، وانه حانت اللحظة للمجتمع الدولي ان ياخذ خطوة تاريخية في هذا الشان وان لا يبقى اسير رعاية احادية اختارت الانحياز تماما لطرف واحد وهو الطرف المعتدي والقاء مزيد من القرارات الظالمة على الطرف صاحب الحق بنهج يفتقر تماما الى احترام الاسرة الدولية بأسرها.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة