الأحد 2024-12-15 15:38 م

حماة لأول مرة .. هل هو غريم أم ابن جديد؟

09:21 ص

الوكيل - يقال بأن ام الزوجه «الحماة» هي السبب في الحياة الزوجية السعيدة لاسرة ابنتها، كما ويقال بأنها في كثير من الاحيان هي سبب الطلاق، بين هاتين المقولتين وقفت سيدات يخضن تجربة «الحماة» لأول مرة بعد ان قمن بتزويج بناتهن. اختلفن كثيرا في علاقتهن بازواج بناتهن، فبين نظرتهن اليه كابن و كغريم ومنافس يشعل الغيرة في قلبهن، الا انهن اعترفن بأنهن ما زلن يتلمسن طريقهن في كيفية التعامل مع النسيب، واجمعن على ان العلاقة مع الصهر يكتنفها الكثير من المد والجزر، وهذا يعتمد على طريقة واسلوب الحماة في تقبل واستقبال الضيف الجديد الى حضن اسرتها وضمن افرادها.



سعادة صهري كذلك

تؤكد ام رند بأنها عندما زوجت ابنتها الكبرى نقلت لها نصائح اسماء بن خارجة الفزارية عندما زفتها الى زوجها، وتقول: قلت لها وأنا أعلم بأن هذه النصائح صالحة لكل زمان ومكان وهي سر السعادة الزوجية، لأنني اريد لابنتي السعادة «يا بنية إنك خرجت من العش الذي فيه درجت فصرت إلى فراش لم تألفيـه وقرين لم تألفيـه، كوني له أرضاً يكن لك سماء، وكوني له مهاداً يكن لك عماداً، وكوني له أمة يصر لك على الفور عبدا. فقد اختزلت هذه الكلمات اسلوب الحياة كيف يجب ان تكون بين الزوجين. ولأنني احب ابنتي فانني اتمنى لها السعادة دون ان يكون ذلك على حساب صهري الذي احبه كذلك واعامله كما أحب ان يعامل ابني من قبل حماته ومن قبلها من قبل زوجته، وهذا الاسلوب جعل علاقتي بصهري متوازنة يكتنفها الاحترام والتقدير دون تجاوز لاي حدود، ولا اخفيكم قولا بأنني اعتمد على استشارة الأصدقاء والأهل في كيفية التعامل معه دون ان يُفرض علي رأي او اسلوب ولكن في النهاية اتصرف بما تمليه علي اخلاقي وضميري.



جاحد وناكر للجميل

لأن ابنة ام علي كانت الوحيدة بين ثلاثة ذكور لقيت الكثير من الدلال والرعاية، وتقول: لأن ابنتنا وحيدة فقد دللناها أنا ووالدها كثيرا، فلم تكن تؤدي اي عمل في البيت، وبقيت المدللة بعد زواجها، حيث أقوم كل يوم باعداد الطعام لها، واقوم بتنظيف منزلها ويرى زوجها بأن هذا شكل من أشكال التدخل مني في حياتهما وفي شؤونهما، وهذا سبب الكثير من المشاكل والمشاحنات بيني وبينه من جهة وبينه وبين زوجته من جهة اخرى، وأعتقد بأن عليه ان يعتاد على هذا الوضع، لأنني لا يمكن ان أرى ابنتي تؤدي أي عمل في المنزل بعد أن كنت أقوم بكل شيء لها، حتى كوب الشاي، ارى بأنني ادللها وادلل زوجها بهذه الخدمات التي أقدمها لهما، الا انه جاحد وناكر للجميل، وهذا يجعل علاقتي به علاقة يسودها التوتر وعدم الرضا، وفيها بعض الحقد من الطرفين، خاصة وان جميع من حولي يرى بأن ابنتي تستحق ان يكون لديها خادمة تقوم بكل الأعمال المنزلية عنها.



الذئب والحمل

ترى سهير بأن اختلاف تجارب الحياة بين الزوجين من اسباب المشاكل الزوجية، وتقول: زوج ابنتي فرح جاء من بيئة مختلفة جعلته أكثر حدة وصلابة بعكس ابنتي التي تميل الى اللين والدبلوماسية، وهذه الطباع جعلتني انظر اليهما كالذئب والحمل؛ ما نفرني منه كثيرا، خاصة وان ابنتي متعلمة وموظفة وتسهم في مصاريف البيت دون ان يشفع لها هذا او يقدم لها اي امتيازات، حتى والدته تتدخل فيها وفي حياتها، اعامله وأنا أعلم بأن حظ ابنتي عاثر، ولأنه «الذئب» فهو يقرأ هذه النظرات في عيني وهذا جعله يبتعد عني ويبعد ابنتي عني، نتهاتف يوميا انا وابنتي ولا استطيع ان اراهما معا في انسجام لأنني اعلم بأن ابنتي تستحق أفضل منه، الا انها تحبه و»تحرد» احيانا الا انها سرعان ما تعود الى وكر الذئب، علاقتي مضطربه به ولا اكن له في قلبي اي حب او احترام، مع انني اتمنى في اعماقي ان تكون علاقتي به علاقة محبة ، واحاول احيانا ان ابني جسورا؛ ولكنها من تراب تتهدم سريعا.



صديقي ومستودع اسراري

اما ديانا فهي تؤكد بأن الوضع جديد عليها وعلى زوجها وعليهما ان يعتادا عليه، فبينما ينظر زوجها الى صهره نظرة فيها بعض الغيرة تحاول هي جاهدة ان تجد التوازن بينهما، وتقول: زوجت ابنتي منى حديثا لشاب فاضل، واتمنى لهما الوئام والسعادة وأنا اعلم بأن هنالك الكثير من الاختلافات بينهما الا ان الحب يجمع قلبيهما، واحرص دائما على معاملته كابن لي وليس منافسا او غريما انتزع ابنتي مني انتزاعا كما ينظر اليه زوجي، بل هو شريك حياة ابنتي و يحتاج الى كل العطف والحنان والحب والدعم من زوجي الذي لم يعتد وجوده بعد.

وتضيف ديانا بأنها لا تتدخل في حياة ابنتها بتاتا، الا ان زوجها يحاول ان يقوم بدور الحماة ولكنها تردعه سريعا، وتقول مؤكدة: ينظر صهري لي كوالدة له، ويعاملني كذلك، ويقدر لي كثيرا دعمي ومساندتي له في اي خلاف صغير مع ابنتي، كما يرى مساندتي له مع زوجي ومع ابني الذي يراه ضيفا ثقيلا قيده في منزله، فأنا اقف معه ضد زوجي وابني وكذلك ضد ابنتي حتى وان أخطأ هو لأنني اريد لهذا المركب ان يسير في بحر الهناء، وأريد ان ازيل اي سوء تفاهم بينهما قبل ان يصل الى زوجي او ابني، وحتى احافظ على صداقته لي وثقته بي ، وانا سعيدة جدا بهذه العلاقة، وهو يقدر لي تربيتي لابنتي لتكون «سيدة بيت» من طراز رفيع خاصة وان ابنتي خرجت من منزل فيه الخدم والسائق والكثير من الرفاهيات الغائبة عن بيت زوجها. استشارة اسرية

«كسب الاخرين اهم من خسارتهم» قاعدة عامة في العلاقات اتذكر بها الاستشارية التربوية في مركز السلسلة الابداعية رولا خلف، وتقول موجهة كلامها للحماة، «أيتها الحماة حاولي كسب قلب زوج ابنتك ليحافظ عليها وبنفس الوقت حافظي على علاقة طيبة مبنية على الاحترام المتبادل بينكما. فزوج البنت عادة ما يدخل العائلة وينضم اليها ويصبح فردا من افرادها بسبب كثرة زياراته لبيت الخطيبة ثم بيت الحماة وينضم الى عائلتها فبذلك تفرح الام وتعامله كأبنها ومن هنا يأتي الاحتكاك مع زوج البنت فيجب ان تكون هناك علاقة متبادلة بين الطرفين ولا تتعدى حدودا معينة.



ابقاء الهيبة

وتؤكد رولا بأن على الحماة المحافظة على هيبتها عند زوج ابنتها عن طريق عدم رفع الحواجز وكثرة المزاح والضحك، فإذا تم استشارتها في بعض الامور فعليها ان تكون محايدة مستعملة اسلوب المداراة اذا وقعت مشاكل بين الاثنين فالحل ليس بيد الحماة وإنما يعود للزوجين، ودور الحماة يقتصر على الدعم وتصغير الامور بدلا من تفاقم الامور والسعي لمساعدتهما والإصلاح بينهما.

اعطاؤهم الفرصة

وتضيف رولا قائلة للحماة: حاولي عدم التدخل في حياتهم وامنحيهم الفرصة ليعيشا حياتهما كما عشت انت حياتك، وابقي بجانبهم فلا بد ان يحتاجوا لنصائحك وخبرتك لأنك كحماة وسيدة أكثر تجاربا وأكبر سنا اكثر حكمة وخبرة في الحياة ويمكن ان يستفيدوا منك.

عاملي زوج ابنتك بالحسنى ولا تعامليه بالغلظة او السوء وتجنبي الاصطدام معه في امور كثيرة. وعدم اللجوء الى الاسلوب المتسلط لأنه يؤدي الى نتيجة عكسية وإنما استخدمي اسلوب اللين والمرح لتكسبي قلبه.



الفرح والابتسامة

قابليه بوجه طلق وابتسامة صادقة فلها مفعول السحر وتزرع المودة في القلوب وتزيل العلاقات المتوترة وتجعله يفرح بها ولطفي الاجواء دائما اذا شعرت ان هناك مشكلة ما وبأسلوب عادل في التعامل متجنبة انتقادَ واحد دون الآخر. وأخيرا تيقني ان ابنتك وزوجها يسعيان الى رضاك دائما وتبقين الام الى الابد ويجعل حياتهما سعيدة.


الدستور


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة