على مدار أشهر مضت، واجه الأردن متاعب في وسائل إعلام أميركية وعربية، على خلفية تقارير عن تجاوزات في شحنات سلاح مخصصة للمعارضة السورية. أثيرت القضية على نحو مبالغ فيه من قبل صحيفة 'نيويورك تايمز' ومحطة 'الجزيرة الإنجليزية'، واستندت الصحيفة الأميركية لمصادر مجهولة، لا تتمتع بأي نفوذ يمكنها من الحصول على معلومات بهذا القدر من الحساسية والأهمية.
رد الأردن على التقرير الصحفي، برسالة لإدارة تحرير الصحيفة، تضمنت معلومات موثقة ومعتمدة رسميا، بناء على تحقيقات موسعة قامت بها الجهات المختصة. بيد أن الصحيفة رفضت نشر الرد الرسمي الأردن، وتشبثت بروايتها رغم ضعف البينات والمصادر.
القضية، وحسب مصادر مطلعة على تفاصيلها، لم تكن بالحجم الذي يستدعي من وسائل إعلام عالمية إثارتها مقارنة مع قضايا مشابهة أكبر حجما وأكثر خطورة، مرت من دون اكتراث.
الملابسات التي أحاطت بتحرك مؤسسات إعلامية بعينها، وإصرارها على إبقاء الملف مفتوحا، أظهر بجلاء وقوف أطراف خارجية خلفها، بهدف تشويه سمعة مؤسسات أردنية تحظى بمصداقية عالمية، خاصة في الولايات المتحدة.
التطورات اللاحقة خلقت انطباعا قويا بوجود خطط لشن حملة تحريض ضد الأردن في واشنطن، وزرع الشكوك بقدرات وكفاءة أحد أهم حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، خاصة الدور الذي يلعبه في التحالف الدولي ضد الإرهاب. وفي هذا السياق قرأ مسؤولون الرسالة التي وجهها عدد محدود من المشرعين في الكونغرس الأميركي للرئيس باراك أوباما، وتحثه على فتح تحقيق في تلك المزاعم.
ومنذ البداية كان يمكن ملاحظة أصابع نظام خليجي وهي تحرك الملف في إحدى عواصم المنطقة، وفي واشنطن أيضا. لكن سلسلة من الأحداث والتقارير، أظهرت أن لإسرائيل صلة مباشرة بالحملة الرامية لضرب مصداقية الأردن في الدوائر الأميركية، والضغط على عمان لثنيها عن التصعيد الدبلوماسي ضد حكومة بنيامين نتنياهو في المحافل الدولية.
لم ينتبه الكثيرون أن توقيع اتفاقية الغاز 'الإسرائيلي' مع شركة 'نوبل إنيرجي' الأميركية، جاء في هذا التوقيت تحديدا.
لم تخف الحكومة الإسرائيلية امتعاضها الشديد من مواقف الأردن الأخيرة في منظمة 'اليونسكو'، والدور الكبير الذي قامت به المؤسسة الدبلوماسية الأردنية لضمان التأييد لقرار تاريخي حول القدس، والذي يؤكد الهوية العربية والإسلامية للحرم القدسي الشريف. وهو ما حدا بوسائل الإعلام الإسرائيلية إلى شن هجوم على الأردن، إلى حد القول إن الأردن بات يقف في خانة أعداء إسرائيل.
وتزامن موقف الأردن هذا مع خط دبلوماسي متصاعد، يحمّل إسرائيل يوميا المسؤولية عن احتضار عملية السلام في المنطقة.
ليست المرة الأولى التي تردّ فيها إسرائيل على الأردن بخطوات انتقامية في واشنطن، بحكم نفوذها الواسع على وسائل الإعلام الأميركية. لكن صدف أن تزامنت هذه الحملة مع امتعاض دول في المنطقة من تنامي مكانة الأردن على المسرح الدولي، والثقة التي يتمتع بها لدى الحلفاء في واشنطن و'الأصدقاء' في موسكو.
ووفق تقديرات حديثة، لا يستبعد مراقبون أن تفجّر ماكينة الدعاية الإسرائيلية قنبلة إعلامية جديدة في وجه الأردن، وعبر البوابة الأميركية، لإضعاف موقف الأردن مسبقا أمام الإدارة الأميركية الجديدة.
لا تظهر علامات التطير على المسؤولين الأردنيين؛ فهم على ثقة بقدرتهم على احتواء الحملة الممنهجة. لكن هناك حاجة للإبقاء على حالة التأهب، والتعامل مع التطورات على نحو أسرع مما شهدنا عند طرح قضية الأسلحة قبل أشهر.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو