هناك أخبار لا تجد صحافتنا مكاناً لها على الواجهة ربما لأن طبيعة الأخبار ليست موجودة في حياتنا فهناك كُتاب عالميون – كما تقول الصحف – يتبرعون بأرباح كتبهم إلى لاجئي سوريا، ومنهم «عدو المسلمين»، سلمان رشدي، وهيلاري مانتل ودافيد نيكولس. وذلك عبر جمعية أوكسفام البريطانية الشهيرة التي تنشط في كل مخيم للاجئين، أو مدن المجاعات الإفريقية.
طبعاً نحن نتصوّر أن أرباح المؤلف من كتبه تماثل أرباح المؤلف العربي من كتبه. وهذا بعيد جداً في بلدان لا يستوعب سوق الكتاب طباعة أكثر من ثلاثة آلاف نسخة.. حتى إذا كان المؤلف من وزن نجيب محفوظ. وبالأرقام فإن كتب متبرعين من كتاب بريطانيين يتوقع أن تدرّ مليون جنيه استرليني. وهذا المبلغ كما يقول مدير اوكسفام يكفي لتزويد مائة وخمسين ألف سوري لاجئ بمياه الشرب.. داخل سوريا.
وبالأرقام أيضاً قام الكاتب الأميركي باترك نيس مع عدد من زملائه خلال الشهر الماضي فقط نحو ستمائة الف جنيه استرليني، وقد كتب على الكتب المتبرع بأرباحها: تذهب للاجئي سوريا.
وهناك ارقام واسماء وردت في تقرير نشرته صحيفة الشرق الاوسط السعودية في عدد امس.
ووسط الكلام الكثير الذي يشبه طاحونة على نهر غزير، تابعنا مبادرة الجامعة الاردنية والملياردير السيد منيب المصري في تمويل خطة لاعمار القدس يشتري فيها المتبرع سهما بدينار، ومن اليوم الاول اشترى السيد المصري بمليون دينار اسهما لهذا الاعمار المرتجى لاقدس مدن العالم، ومن المتوقع ان يصل ريع هذه المبادرة مئة مليون دينار خلال السنوات العشر القادمة.
ونحن العرب كرماء حين يكون هذا العطاء له طعم ورائحة اللحم وقرى الضيف، وقد يشمل بناء جامع او كنيسة، لكننا لم نسمع ان احدا تبرع لجامعة، او مركز ابحاث مع ان الجميع يعرف ان الوضع المالي لهذه المؤسسات وصل الى حافة الافلاس.
ولعله من السهل جلد الذات في امتناع اهل المال عن صفة التبرع لمؤسسات المجتمع المدني، لكننا نزعم ان العربي قادر على الكرم، كلما تقدم في الانخراط بالمجتمع المدني المستقر، الآمن، فليس من المعقول أن يتبرع سوري أو عراقي أو يمني أو ليبي بقرش واحد، وهو يعرف أن هذا القرش لا يذهب إلى مؤسسة قائمة في بلد انهارت فيه مؤسسة الدولة!. ولعل الذي يحدث الآن في هذه البلدان أن هناك حالة نهب يكاد المتابع أن لا يصدق الرقم. فحين يعترف رئيس الوزراء، العبادي، أن هناك خمسين ألف جندي وهمي في الجيش العراقي يتم نهب رواتبهم، أو ما هو مفترض أن تكون رواتبهم، من قبل وزراء الدفاع أو قادة الجيش.
نبحث عن القيم المجتمعية في حالات الكرم، والتبرع وتمويل مؤسسات العلم والثقافة واغاثة المعذبين في الأرض. فنجد أنها قيم لا علاقة لها بالطبيخ.. وإنما هي أحاسيس رفيعة، في مجتمعات مستقرة آمنة متحضرة.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو